النائب الثاني يشكر الفيصل على جهوده لجعل مكة في مستوى يليق بها
مدير الأمن العام: قوات أمن الحج أبلت بلاء حسناً أينعت ثماره لتحقيق النجاح
مكة المكرمة: الوطن، واس
كشف النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز خلال استقباله مساء أول من أمس في مقر وزارة الداخلية بمكة المكرمة قادة قوات أمن الحج لهذا العام، عن "مخطط شامل ينتظر مكة المكرمة خلال الست إلى الثماني سنوات المقبلة، وأن الأمر خاضع لدراسة متأنية ومتكاملة".
وقدم الأمير نايف " الشكر والتقدير لسمو أمير منطقة مكة المكرمة على جهوده الموفقة، والمتمثلة في توجيهاته وإعانته لكل الأجهزة الحكومية العاملة على خدمات الحج".
وأوضح سمو النائب الثاني أن الأمير خالد الفيصل أطلعه مساء السبت الماضي حين التقاه بدعوة منه، على "المشاريع الكبيرة المدروسة التي قام بها سموه مع المعنيين والمسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية، وفي أمانة العاصمة المقدسة وبمتابعة من اللجنة المركزية للحج وكانت على مستوى عالٍ ودراسة متأنية".
وبين الأمير نايف أن "التقدير للتكلفة بشكل أولي لا يقل عن 22 مليار ريال". وعلق قائلا "مما يعني أننا إن شاء الله سنجد مكة المكرمة بعد هذه السنوات القليلة في عمر الزمن بمستوى يليق بمكة المكرمة ويليق بالقادمين لها حجاجاً أو معتمرين في السهولة في التنقل بوسائل النقل المختلفة وعلى رأسها القطارات التي ستمكن الجميع من الانتقال بسهولة من المنافذ إلى الحرم الشريف بالإضافة إلى التحسينات التي ستوجد في الحرم، أولها توسعة خادم الحرمين الشريفين وبعدها توسعة ما حول الحرم".
وأضاف سمو النائب الثاني "هذه في الحقيقة كانت جميعا بجهود وتحت رعاية سمو الأمير خالد الفيصل، فأقدم له الشكر الجزيل والتقدير على هذا العمل الجيد والذي يرضي الله ثم يرضي ولاة أمرنا ثم يرضي أبناء هذا الوطن ويشعر المسلمين عموما في جميع أقطار العالم أن هناك من يعمل لخدمة هذه الديار المقدسة التي شرفنا الله عز وجل بخدمتها".
إلى ذلك قدم الأمير نايف الشكر لرجال الأمن الذين أشرفوا على موسم حج هذا العام قائلا "أقدم الشكر والتقدير والاعتزاز بكم أيها الرجال، لقد كنتم عند مستوى المسؤولية والثقة، وقد أديتم هذا الواجب بأفضل ما يؤدى، وقدمتم للعالم أجمع أنكم قادرون بعون الله تعالى على إدارة هذا الجمع الكبير من البشر الذي ليس له مثيل في العالم".
وجاء في كلمة سمو النائب الثاني "بسم الله والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم.
صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز آل سعود نائب وزير الداخلية، أصحاب السمو الملكي، إخواني رجال الأمن والقوات المشاركة من قواتنا المسلحة ومن الحرس الوطني ومن الاستخبارات العامة.
إخواني المدنيون والإداريون والمشاركون في مهمة الحج من قطاعات وزارة الداخلية،
في هذا اللقاء وفي هذا المساء الذي نعتبر فيه أن موسم الحج لهذا العام قد انتهى ولو أن هناك بقية من الحجاج يبقون إلى يوم غدٍ، الحقيقة أننا نرفع أيدينا وأبصارنا إلى الخالق عز وجل لنحمده ونشكره بما منّ علينا به من سلامة موسم هذا الحج وسلامة حجاج بيت الله وقد أدوا حجهم بسهولة، راجين لهم من الله القبول إن شاء الله، وأن يكملوا شعائر الحج والزيارة إلى مسجد رسول الله وأن يعودوا إلى بلدانهم سالمين غانمين إن شاء الله وقد يسر حجهم. ولا شك أن هذه نعمة من الله ونسجد لله شكراً حامدين على ما تفضل به علينا ربنا وخالقنا. ولا شك أن جل جلاله قد منح رجالنا الذين يعملون لتحقيق أمن حجاج بيت الله قدرة وقوة على أداء الواجب، ولذلك أجد أنني في هذه الفرصة أن أقدم الشكر والتقدير والاعتزاز بكم أيها الرجال. لقد كنتم عند مستوى المسؤولية والثقة، وقد أديتم هذا الواجب بأفضل ما يؤدى، وقدمتم للعالم أجمع أنكم قادرون بعون الله تعالى على إدارة هذا الجمع الكبير من البشر الذي ليس له مثيل في العالم، أديتموه بأفضل ما تؤدى المسؤوليات في أمنهم وفي تنقلاتهم، وهي في أيام قليلة معدودات، ونحن الآن نتحدث وقد تم كل شيء على أحسن ما يكون.
تهنئة بالنجاح
فالشكر لله أولاً ثم الشكر لكم، وقد أعطيتم صورة حسنة وعالية لبلادكم، ولهذا بعد تهنئتي لكم بنجاح حج هذا العام، التهنئة لكم بعيد الأضحى المبارك وبنجاحكم المنقطع النظير والذي فيه أرضيتم خالقكم عز وجل وكنتم عند مستوى الثقة التي منحكم إياها قائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - وسمو ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود، وقد كلفت من قبلهما ـ حفظهما الله ـ أن أقدم لكم الشكر والتقدير والاعتزاز بكم وتهنئتكم بهذا النجاح المتكامل ولله الحمد.
