وأنت في أمان الله، تسير في طريق دون أن تبتلي أحداً، يسير خلفك شاب متهور بسرعة جنونية ويبدأ بإطلاق حزمات ضوئية عليك ومثلما نقول بالعامي "يكبس بالنور" لتحاول أن تسرع قليلاً لتبتعد عنه، وإذ بنظام "ساهر" يرحب بك ويطلق حزمته الضوئية عليك هو الآخر لتكون صيداً ثميناً، حتى وإن كنت ضحية.

صحيح أن الحوادث قلت نسبتها بشكل كبير، لكن في نفس الوقت الفوضى لم تخف. الخوف من أن يكون الإنسان ضحية للمتهورين قبل أذان المغرب موجود، ونسبة قاطعي الإشارات تتزايد. كثيرون يعرفون أين هي كاميرات ساهر، ويحاولون تلافيها. آخرون يعرفون جيداً كيف يخفون لوحات سياراتهم من أن يلتقطها صاحب العيون الضوئية. وإذا كان النظام قد خفف فعلاً من نسبة الحوادث، فإن ذلك على الطرق السريعة والرئيسية.. ويتم الاهتمام بأجزاء من المدينة وإهمال أجزاء أخرى.

وفي ساهر والقيادة في رمضان، يقول الزميل العزيز ـ غفر الله له ـ تركي الدخيل في برنامجه الإذاعي التوعوي "في خاطري شيء" والذي يقدمه على إذاعة إم بي سي إف إم، يقول: إن الصائمين في السعودية يقومون بسباقات بسياراتهم تشبه سباقات رياضة الفورمولا، وهو صادق في وصفه.

الوقت الذي يحاول الصائم اختصاره للوصول إلى منزله لتناول الإفطار، قد ينتهي به الحال مقعداً على سرير في مستشفى، بدلاً من أن يصل إلى منزله. كلها دقائق قليلة، وليس عيباً أن يفطر وهو في سيارته ويأخذ احتياطه في ذلك، أما أن يصوم ويريد كسب الأجر ثم يفسد صيام يومه بآثام التعدي على أرواح الناس بهذه القيادة الجنونية فهذا من الضرر الذي لا يقبله أحد.

المرور مرةً أخرى لا ينحصر في ساهر، تحصيل الأموال و"شفط" الجيوب ليس كل شيء... من أراد إصلاح شيء عليه التركيز على كل المسائل المتعلقة، وليس على فرع فقط. السرعة أزمة وساهر قام بحلها في جانب منها، أما مشاكل المرور الأخرى كالتفحيط وقطع الإشارات وفوضى الشوارع الفرعية والحارات المنسية فلم تحل بعد، ولعل العميد عبدالرحمن المقبل قادر على النظر في هذه المشكلات وحلها، فلا نريد أن نطعن من الخلف ونجد "ساهر" في المقدمة.