"طلبة الله أهم من كأس الخليج " عبارة قالها شاب أسمر يحمل "قفة " سمك يحاول فيها "الجحش، وأبوعيون " ينوي أن يبيعها للخباز في مطعم الأخوين الذي يقع خلف فندق "عدن".

العم عبدالرحمن عبدالله حسن تذمر حتى من إيقاف المحرر له ولو لدقائق أمام مطعم الأخوين بهدف أخذ رأيه في كأس الخليج وقال عبارته السابقة "أبو عبدالله قال أيضاً "وين الوقت"، "قوت العيال أم ملاحقة الكورة".

وفعلاً ترك العم مصطفى المحرر واتجه نحو باب المحل حاملاً همه في بيع السمك.

حديث العم عبدالرحمن هو نفسه حديث رجال أمن الحراسات في مطعم الحمراء، فقد قالوا "سنختلس بعض لحظات لمتابعة مباريات الدورة عبر الشاشة الكبيرة التي وضعتها إدارة المطعم للزبائن".

وأضاف أحدهم " أطلب الله هنا حتى الحادية عشرة ليلاً، ولو تركت المكان فمن أين أحصل على الإكراميات التي يجود بها زبائن المطعم عندما أساعدهم في ركن سياراتهم أو أفتح لهم بوابة الخروج".

وتابع "خل الكورة لأهلها"، بل وأصر على أن الدورة فقط تمثل له "كثرة وتنوع الزبائن وكون أكثرهم من ذوي الدخول العالية".

وهذا ما اتفق عليه زميل آخر له، قال "ما يهمنا من الكأس أولاً ـ الرزق ـ"، وثانياً "أن نفوز باللقب لأننا من الصعب أن نحرزها خارج اليمن".

وفي سوق الزعفران، وهو أكبر وأهم أسواق القات في عدن ويقع في "كريتر" أثرت الدورة وموسم العيد إيجاباً على السوق، بل إن أحد البائعين قال "نبيع هذه الأيام في اليوم أكثر مما كنا نبيع في ثلاثة أيام، وذلك لكثرة المعيدين" يقصد القادمين من محافظات أخرى، وكذلك المغتربين من السعودية ودول الخليج والجمهور الحاضر للدورة.

وأضاف "نعول أكثر على زيادة البيع خلال الأيام المقبلة، وإن كان توقع أيضاً أن يتحول "تخزين" العاملين في الدورة إلى المساء بدلاً من وقت الظهيرة بسبب انشغالهم. وقال "هناك زبائن من العاملين في الدورة، ومن ساكني عدن يواصلون تغيبهم منذ أسبوع عن سوق القات ونعرفهم بالاسم والشكل"، مضيفاً "أحدهم قال لي عندما كلمته "لا وقت للقات".

وفي سوق الطويل لبيع القات بكريتر قال عادل "سيأتي زبائن خليجيون اعتادوا على زيارة اليمن وسينتعش السوق ".

وأضاف "هنا لاتوجد تلفزيونات، نحن فقط نبيع ولا نشاهد وستصلنا الأخبار".

وتوقع أن يتضاعف البيع حسب نتائج اليمن في الدورة، وقالها بصراحة "إذا ذهبت اليمن بعيداً في الدورة سيرتفع الطلب وتزيد الأسعار وبالتالي الربح".

ويشعر القادم إلى عدن أن هناك كثيراً من أبناء محافظات أخرى جاؤوا إلى عدن للبحث عن الرزق ومنهم سائق تاكسي عرف نفسه بأبي محمد، وقال "جئت من صنعاء لطلبة الله "كررها" لأني أعرف أن الطلب هذه الأيام يفوق العرض وتكاسي عدن لا تكفي، لأن معظم الزائرين جاؤوا بالطائرات ويحتاجون للتاكسي".