خدمات الحجيج
مهما قلنا فالواقع يتحدث عن نفسه، والمهمة التي قمتم بها ليس لها شبيه، وأنتم تعلمون ماذا يكون في العالم من مناسبات لأي غرض كان، وهم قبل هذه المناسبات يظلون سنوات يحضرون لها وهي أقل بكثير في العدد، ومن أناس منظمين ومرتبة أمورهم ولكن ليسوا مثل الوافدين والقادمين للحج من كل الجنسيات وبكل اللغات، وبكل مستوى التفكير، ولكن والحمد لله يجمعهم جميعاً أنهم أتوا لأداء هذه الفريضة والركن الخامس من أركان الإسلام، ولكن الحمد لله أنهم وجدوا من يرعاهم ويستقبلهم الاستقبال الحسن ويعمل على حفظ أمنهم وسلامتهم وسهولة تحركاتهم بالإضافة إلى ما تقوم به أجهزة الدولة الأخرى في الخدمات العامة وتقديمها لحجاج بيت الله بأفضل ما يكون من قبل الجهات المعنية من وزارات ( الشؤون البلدية والقروية، والحج، والصحة، والمياه والكهرباء والنقل ) وكل الأجهزة الأخرى المعنية بخدمة حجاج بيت الله. هذا يدل على أمرٍ وهو الواقع أن هذه الترتيبات وما تم لم يكن ارتجالاً بل كان نتاج دراسات من رجالٍ على مستوى من القدرة والخبرة وسيعملون بعد أيام للترتيب للحج القادم في العام القادم وهذا ما هو حاصل وإن كانوا الإخوة رجال الأمن سعداء بنجاح هذه المهمة الكبيرة والشريفة إلا أنهم كذلك سعداء بأن تنظيمهم وقدرتهم في التنظيم كانت في المستوى اللائق في هذه المناسبة الكبيرة، ثم إن لديهم حصيلة من المتابعة لكل القطاعات بل لكل الأفراد المكلفين لتراجع ولمعرفة من أدى مهمته بما هو مطلوب وأي ثغرة أو قصور حتى يتم تفاديها في الأعوام القادمة.
فخر واعتزاز
كما قلت وأكرر أن قيادتنا الممثلة في سيدي خادم الحرمين الشريفين وسيدي سمو ولي عهده يفتخران بكم كمواطنين ومنسوبي أجهزة أمن مسؤولة مسؤولية كاملة عن كل ما يتعلق بأمن حجاج بيت الله وسلامتهم ، بالإضافة إلى اعتزاز شعب المملكة العربية السعودية بأبنائه رجال الأمن. ولا أقول هذا اعتقادا ولكن أقول هذا من الاتصالات الكثيرة التي أتتني من جميع أنحاء المملكة ومن كافة شرائح المجتمع برضاهم واعتزازهم بما أُدي، وتقديمهم التهاني بنجاح موسم هذا العام، ولذلك أنا لست إلا واحدا منكم وكل إخواني وزملائي وعلى رأسهم سمو الأمير أحمد بن عبدالعزيز نائب وزير الداخلية وسمو الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية وإن كنا نشارككم في هذه الأمور إلا أننا نفتخر ونعتز بكم ونجد أنفسنا مغمورين بالرضا عن كل ما تم وبأننا نحمد الله عز وجل على ما يسره لنا.
حفظ الله ولاة أمرنا وشعبنا ووفقنا جميعاً دائماً لأداء الواجب وما هو مطلوب منا. ثم أننا كأمة وعلى رأسها قيادتنا نفتخر، ونتشرف أن رب العزة والجلال ارتضانا جميعاً كأمة أن نخدم بيته الحرام ومسجد رسوله وأن نهيئ لجميع المسلمين بدون تفريق وبتساوٍ القدوم لحجهم وأداء الحج بيسر وسهولة إضافة إلى العمرة التي هي طول السنة والحرص على كل ما فيه التسهيل لجميع القادمين لمكة المكرمة أو للمدينة المنورة، في توسعة الحرمين، في تهيئة الطرق، في تحسين النقل والآتي أكثر.
تخطيط شامل
هناك الآن تخطيط شامل لكيفية ما ستكون عليه مكة المكرمة خلال 6 سنوات أو 8 سنوات على الأكثر بدراسة متأنية ومتكاملة، وإني إذ أشكر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة على جهوده المكثفة وعلى ما قام به من جهودٍ في موسم هذا الحج مقدراً لسموه كل هذه الجهود الموفقة فقد كان موجهاً ومعيناً لكل الأجهزة الحكومية التي تقدم خدمات للحج، ولا شك أن رعايته وعمله مع رجال الأمن يأخذ الأولوية في هذا المجال.
كما أني مساء يوم السبت الماضي التقيت بسموه بدعوة منه وبحضور أعضاء اللجنة المركزية للحج وبحضور هيئة تطوير منطقة مكة المكرمة واطلعت على المشاريع الكبيرة والمدروسة التي قام بها سموه مع المعنيين والمسؤولين في وزارة الشؤون البلدية والقروية وفي أمانة العاصمة المقدسة وبمتابعة من اللجنة المركزية للحج، وكانت على مستوى عالٍ ودراسة متأنية. والتقدير للتكلفة بشكل أولي لا يقل عن 22 ألف مليون ريال، مما يعني أننا إن شاء الله سنجد مكة المكرمة بعد هذه السنوات القليلة في عمر الزمن بمستوى يليق بمكة المكرمة ويليق بالقادمين لها حجاجاً أو معتمرين في السهولة في التنقل بوسائل النقل المختلفة، وعلى رأسها القطارات التي ستمكن الجميع من الانتقال بسهولة من المنافذ إلى الحرم الشريف، بالإضافة إلى التحسينات التي ستوجد في الحرم، أولها توسعة خادم الحرمين الشريفين وبعدها توسعة ما حول الحرم. هذه في الحقيقة كانت جميعا بجهود وتحت رعاية سمو الأمير خالد الفيصل، فأقدم له الشكر الجزيل والتقدير في هذا العمل الجيد والذي يرضي الله ثم يرضي ولاة أمرنا ثم يرضي أبناء هذا الوطن ويشعر المسلمين عموما في جميع أقطار العالم أن هناك من يعمل لخدمة هذه الديار المقدسة التي شرفنا الله عز وجل بخدمتها.
أرجو من الله عز وجل التوفيق لكم وأن يجزيكم أحسن الجزاء لما قمتم به، ولا شك أنكم إن شاء الله ستكونون مأجورين على خدمة الإسلام والمسلمين فضلا عن خدمة وطنكم، ويكفيكم أن تعتز قيادتكم وشعبكم بكم وأنتم منهم ولهم.
