يمثل القاص الكويتي حميدي حمود وجها جديدا من وجوه الإبداع الشاب في بلاده، فهو يستفيد من خبرته الأكاديمية في "هندسة" القصة القصيرة وتبيان أكثر زواياها صعوبة. تلك التي تختص بالنفس البشرية في صراعها اللاهث بحثا عن خلاص. نصوص حمود كما أظهرت الطبعة الثانية من مجموعته القصصية (ظلّي) الصادرة عن مؤسسة سندباد للنشر بالقاهرة بعد الطبعة الأولى عن دار الفارابي بيروت، تحمل حيرة الأجيال الجديدة التي تلتفت بحثا عن شفاء الروح، وتتعرض وهي في سيرها لمكائد ودسائس وسلاسل من سوء الفهم.

تحتوي المجموعة على تسعة عشر قصة قصيرة، منها: رؤية مجنونة، استعداد، لحظة صفاء نقية، إيماءة، حبس وإطلاق دمعة، تهنئة واقعية، المربع، جموع غفيرة. ولوحة الغلاف للفنان الأردني خيري حرز الله، وحمل الغلاف الأخير كلمة الكاتب المصري سمير الفيل جاء فيها:

القصة عند حمود تنهض على حدث محوري يتكئ على مجموعة محددات تقبض على عنصري العجز والإرادة. والنصوص بها مسحة تعبيرية لكنها تميل للواقع بعد تخليصه من ثرثرات كثيرة لا لزوم لها. تكاد تشعر وأنت تقرأ نصوصه بانكسارات قلوب شابة، تبحث عن يقين، وعن سوء طالع قد يتبدى في تفسير خاطئ لفعل أنثوي أو لارتباكات تسود الحياة أو حلم معلق في الفراغ؛ فكأن القصة عنده تعود إلى انكسار شخوصها وعدم قدرتهم على الإبانة والإفصاح، وهو بهذا المنحى يقترب من فكرة التعبير عن مصاعب الحياة وانكساراتها، وهو يقدم هذا في شكل فني جميل.