" آسيا، أفريقيا، أوربا، أمريكا اللاتينية" .. قارات العالم جمعتها قاعة الهيلتون مساء أمس في أمسية إعلامية عالمية "بامتياز"، شهدتها بوابة الحرمين الشريفين جدة كرمت فيها الوفود الإعلامية التي نقلت النجاح الباهر لمناسك الحج هذا العام لأنظار وأسماع العالم وأصغت لقصص وتحولات وتجارب صحفية عالمية.
على هامش الحفل الختامي السنوي لوزارة الثقافة والإعلام، كان الصحفي البوسني ميرنيس كوفاتش موفد صحيفة (برِبورد) أكثر الصحف البوسنية انتشاراً في البلقان والتي يمتد عمرها لأكثر من أربعة عقود، يسترجع وهو الصحفي المتخصص في شؤون الشرق الإسلامي، ما بعثه لصحيفته من قصص عن الحج ، تبسم وهو يتحدث إلى "الوطن" العربية "بلكنة متهجئة" وانطلق يعبر :" أكثر ما أعجب قراء الصحيفة في البوسنة ما كتبته عن القيم المثلى للبس الإحرام الذي يؤسس لمعنى الإنسانية القائم على المساواة بين الناس"، مضيفاً :"إن هذا المشهد لملايين الحجيج وهم يرتدون لبس الإحرام لدليل على قيمة الفكرة الإسلامية لمواجهة فكر العولمة العالمي"، كوفاتش كتب في كل شيء،وشدته "التقنيات المتطورة التي شهدها موسم الحج والخدمات التي قدمتها السلطات السعودية لتسهيل وفادة الحجيج"، في حين قرر أن يكتب عن رحلته "لجبل النور" التي يقول عنها :" إنها تمثل مرحلة هامة من حياة الإنسانية في العالم"، وعن تفاعل البوسنيين مع ما كتبه عن الحج قال كوفاتش :" التعليقات التي ترد إلى الصحيفة كانت تشكرنا بأننا نسجل أهم تفاصيل الحج العظيم".
في المقدمة جلس وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز بن محيي الدين خوجة، إلى جوارمساعد وزير الثقافة والإعلام الأمير تركي بن سلطان بن عبد العزيز وبصحبتهما 111 إعلاميا وإعلامية ينتمون لستين وسيلة إعلامية من خارج السعودية استضافتهم الوزارة على نفقتها الخاصة ، ووصلوا لأكثر من خمسمائة إعلامي يمثلون وسائل الإعلام المحلية، تنافسوا في تغطية الموسم السنوي الكبير الذي قال عنه خوجة في كلمته :" أحسب أن الحج علمنا أعظم درس في وحدة الأمة حين التقت أطيافها على صعيد واحد، ولقد أشاع هذا اللقاء الطمأنينة في قلوب الناس الذين اتفقوا في الغاية والمقصد، مستجيبين لدعوة الله عزوجل"، منوهاً :" بأن الأثر الإيجابي لوسائل الإعلام هو الإفادة من ثورة التقنية والمعلومات، فقد وجه خادم الحرمين الشريفين بزيادة ساعات بث إذاعة نداء الإسلام من مكة المكرمة، إلى 12 ساعة يومياً، حيث خصص للإذاعة موجات خاصة تصل تدريجياً إلى 24 ساعة في المستقبل"، وقال الوزير خوجه :" إن إنشاء فضائيتي القرآن الكريم والسنة النبوية اللتين تبثان من المسجد الحرام بمكة المكرمة والمسجد النبوي الشريف، وجه بإنشائهما خادم الحرمين الشريفين،وقد مضى على انطلاقتهما سنة كاملة، وحظيتا بنسبة مشاهدة عالية، ربطتا المسلمين في شتى بقاع الأرض بالحرمين الشريفين على مدار الساعة".
كلمات وفود الحفل حملت "طابعاً غير تقليدي"، فالصحفي الياباني ورئيس رابطة اليابان والدول العربية – المتحدث عن قارة آسيا- استعرض في كلمته أمام الحاضرين قصاصة صحفية تعود لمقال كتبه عام 1986 بعد حجته الأولى ( قبل 24 عاماً) لصحيفة "طوكيو اليومية ، قال فيها :" إن الحج أعظم رحلة إيمانية ودينية وتاريخية عشتها"، ثم استطرد بالقول :"ولما شاهدته من تطور كبير في الحج لا أعرف كيف سأكتب عن حجتي الثانية هذه"، وقوبلت كلمته بالتصفيق الحار من قبل الحضور.
ولم تكن كلمة ممثل قارة أمريكا اللاتينية الصحفي البرازيلي جوزي روي فيريرا غاندرا، بأقل تفاعلاً من الجمهور والتي قال فيها :" قبل سنتين تحولت للإسلام من المسيحية، ورحلة الحج تعد أهم رحلة قلبت مشاعر حياتي، والتي تطورت معها إعادتي لآمالي المستقبلية، فقد قويت علاقاتي مع هذا الدين الرائع، وتشرفت مع الملايين بأداء مناسك الحج العظيم".
وأثنى الضيوف الإعلاميون على الخدمات والتسهيلات التي قدمت من قبل حكومة خادم الحرمين الشريفين لتسهيل مهمة نقل فعاليات الحج، عبر وسائل وتقنيات متطورة.