وفق الله الجميع وأخذ بأيدينا لما يحبه ويرضاه، والشكر مكرر والتشرف والاعتزاز بكم والحمد لله في أفضل مستوى. أخذ الله بأيدينا جميعاً ودلنا على الصواب وأرانا الحق حقاً ورزقنا اتباعه وأرانا الباطل باطلاً ورزقنا اجتنابه، والله يحفظكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
إدارة الحشود
بعد ذلك ألقى مدير الأمن العام الفريق سعيد القحطاني كلمة قال فيها " بالأمس حظينا - ولله الحمد - بعيدين، عيد الأضحى المبارك، وإطلالة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على شعبه وأبنائه المهنئين بالعيد، إطلالة بددت خوفهم، وأضاءت مساحة الأمل في نفوسهم بشفاء عاجل".
وبين مدير الأمن العام أن "معظم الحجاج قد أتموا نسكهم وشعائر حجهم وأكملوا رمي الجمرات وطافوا بالبيت العتيق في جو مفعم بالروحانية والطمأنينة حتى عودتهم إلى ديارهم سالمين غانمين".
وأضاف " لقد أبلى أبناؤكم في قوات أمن الحج والقوات المساندة بلاء حسناً أينعت ثماره في تحقيق هذا النجاح وهذا التميز في إدارة أمن الحج ، واكتسبوا من الخبرات في إدارة الحشود ما جعلهم محط أنظار العالم . وما كان هذا النجاح وهذا النتاج ليتحقق لولا الرعاية الكريمة التي يحظى بها الحرمان الشريفان، والمشاعر المقدسة، من لدن حكومتنا الرشيدة وفي مقدمتها قائد مسيرتها خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين وسموكم الكريم"
ورفع مدير الأمن العام رئيس اللجنة الأمنية لحج هذا العام باسمه واسم زملائه في قوات أمن الحج والقوات المساندة شكرهم وتقديرهم لسمو النائب الثاني وسمو نائب وزير الداخلية وسمو مساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية لما وجدوه من رعاية كريمة ومتابعة مستمرة طوال موسم الحج.
حضور الحفل
نائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز ومساعد وزير الداخلية للشؤون الأمنية الأمير محمد بن نايف بن عبدالعزيز ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء رئيس ديوان رئاسة مجلس الوزراء الأمير عبدالعزيز بن فهد بن عبدالعزيز والأمير فيصل بن أحمد بن عبدالعزيز والأمير نواف بن نايف بن عبدالعزيز، وعدد من المسؤولين في وزارة الداخلية.
حجاج "7 نجوم".. رداء أبيض وآيسكريم فرنسي وتوت إيطالي
"الوطن" تدخل "قبو" الرؤساء والزعماء أسفل جسر الجمرات
منى: محمد الزايد
الفريضة واحدة .. ولكن مشاق الحج تختلف من شخص إلى آخر، خاصة إذا كان عدد الحجاج تجاوز الثلاثة ملايين حاج من مختلف بلدان العالم، قليل منهم من القادة وأصحاب المناصب الرفيعة، والأغلبية من عامة الشعوب التي تضم شرائح متعددة أثرياء وفقراء ومتوسطي الدخل، كلهم جاؤوا ينشدون أداء الفريضة الخامسة، منهم من أقام في أفخم المقرات والأجنحة الفندقية والتي تصل إلى مستوى "7 نجوم"، ومنهم من كان ضمن حملات، المخيم الواحد فيها يضم المئات، وآخرون افترشوا الطرق والممرات.
وعلى حسب مستوى الإقامة تكون أنواع الطعام، فهؤلاء الأغنياء كان نصيبهم أرقى أنواع اللحوم والآيس كريم الذي يصل خصيصا من فرنسا، والتوت القادم من مزارع فلورنسا في إيطاليا، أما متوسطو الدخل فكان نصيبهم الطعام الميسر في المخيمات حيث التسابق والازدحام، أما الفقراء فكان يكفيهم ما يحصلون عليه من قوافل الغذاء.
" قبو" الرؤساء
وإذا كانت الصورة واضحة لكل من أدى الفريضة أوعمل في خدمة الحجيج، إلا أنها تزداد وضوحا عند جسر الجمرات الذي يضم إلى جانب أدواره الخمسة التي يفد إليها عامة الشعوب أغنياء و فقراء، طابقا أرضيا " قبو" مخصص لكبار الشخصيات من ضيوف المملكة من رؤساء ورؤساء حكومات ومن هم في مكانتهم من كافة الدول الإسلامية.
"الوطن" دخلت الطابق الأرضي للجسر، ووقفت على ما فيه من تجهيزات لحماية كبار الشخصيات، وهم يؤدون نسكهم ضيوفا كراما على خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة.
مواكب الزعماء
ممرات ممتدة وفسيحة تتسع لمواكب الرؤساء والزعماء والقادة وكبار العلماء، حيث يدخل الموكب وسط تأمين أمني إلى الجسر عن طريق مهابط الطائرات المخصصة لذلك، ثم ينتقل الموكب إلى المصاعد المخصصة للنقل إلى البدروم، حيث يؤدي من فيه نسك رمي الجمرات بهدوء وأمان واطمئنان.
أثناء جولة "الوطن" داخل البدروم المخصص لكبار الشخصيات، وجدنا إمام المسجد الحرام الشيخ محمد السبيل، وهو يرمي الجمرات في أول أيام التشريق، حيث قدم الشكر لقادة المملكة عامة على جهدهم الجبار وبذلهم السخي في المشاريع التي سهلت على كافة الحجيج أداء نسكهم، ودعا الله الجليل أن يحفظ ولاة أمر هذه البلاد من كل سوء ومكروه، وأن يمن على خادم الحرمين بالشفاء العاجل، وأن يحفظ ويسلم الحجيج ويعيدهم إلى ديارهم وأهلهم سالمين غانمين.
شخصيات مهمة
وأوضح قائد قوات الطوارئ العميد الركن خالد بن قرار الحربي، أن القبو مخصص في استخدامه من قبل ضيوف الدولة عبر طرق محددة لا تتعارض مع طرق المشاة تتمثل في طريق الملك فيصل والعرب والجوهرة للدخول أسفل القبو من خلال نفقين أرضيين مما يتيح تحركات الضيوف سواء في القدوم أو المغادرة دون تأثر في الحركة وهو ما يسهل عليهم أداء نسكهم دون حرج أو تقاطع مع المشاة.
