مواطنة بعثت برسالة تشرح فيها الإهمال الموجود في مستشفى بللسمر العام، وتقول: "إن الكهرباء تنطفئ فجأة، ولا توجد كهرباء احتياطية رغم وجود 4 وحدات. وتضيف قائلة إن هذه الوحدات معطلة. وحين تنطفئ الكهرباء يضطر العاملون في المستشفى لنزع بعض الأجهزة مستعينين بإضاءة أجهزة الجوال، الإضاءة التي لا تسمن ولا تغني من جوع.." هذه الرسالة يوم الخميس الخامس من شهر رمضان المبارك.. انتهت الرسالة.

أقول، لعل بعض المستشفيات تطبق تندر الناس بها وهي تضع الآية القرآنية الكريمة "وإذا مرضت فهو يشفين" على مداخلها مجدداً، لعل المريض يعرف الدواء وحتى إن كان الداء مستفحلاً.. فيطلب الحل من الله ويتوجه إليه بالدعاء أن يشفيه، فالمستشفيات التي تزداد سوءًا بعد سوء في خدمتها جعلت المواطن يضطر إلى فقدان الأمل في الحصول على ما يتمناه من رعاية وعلاج.

في ذات المستشفى، قبل سنوات لم يكن هناك أكياس للأدوية، كان المرضى يخرجون وهم يحملون أدويتهم بأيديهم بدون أكياس البلاستيك، وكأنهم في عملية سرقة لبضاعة بشكل عشوائي. زحام في غرفة الطوارئ، وفوضى. وما يغيّر في المستشفى هو بعض الزهور البلاستيكية في مدخل الاستعلامات.

مستشفى حكومي تصرف عليه عشرات أو مئات الملايين، لماذا لا يكون بجودة عالية طبياً وإدارياً؟ هناك مشكلة يلاحظها من يزور مستشفيات الأطراف ومستشفيات المدن الرئيسية، الطواقم الطبية في جدة والرياض والدمام داخل المستشفيات الحكومية يختلفون تماماً عن الطواقم الطبية في المدن الجنوبية أو الشمالية، أو بعض محافظات الوسط، يختلفون جودةً واحترافاً، وإن أردنا المسألة بشكل سطحي – لأن السطحية تهمة جاهزة كذلك – فحتى في المظهر الخارجي.

هل يقرأ ساكن القرى والهجر وما جاورها دعاء السفر ويقود سيارته باتجاه المجهول بحثاً عن سرير شاغر ليتعالج فيه؟ لماذا لا يقوم ساكن المدن الرئيسية بقراءة دعاء السفر ليبحث عن سرير كذلك؟

المستشفى الذي ذكرته متدهور إدارياً وطبياً، ولا توجد عناية ولا اهتمام حتى على المستوى التشغيلي والمالي. الكهرباء تنقطع عن مستشفى.. هذه كارثة. لا مانع من زيارة للجمعية الوطنية لحقوق الإنسان للمستشفى، لترى أن بشراً في جزء من أجزاء المملكة يستخدمون أجهزة الجوال لنزع الأجهزة الطبية في حال أطفئت الكهرباء.