مجرد الوصول إلى نهائيات كأس العالم للشباب، يبقى إنجازاً يسجل لمصلحة المدرب الوطني خالد القروني واللاعبين والأجهزة الفنية والإدارية والمسؤولين، وتحقيق فوز في أي من مباريات البطولة، أيضا إنجاز كبير وإلا لما صعدت جواتيمالا الخاسرة بأحد عشر هدفاً في مباراتين من أصل ثلاث مباريات خاضتها في الدور الأول، إلى ثمن نهائي البطولة المقامة حالياً في كولومبيا.

وما قدمه الأخضر الشاب في الدورالأول من مستويات لافتة توجها بالنتائج والتأهل إلى ثمن النهائي، نجاح كبير يحسب للكرة السعودية، ويزين دفاترها بين قريناتها ويجبر العالم الكروي على إعادة حساباته من حيث تقييمها من جديد، خصوصاً أن المدرب خالد القروني وأبناءه اللاعبين، لا يزالون ممسكين بلواء الاستمرار وقهر الصعاب وطموح التوغل أكثر في البطولة.

الامتحان القادم للأخضر الشاب أمام البرازيل يبدو صعباً للغاية إذا ما وضع في الاعتبار الأسماء التي تمثل منتخب راقصي السامبا وتمرسها على اللعب في كبريات الأندية والدوريات في أوروبا وفي البرازيل نفسها، بجانب أن هذه الأسماء ستدافع عن لقب حققه من سبقها، لكن من شأن هذه المميزات أن تحول الامتحان إلى سهل لمصلحة المنتخب السعودي متى كان هناك تقدير لفارق الإمكانيات واحترام للخصم وتشكيل فريق جماعي فعلاً وابتعاد بعض اللاعبين عن الأنانية المفرطة التي ظهرت في المباريات الماضية وعلى رأس القائمة المعنية، المهاجم ياسر الفهمي.

سبق أن خسر الأخضر الشاب أمام نظيره البرازيلي بثلاثية (ودية) في ختام معسكره بالبرازيل سبقت وصوله إلى كولومبيا، وها هو (المزح الجاد) يتحول إلى (جد الجد)، لكننا لا نعتقد أن القروني سيسمح بسهولة للبرازيليين بلدغه للمرة الثانية في أقل من شهر رغم اختلاف (الجُحر)، فالسلبيات التي أدت إلى الخسارة بثلاثية يجب أن تتحول إلى إيجابيات تدعم موقفه اليوم، خصوصاً أن الحال (الفني وغير الفني) سيكون مختلفاً بالنسبة له وعليه، ودعونا في ما له والذي يتمثل في ملاحقته بدعوات الملايين من الصائمين بأن يكون اللاعبون قد خرجوا بما هو أهم من التجربة الودية الأولى، واستفادوا من عراك الدور الأول الذي انتهى بعبورهم لمنتخبين وتعثرهم أمام واحد وأن يكون النصر حليفه.