وأشار الحربي إلى إمكانية استخدام هذا الدور "القبو" في الخطط البديلة والكاملة في حال تعرض الخطة الأساسية في الساحة الشرقية لأي ظروف أمنية معينة تؤدي لإغلاق القدوم من الناحية الشرقية غير أنه ولله الحمد لم نلجأ ولم تدعونا الحاجة لهذه الخطط البديلة بحكم انسيابية الحركة أعلى جسر الجمرات.
حج الأثرياء
وبشكل عام لم تعد عبارة خدمة 5 نجوم كافية لتعبر عن الرفاهية التي يلقاها أي ساكن بفندق مدرج تحت هذه الفئة بل تعدته إلى فئة 7 نجوم خاصة الذين يسكنون الأبراج الجديدة في منى، إضافة لمقراتهم بالمخيمات بمشعري مزدلفة وعرفات والتي تضم غرفا فخمة مزودة بكل ما لا يخطر ببال أي حاج يمشي على بعد خطوات منهم في الشارع المقابل، مزودة ببانيوهات مثلجة ووجبات من أفخر المطاعم العالمية وأسرة مغطاة بمفارش من الحرير والقطن وملاعق من الفضة وكاسات من الكرستال والمشاعر لا تبعد سوى خطوات عن مقر إقامتهم.
رجال مال وأعمال ومسؤولون من مختلف دول العالم الإسلامي يرفلون بحج من درجة 7 نجوم ينتقلون بين المشاعر في سيارات فاخرة، وتتوفر أجهزة الإنترنت والفاكس وثلاجات تحتوي على أصناف من العصائر والمشروبات المثلجة.
فريق من الأطباء والسكرتارية وموظفين خاصين لتوفير "لبن العصفور لكل حاج منهم" على مدار الساعة في مختلف المشاعر المقدسة.
ينتقلون من منى لعرفات بهذه الطريقة وعندما يصلون لمكة ينزلون في أجنحة مخصصة مطلة على الكعبة ومن ارتفاع يفوق 300 متر فوق سطح الأرض.
أفخم الطائرات
وعن طريقة وصول الحجاج الأثرياء للمشاعر، فإن الدرجة الأولى على أفخم الطائرات هي مقاعدهم الوثيرة ومنها للسيارات الفاخرة وصولا إلى مكة والمشاعر المقدسة.
يحجون بمحارم لا يقل سعرها عن 5 آلاف ريال وتزين معاصمهم ساعات لوركس لا تقل قيمتها عن 70 ألف ريال بخواتم وتزين أصابعهم أفضل الأحجار الكريمية أما نظاراتهم الشمسية فهي من أغلى وأفخم الماركات العالمية، أما أحذيتهم فصممت خصيصا من إيطاليا تسند الظهر والهيكل العظمي حتى لا يصاب أحدهم بإرهاق خلال سيره، والذي لا يتجاوز خطوات قليلة كل يوم من مقعده الوثير حتى سرير نومه الفسيح.
نصير القهوجي يكمل العقد متخصصا في "كيف الشيوخ"
منى: عبدالعزيز العطر
10 سنوات من العمل وأداء فريضة الحج في آن واحد. هذه قصة حياة المواطن نصير سليمان النصير "50 عاما" الناشط في مهنة "تجهيز القهوة والشاي" في أحد المخيمات التابعة لحجاج الداخل، والذي يصف مهنته بالممتعة والمحببة له حتى في رحلاته البرية مع أفراد عائلته.
يقول نصير إنه لم يمل ولم يكل في يوم من الأيام من العمل... "ولم أفوت عاما واحدا دون أن أقضيه بين ضيوف الرحمن معدا القهوة لهم".
ويؤكد أن جميع من التقاهم في الأعوام الماضية يترددون عليه لاحتساء القهوة، ويضيف نصير بثقة: العديد من الشخصيات البارزة تخلوا عن معدي قهوتهم بعد أن ذاقوا قهوتي، فباتوا يطلبونها في أوقات ثابتة ومجدولة ضمن أعمالهم اليومية.
وعن المواقف التي مر بها مع تعدد لغات الحجاج، يقول نصير إنه لا يتقن اللغات المختلفة ولكنه يعلم من الوهلة الأولى أن الحجاج الأجانب راضون عن قهوته ويترددون عليها، متمنيا عدم تكرار موقف الـ12 من ذي الحجة العام الماضي، حين كان يعمل على تجهيز القهوة والشاي "وهطل علينا المطر، ومن غزارته وصل منسوب المياه إلى منتصف صدري الأمر الذي دعاني للتوقف عن الاستكمال بعد أن قررت إدارة الحملة نقل الحجيج إلى إحدى القاعات داخل مكة مطبقين تيسيرات التعجل في الحج".
وزارة الإعلام تحل شتات الإعلاميين وغربتهم العام المقبل
منى: حمد العشيوان
وعد وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، باستضافة وسائل الإعلام الصحفية المحلية اعتبارا من حج العام المقبل بالمشاعر المقدسة وتقديم كل الدعم لإبراز الدور الإعلامي الذي تقدمه هذه المؤسسات من خلال منابرها الإعلامية.
وطالب الوزير في تصريح إلى "الوطن" أمس، الصحف المحلية بتوفير بيانات أفراد بعثة كل صحيفة حتى يتسنى تقديم كل الخدمات والتسهيلات التي تمكن هذه البعثات من تقديم عملها بكل يسر وسهولة.
يأتي ذلك في الوقت الذي عانت وتعاني فيه المؤسسات الصحفية المحلية من صعوبات وإشكالات العثور على مواقع خاصة ولائقة في المشاعر تستطيع من خلالها تنفيذ مهامها؛ إذ اعتمدت على مؤسسات الطوافة أو مؤسسات تجارية حلاً بديلا وقسريا من أجل إنجاز مهامها مع بقاء الإشكالات الأخرى معلقة وقلة توفير وسائل نقل مناسبة يستطيع المراسل والمصور من خلالها التنقل بين المشاعر بأريحية تامة، والتوافر على شبكة اتصالات لاغنى عنها في العمل الإعلامي.
وعانت بعثات الصحف المحلية خلال تغطيتها لأحداث حج هذا العام مع الجهات ذات العلاقة "المرور والجوازات و الأمن العام ووزارتى الإعلام والحج ومؤسسات الطوافة"، حيث إن المؤسسات الصحفية تتحمل مسؤولية إيفاد بعثاتها العاملة في الحج بمجهوداتها الذاتية وتعامل من قبل الجهات المعنية على أنها مؤسسة تجارية لا إعلامية مما يعرقل حركتها ويحرمها فرص التغطيات بعدالة.
