يعرف أحمد الشقيري، أنه ليس الضالع والمتعمق في العلم الشرعي والفقهي، لهذا دخل من الثقب الضيق جداً من خلال فضائية دينية مفتوحة الأبواب، وبرنامج يجمع شلّة شباب يلقون مواعظ سطحية، من بينهم أحمد الفيشاوي ابن الممثل فاروق الفيشاوي، الذي تورط بعدها بقليل في قضايا، وصلت إلى المحاكم.
لماّ افترقت الشلّة، عاد الشقيري من نفس الثقب الضيق، من خلال دور السنيّد في برنامج للدكتور طارق السويدان، لعله يظهر في الشاشة بأي صورة، حتى وإن كانت مهمته لاتتعدى ترتيب أوراق الدكتور.
بعدها بقليل، خرج الشقيري علينا، في برنامج غاية في التسطيح المعرفي والفقهي والشرعي، ولأنه متأكد من هذا الشيء، قال إنه ليس عالما ولافقيها ولاداعية، وإنما طالب علم، فحاولنا بلعه بهذه الصيغة، رغم عدم حاجتنا الماسة إلى طالب علم ينظّر على رؤوسنا، وهو غير المتمكن والمؤهل لذلك.
بلعنا أول أجزاء برنامجه (خواطر)، رغم مافيه من التسطيح الديني والفكري، ومافيه من درجة عالية من الفهلوة التي تعتمد على ربط الدين بواقع الحياة، من خلال حفظ كم آية قرآنية على كم حديث شريف، والتنظير بها على العوام.
الرجل شرب مقلباً كبيراً في نفسه وفي قدراته العلمية الشرعية المتواضعة جداً، فتحول من دور الخواطرجي إلى دور الداعية والشيخ، لكن بنفس الثوب من الفهلوة الذي زاد أمتاراً مع كل جزء جديد من برنامجه، ليتطور الوضع، ولينتقل الشقيري إلى دور الرحّالة ابن بطوطة، الذي يجوب البلدان لينقل لنا رؤيته السطحية أيضاً، في تطور بلاد ماوراء السند والهند.
كبر أحمد الشقيري وكبر الثوب الذي لبسه واتسّع حتى بدا مضحكاً وهو يمشي به، فجاء في برنامجه هذا العام واضعاً عنواناً مضحكاً له، الا وهو (سنة الحلول لمشاكل العالم العربي)، ذلك أن الرجل ولله الحمد ، شخّص أمراضنا وعللنا وجاء بالحلول في كيس.
لم تعد المسألة عند الشقيري مسألة طالب علم او طالب بطيخ، بل صارت ملابس ماركات وسفريات وإعلانات ونظّارات وجزم وكرة بولينق وركوب أحصنة وأسكواش ومتاجرة بكم آية وكم حديث للأسف.