وواجه الصحفيون أثناء تأدية واجبهم نوعا من عدم المبالاة وعدم الإيمان بأهمية دور المؤسسات الصحفية التوعوي، حيث ترفض مؤسسات الطوافة تخصيص مواقع مناسبة تكفي فريق العمل كاملاً، وتعتبر استضافة البعثات الصحفية مخالفة صريحة عقابها الرقابي يصل إلى أكثر من 200 ألف ريال، إضافة إلى أن المواقع التي استطاعت البعثات الصحفية الحصول عليها هي ذاتها المخصصة للحجيج بتجهيزاتها للنوم والراحة، كما أنها غير مهيأة بوسائل السلامة والنظافة والخدمات، وإنما مثل ما يمنح للحاج الذي لا يحتاج عادة إلا لدورة مياه وسرير ينام عليه. وإذا كان هذا الوضع مرهقا بما يكفي فإن الوضع يزيد سوءا مع تعرض منسوبي البعثات الصحفية للاعتداء والسرقة وإتلاف التجهيزات المرافقة للبعثة بسبب تواجدهم في مخيمات يمكن الدخول إليها بسهولة وغير آمنة خصوصا عند هطول الأمطار الأمر الذي يصل إلى تلف التجهيزات والأنظمة.
معوقات تواجه وسائل الإعلام المحلية
• النقل، حيث يوجد نوعان من وسائل المواصلات في الحج رسمي وخدمي فقط.
• إدارة المرور لا تستثني المؤسسات الإعلامية من اشتراطات استخراج التصاريح "رخص وفحص وتأمين واستمارات".
• الجوازات لا تستثني المقيمين من فرق العمل الصحفي وتلزمهم بالحصول على موافقة الجوازات أولا.
• لا تستطيع البعثات الصحفية الاستفادة من أجهزة الاتصالات الخاصة بالإنترنت وإرسالها عن طريق شركات الاتصالات لضعف إمكاناتها.
مكة تعلم "التنظيم" لمستضيفي كؤوس العالم والأولمبياد
أبها: محمد الصالحي
بنجاح المملكة في تأمين أكبر حشد بشري في العالم هذا العام، اجتمع على أرض المشاعر المقدسة في مكة المكرمة طيلة سبعة أيام لأداء فريضة الحج، تكون اختتمت آخر صفحة في منهج إدارة الحشود البشرية، نسخة 2010، وهو ما ينتظره منظمو دورة الألعاب الأولمبية في لندن، وطلبته تركيا أخيرا من وزير الصحة السعودي لتستفيد منه في مناسباتها.
وبدأ التهافت على تجربة مكة من قبل دول عالمية قبل سنوات، وزاد بعد مؤتمر نظمته الجهات المعنية بالحج مؤخرا واستعرضت فيه "سر وصفتها الناجحة".
ففي أكتوبر الماضي، كان ثلاثون خبيرا أجنبيا يجلسون في فندق هيلتون جدة لتجاذب الأفكار حول تجارب إدارة الحشود. وقتها بادر ممثلون من الاتحاد العالمي لكرة القدم،الفيفا، وطرحوا تجربة تنظيم كأس العالم الأخيرة بجنوب أفريقيا وقالوا إن 3،18 ملايين شخص تابعوا المباريات الأربع والستين في 11 ملعبا منتشرة في 10 مدن، كأحد أهم تجارب إدارة الحشود في العالم.
بعدهم نثر الفريق الكندي تجربته في تنظيم الألعاب الأولمبية الشتوية بفانكوفر2010م، واعتبروا أن مشاركة 82 دولة ومتابعة نصف مليون زائر تعد أرقاما قياسية تطلبت جهدا لإدارتها.
لكن الأرقام التي أخرجها المسؤولون المعنيون بتنظيم الحج في المملكة، وخلاصة تجربتهم مع إدارة حشد يقدر بأكثر من 2.5 مليون إنسان في سبعة أيام بدت ذات طابع مختلف عن تجربتي كأس العالم والأولمبياد، وذلك بحسب تصريحات المشاركين حينها. خصوصا أن رقما ميلونيا كهذا يأتي من 180 دولة ويجتمع في مساحة ضيقة أمام هذه المقارنات خرجت مديرة منظمة الصحة العالمية الدكتورة مارجريت شان، لتعلن وقتها لوسائل الإعلام في المؤتمر الدولي عن أثر التجمعات البشرية في الصحة العامة والذي نظمته وزارة الصحة في جدة، أن المملكة تفوقت على جميع دول العالم في تنظيم التجمعات البشرية، مبينة أن الخبرات والكفاءات الموجودة لديها وضعتها في مقدمة الدول التي استطاعت إدارة أكبر تجمع بشري في العالم وهو الذي تشهده مكة المكرمة كل عام. ويعتقد الباحث في جامعة موناش الأسترالية المتخصص في شؤون النقل البروفيسور غراهم كاري أن استمرار موسمي الحج والعمرة طوال أيام العام، وديمومته وانحصاره في مساحة ضيقة بمكة المكرمة يصعب المهمة مقارنة بإدارة حشود الأولمبياد العالمية. لكنه يرى بحسب دراسة، حصلت "الوطن" على نسخة منها، أن تلك المعوقات أفادت الحكومة السعودية في تطوير أسلوبها وطريقة تعاملها مع الحشود وأكسبتها الخبرة مع السنوات حتى صارت تدير حشودا من ملايين طوال العام بنجاح.
يقودك بحثك عن تجارب دول العالم المتقدمة في إدارة الحشود البشرية إلى حقيقتين: الأولى أنهم يضربون الأمثال دوما بتجمعات كأس العالم والأولمبياد كأهم تجمع على الأرض من شأنه إثارة المخاوف الأمنية والصحية. والأخرى أن تجربة تنظيم التجمعات البشرية سرعان ما تتحول لاحقا إلى مصدر رزق يدر ملايين الدولارات إما ببيعها كـ"خلطة سرية" تستحق المال كما تفعل مركز(Crowdsafe) أو بطباعتها وتدريسها على الورق وابتكار الوظائف من أجلها كما تفعل (جامعة نيو باكز).
في المملكة، بدأ المعنيون بأمر الحج يلتفتون أخيرا إلى ما بين أيديهم من كنز تجارب وخبرة لا يقدر بثمن. لاحقا بدأ الاهتمام من معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج، حيث سافر فريق منهم إلى أولمبياد بكين في الصين عام 2008 لمقارنة تجربة تفويج الحشود هناك بما لديهم من تجارب في الحج. زاد الاهتمام أكثر، وانتبهت وزارة الصحة في البلاد إلى أن حربها السنوية منذ عقود مع أخطر أوبئة العالم، وحفاظها على صحة الحجاج القادم بعضهم من دول موبوءة يمكن أن تصير بامتياز منهجا يدرس حول العالم. لهذا دعت دولا وخبراء إلى مؤتمرها الأول في جدة أكتوبر الماضي. نجح المؤتمر وأطلقت الوزارة تخصصا طبيا في مجال إدارة طب الحشود بالجامعات السعودية، وصار أطباء التجمعات مطلوبين رسميا في البلاد لخدمة الحجاج.
ورغم أن الحملات الإعلامية التي تسبق دورات الأولمبياد وكؤوس العالم في الدول، دائما ما تستعرض مهمتها الصعبة في إدارة التجمعات وتطلب الوقت للتجهز لاستقبالها والذي يبدأ بسنوات، إلا أن الخبير الأسترالي في شؤون النقل البروفيسور غراهم كاري شرح في دراسته الفروق بين تنظيم الحج واستضافة مثل تلك المناسبات والتي بين فيها الثقل الملقى على كاهل الحكومة السعودية.
وقال كاري إن الحج يختلف عن دورة أولمبياد في أن الأول يستضيف ذلك الرقم المليوني كل عام وفي نفس المكان وفي مساحة ضيقة بينما تنتقل استضافة الآخر بين الدول وتلعب كل أربعة أعوام وعلى مساحة واسعة.
مليون حاج يودعون مكة بصلاة الجمعة
تفويج المغادرين إلى المدينة وجدة قبل 11 ليلاً
مكة المكرمة، المدينة المنورة: علي العميري، حسن السلمي
أدى أكثر من مليون حاج أمس صلاة الجمعة بالمسجد الحرام، وسط أجواء إيمانية عابقة بالشكر لله أن من عليهم بأداء فريضة الحج، ويسر لهم أداء النسك والدعاء بالقبول والعودة إلى أوطانهم سالمين غانمين مغفورة ذنوبهم.
وامتدت صفوف المصلين إلى الطرق المؤدية إلى الحرم الشريف بعد أن امتلأت الساحات بالمصلين الذين توافدوا إلى الحرم الشريف من الساعات الباكرة للحصول على مواقع في الأروقة والدور الثاني وشهدت الساحات الشمالية كثافة عالية من المصلين الذين وصلت صفوفهم إلى مدخل شعب عامر ومدخل الغزة سابقا، فيما امتدت الصفوف إلى مدخل طريق أم القرى من الناحية الغربية .
واضطرت الجهات الأمنية إلى توجيه المصلين إلى الساحات بعد أن امتلأ الحرم بالمصلين منعا للتكدس والتدافع عند الخروج من الحرم الشريف.
الأوضاع الأمنية
وأكد مدير شرطة العاصمة المقدسة العميد إبراهيم الحمزي، أن الأوضاع الأمنية في صفوف الحجاج الذين من الله عليهم بأداء الفريضة وينتظرون مواعيد رحلاتهم للعودة إلى بلادهم ممتازة ولم تسجل أية حوادث أمنية ولله الحمد، وكل القطاعات الأمنية تؤدي دورها بالشكل المأمول، وهناك استنفار كامل لخدمة الحجاج وراحتهم وتمكينهم من الوصول إلى الحرم والعودة إلى مساكنهم بسهولة.
وأشار الحمزي إلى أن الجهات الأمنية تتابع الأوضاع الأمنية للحجاج في كل الأحياء التي يقيمون بها وتعمل على خدمتهم على مدار الساعة انطلاقا من مسؤولياتها المناطة بها. وبين مدير المرور العقيد أحمد ناشي العتيبي، أنه تم منع المركبات من الدخول إلى المنطقة المركزية للحرم الشريف من الساعة الحادية عشرة صباحا لإفساح المجال أمام الحجاج المشاة الذين يسكنون في شعب عامر والجياد والمسفلة والحفاير والحجون للوصول إلى الحرم الشريف سيرا على الأقدام.
خطبة الحرم
من جانبه ، قال إمام وخطيب المسجد الحرام الشيح صالح آل طالب فى خطبة الجمعة، إنه بمغيب شمس أمس تطوى صفحة أيام التشريق وينقضي وقت نحر الأضاحي، وإذا أراد الحاج أن يرجع إلى بلاده، فيجب عليه أن يطوف بهذا البيت طواف الوداع ولا يلزمه سعي له ولا حلق "، مشيرا إلى أن معيار القبول هو إخلاص العمل لله ومتابعته لرسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن علامة قبول الحسنة الحسنة بعدها ، وعلامة الحج المبرور أن تعود خيرا مما كنت ، ومن طهرت صحيفة عمله بالغفران فليحذر العودة إلى دنس الآثام.
وأوضح أن وحدة الشعور بين المسلمين ومشاركتهم أملا وألما وفي السراء والضراء هي من أهم معالم الوحدة، قائلا : إن الشعوب المسلمة تتفاوت غنى وفقرا، وقدرة، وتعلما وجهلا، فلا يكونن هذا الفرق مدعاة لبطر القوي ولا جالبا لحسد الضعيف، وليكن إحسان الظن مقدما عند الجميع، وليعطف القوي على الضعيف.
التوافد للمدينة
إلى ذلك، شهد المسجد النبوي الشريف والطرقات المؤدية إليه أمس توافد وفود ضيوف الرحمن زوار مسجد نبيه صلى الله عليه وسلم وبأعداد كبيرة قدرت بمئات الآلاف من المصلين لأداء صلاة الجمعة والسلام على الرسول المصطفى صلى الله عليه وسلم وصاحبيه رضوان الله عليهما، بعد أن من الله عليهم بأداء فريضة الحج حيث امتلأ المسجد وأروقته وساحاته وسطح المسجد بالمصلين الذين دعوا الله عز وجل أن يتقبل منهم حجهم وأداء نسكهم بكل يسر وسهولة، داعين الله عز وجل أن يحفظ لهذه البلاد قادتها ومقدساتها وشعبها، لما وفر لهم من خدمات متطورة وكبيرة أمنت للحاج والزائر الطمأنينة لأداء الصلوات وأداء النسك والزيارات بكل راحة ويسر.
وأكد إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي في خطبة الجمعة أمس، أنه بعد أداء الحجاج مناسك حجهم وقيامهم بعبادة ربهم وتيسر تنقلهم في المشاعر المقدسة وتوفر حاجاتهم وخدماتهم واستظلالهم بظل الأمن الظليل الممدود الوارف الذي بسطه الله على هذه البلاد.
خلو المشاعر المقدسة
في المقابل، خلت المشاعر المقدسة عصر أمس، من جميع حجاج بيت الله الحرام بمغادرة الحجاج المتأخرين الذين رموا بعد زوال أمس الجمرات الثلاث، متوجهين إلى الحرم الشريف لأداء الوداع، ومن ثم التوجه لمساكنهم، استعدادا لمغادرة مكة المكرمة اليوم.
وانتظمت أمس حركة خروج حجاج الداخل من العاصمة المقدسة، عبر 4 محاور رئيسية، رغم اختلاف كثافة طوابير الحافلات في هذه المحاور، فيم تبدأ اليوم خطط مراقبة تفويج حجاج الخارج إلى كل من المدينة المنورة، جدة.
تفويج حجاج الخارج
وقال وكيل وزارة الحج حاتم قاضي إلى"الوطن"، إنه سيتم ابتداء من اليوم 14 ذي الحجة مراقبة أعمال تفويج حجاج الخارج الذين يقترب عددهم من مليونى حاج إلى كل من المدينة المنورة، ومطار الملك عبد العزيز بجدة، وأن تفويج الحجاج للمدينة المنورة سوف يقتصر على الحجاج الذين لم تسبق لهم زيارة مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم قبل موسم الحج.
وأكد أنه سيتم تطبيق قرار أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل، القاضي بوقف تحرك حافلات الحج بعد الساعة 11 ليلا، حيث سيتم تفويج الحجاج خلال النهار فقط حفاظا على سلامتهم.
وأوضح أن 670 حافلة ستبدأ اليوم سلسلة نقل الحجاج إلى المدينة المنورة، مرورا بمركز مراقبة التفويج قرب محافظة الجموم، لتدقيق أوراق الحجاج، ومنحهم "هدية" عبوات زمزم، التي تم تخصيصها لهم ابتداء من هذا العام، ومن ثم الانطلاق للمدينة المنورة. وفي الوقت الذي رصدت فيه "الوطن" مساء أول من أمس حركة كثيفة في مخارج العاصمة المقدسة الأربعة، حل المخرج الشمالي المؤدي إلى المدينة المنورة أولا، من حيث كثافة الحجاج المغادرين، وجاء بعده المخرج الغربي المؤدي إلى طريق جدة السريع، فيما كان المخرجان الجنوبي "الليث"، والشرفي "الطائف" هما الأقل تفويجا للحجاج. وأبان قاضى، أن حركة الحجاج التي تم رصدها في مخارج مكة خلال اليومين الماضيين هي للحجاج المتعجلين من الداخل، وأنه لن يبدأ تفويج أي حاج قبل صباح اليوم من حجاج الخارج.
من جانبه، أعلن الإسعاف الجوي السعودي أمس، أن خطة المرحلة الثالثة لموسم الحج هذا العام، تتضمن عودة الطائرات إلى الانتشار السريع خارج المشاعر المقدسة، لخدمة الحجاج على طول الطرق بين مكة المكرمة والمدينة المنورة والطرق الأخرى التي يسلكها الحجاج أثناء عودتهم إلى أوطانهم.
وأوضح مدير عمليات الإسعاف الجوي السعودي الكابتن عبد الحكيم الجوفي، أن الإسعاف الجوي التابع لهيئة الهلال الأحمر السعودي اختتم المرحلتين الأولى والثانية من خطة مشاركته في الحج بنجاح, وبدأ تطبيق المرحلة الثالثة من الخطة، والتي تتضمن مرافقة الحجاج عبر مختلف الطرق أثناء خروجهم من مكة المكرمة، وأن خطة المرحلة الثالثة بدأ العمل بها أمس الجمعة، وتستمر حتى 20 ذي الحجة الجاري.
إلى ذلك، أعرب قائد قوات الدفاع المدني بالحج اللواء سليمان العمرو عن سعادته بنجاح الخطة العامة لتدابير الدفاع المدني لمواجهة طوارئ الحج، وتحقيقها لأهدافها في حماية أمن وسلامة ضيوف الرحمن.
الوطن تختتم إصدار الحج
تختتم "الوطن" اليوم إصدارها الخاص بموسم الحج "ضيف الرحمن ضيفنا" وذلك بعد 14 يوما من التغطية، وسيتم نشر التغطيات كالمعتاد في أقسام الصحيفة المتخصصة.
انقلاب حافلة يصيب 8 حجاج
أصيب 8 حجاج بإصابات متفرقة إثر انقلاب باص كان يقلهم على الطريق الرابط بين محافظتي صبيا وبيش أمس، أثناء عودتهم من المشاعر المقدسة.
وأوضح الناطق الإعلامي لمرور منطقة جازان الملازم فواز الشريف أن الحادث وقع نتيجة السرعة الزائدة وعدم تركيز قائد الحافلة , فيما أوضح الناطق الإعلامي للشؤون الصحية بجازان جبريل القبي، أن مستشفى صبيا العام استقبل المصابين، وتلقوا العلاج اللازم.
جازان: حسين معشي، عصام عريشي
1150 رحلة طيران من المدينة
يشهد مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة, اعتبارا من اليوم سلسلة من الحركة الجوية الكبيرة تمتد لـ 32 يوما , ويصل خلالها عدد رحلات الطيران إلى 40 رحلة لليوم الواحد خلاف الرحلات الداخلية اليومية ليتفوق على أكبر مطارات العالم وفقا للإحصائية التي كشفها مدير مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة المهندس عبدالفتاح عطا في تصريح إلى "الوطن" أمس.
وأكد عطا أن عدد رحلات الحجاج التي ستغادر عبر المطار ستزيد عن 1150 رحلة حج, وستقل قرابة 300 ألف حاج, مضيفا أن رحلات الحج المغادرة بدأت أمس بأعداد بسيطة إلى دول الخليج, مبينًا أن معدل المغادرة اليومي للرحلات سيصل منتصف هذا الأسبوع 40 رحلة لليوم الواحد.
المدينة المنورة: ماهر عبدالمجيد
"موبايلي" تستعد لخدمة ضيوف الرحمن بالمدينة المنورة
قالت شركة موبايلي إنها أنهت المرحلة الأولى من خطة حج هذا العام في المشاعر المقدسة بنجاح وفعالية وهي على أتم الاستعداد حاليا لبدء المرحلة الثانية والأخيرة لاستقبال ضيوف الرحمن في المدينة المنورة بعد أن ضاعفت سعات المقسمات الرئيسية لها هناك. وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة موبايلي المهندس خالد الكاف، أن المرحلة الأولى من خطة الحج تمت بنجاح وأنها حققت أرقاما قياسية وذلك بالجهود الكبيرة التي قام بها موظفو موبايلي في مكة المكرمة والمساندون لهم في مدينة الرياض. وقال "نحن الآن في انتظار أن نستكمل نجاحاتنا في المدينة المنورة حيث قمنا بزيادة سعات المقسمات الرئيسية الثلاثة لتستوعب أكثر من 3 ملايين مكالمة صوتية وبيانية لتقديم خدمات اتصالاتية عالية الجودة لضيوف الرحمن الزائرين لمسجد رسول الله عليه الصلاة والسلام".
المدينة المنورة: الوطن
طواف الحجاج.. يطوق الأرض 300 مرة ويصل القمر 9 رحلات
أبها: الوطن
أكان يدري حجاج مكة أن طوافهم بالكعبة المشرفة، أحال قطر الأرض إلى رقم ضئيل واختزل مسافة السفر نحو القمر. إذ وصل مجموع طول خطواتهم إلى 4 ملايين كيلو متر، وهو الرقم التقريبي لطواف 2.8 مليون حاج حول الكعبة خلال أداء مناسك القدوم والإفاضة والوداع، بما يعادل قطر الأرض 300 مرة والسفر إلى سطح القمر في 9 رحلات.
ودخل الحجيج إلى الحرم المكي في ختام رحلتهم من 155 بابا تؤدي إلى ساحاته وسطحه وقبوه ويقف عليها أكثر من 700 موظف رسمي وموسمي وذلك لضمان بقائها مفتوحة على مدار الساعة، في حين رفع المسؤولون في شؤون الحرمين الشريفين السجادات الحمراء عن أرض المسجد حرصا على سهولة الحركة داخله. وأطمأنت وزارة الصحة على الحجاج قبل مغادرتهم بـ19 ألف كادر طبي توزعوا على 27 مستشفى بسعة نحو أربعة آلاف سرير وهو رقم يقارب عدد مستشفيات وأسرة دولة كالإمارات العربية المتحدة.
استبيان يستفسر عن الاختلاط في قطار المشاعر
معهد خادم الحرمين يعد 1000 نموذج لتقييم خدمات المشروع
منى: سفر العزمان
"ما مدى الاختلاط بين الرجال والنساء في قطار المشاعر المقدسة؟" سؤال رصدته "الوطن" من إحدى فقرات نموذج لـ 1000 استبيان أعدها معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج ممثلا بمركز التميز في أبحاث الحج والعمرة لتقييم التشغيل التجريبي لقطار المشاعر لحج هذا العام.
واطلعت "الوطن" أمس على نموذج الاستبيان الذي يجريه المركز منذ يوم عرفة ويعمل عليه 200 طالب من طلاب مركز التميز وبإشراف مباشر من كبار المهندسين والأكاديميين والباحثين المتخصصين في مجال الدراسات والبحوث.
ويحمل الاستبيان في طياته 64 فقرة شملت 7 بنود كل بند يحتوي على استفسارات حول جودة القطار ومدة الانتظار، ومدى الاختلاط بين الرجال والنساء، وأسعار التذاكر، وخدمة المصاعد، وتقييم للمنحدرات ومدى كثافة الركاب في القطار.
وبيّنت مصادر إلى "الوطن" أن المعهد يجري دراسات متعددة في كافة خدمات النقل، ووقع مؤخرًا اتفاقيات مع 11 جامعة خارجية لتبادل الخبرات والدراسات في شتى المجالات التي تساهم في الرقي بخدمات الحج والعمرة في مكة المكرمة والمدينة المنورة.
وأشارت المصادر إلى أن الدراسات التي يجريها مركز التميز يدون عددا من التوصيات من كل دراسة ثم يتم الرفع بها إلى اللجنة السداسية للاطلاع عليها ومن ثم الرفع للمقام السامي للبت فيها.
وعلمت "الوطن" أن المركز وزع عددا من الفرق لمتابعة أوضاع حجاج الداخل من خلال سكنهم في مشعر منى لمعرفة مدى رضاهم عن الخدمات التي قدمها القطار لهم ومدى التنسيق بين الحملات وإدارة المشروع لسرعة نقلهم وتقديم الخدمة على أكمل وجه وتقييم إجاباتهم على الاستفسارات الموجهة إليهم والمقترحات التي يرغبون تقديمها حيال ذلك.
واطلعت "الوطن" على بعض النماذج التي دونها عدد من الحجاج في الاستبيان حيث كانت معظمها تحمل إشادتهم بالمشروع الذي وصفوه بالجبار إلا أن مطالبهم تكمن في توفير دورات مياه بكل محطة، إضافة إلى أماكن جلوس للانتظار وخصوصًا لكبار السن وعمل سلالم كهربائية من وإلى المحطة وإيجاد فرق إسعافية جوالة بالمحطة، وتكثيف الوعي للحجاج في كيفية استخدام القطار وعدم التدافع.
"الوطن" أجرت اتصالا بوكيل مركز التميز بالمعهد والباحث الرئيس في الدراسة الدكتور فاضل عثمان حيث أكد إجراء الدراسة وتنفيذها ميدانيا، موضحًا أنه لن يدلي بمعلومات صحفية عن الدراسة في الوقت الحالي.