زف البشرى إلى العالم الإسلامي بالنجاح المبهر لأكبر موسم حج، ولم يغفل الجهود التي بذلتها الأجهزة المعنية كافة في تحقيق هذا الإنجاز. إذ وجه أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل حديثه إلى كل مواطن بأن يحق له أن يفخر بما تحقق قائلاً "ارفع رأسك.. أنت سعودي". وهنأ أمير مكة في المؤتمر الصحفي الذي عقده أمس في مقر الإمارة بمنى، حجاج بيت الله الحرام على إتمامهم هذا الركن المهم من أركان الإسلام، كما قدم تبريكاته لقادة البلاد على كل ما يسروه من أعمال.
وزاد إلى ذلك، حديثه عن آخر المشاريع الجديدة، وقال: هناك خطة ودراسة جار العمل بها وستنتهي خلال الأشهر القليلة المقبلة، وتتضمن مخططاً كاملاً لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة. وعما أعلن رسميا عن أن عدد الحجاج نحو مليونين و800 ألف حاج قال: أعتقد أن هناك عددا أكبر من الحجاح غير النظاميين.
وعن الناحية الصحية لضيوف الرحمن، أكد وزير الصحة الدكتور عبدالله الربيعة، أن وزارته لم ترصد أي حالات وبائية أو محجرية في حج هذا العام.
ميدانيا، هطلت أمطار غزيرة على مكة المكرمة والمشاعر المقدسة أمس، واستنفرت رئاسة المسجد الحرام جهودها لإزالة المياه من صحن الطواف حرصا على سلامة الحجاج، فيما دعم الدفاع المدني خطته في منى بـ 25 وحدة إنقاذ إضافية، ولم تسجل هيئة الهلال الأحمر أي إصابات جراء الأمطار.
بدأ بالأسباب ومضى إلى النتيجة المستحقة. رأى أن الجهود الجبارة التي بذلتها كافة الأجهزة في موسم الحج حققت هذا النجاح الرفيع، وبالتالي، حق لكل سعودي أن يفتخر. فاختتم خالد الفيصل بالقول: ارفع رأسك أنت سعودي.
وكان أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية أكثر حضور المؤتمر الصحفي الذي عقد أمس بمقر الإمارة بمنى سعادة، وهو يشاهد نجاحات الأجهزة الحكومية تتوالى في حج هذا العام والذي شهد حضوراً غير مسبوق.
وعبر الأمير خالد الفيصل في بداية المؤتمر عن اعتزازه بهذا الاهتمام الإعلامي الكبير في موسم حج هذا العام، وقدم تهنئته لحجاج بيت الله الحرام على إتمامهم هذا الركن المهم من أركان الإسلام وأداء فريضتهم بهذه الطريقة التي منّ الله بها علينا جميعا بكل يسر، كما قدم تبريكاته لقادة هذه البلاد على كل ما يسّروه من أعمال وعلى كل ما أتاحوه لأبناء الوطن العظيم ليؤدوا ما وجب عليهم نحو دينهم ونحو بلادهم وضيوفهم.
وقال "الحمد لله على ما مكن لهذه البلاد، قيادة وشعبا، على تقديم ما يمكن تقديمه من خدمة وتسهيلات لأداء هذه الفريضة من قبل الوفود الإيمانية الإسلامية الكريمة التي وفدت إلى هذه الأراضي المقدسة".
عيون فاحصة
وفي معرض إجابة الأمير خالد الفيصل على سؤال لـ"الوطن"، حول الإيجابيات والسلبيات التي لاحظها أثناء أدائه مناسك الحج، والعزم برفعها إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، قال الأمير خالد "هناك العديد من الملاحظات وأكثر منها إيجابيات، ومن الملاحظات الافتراش والمتسللون والحجاج غير النظاميين، وهناك ملاحظات على كثرة النفايات ووجوب النظافة بطريقة أحدث من هذه الطريقة التي تمارس الآن، ولا بد من إعادة النظر بموضوع السكن في المشاعر المقدسة وتنظيمه، رغم أنه وصل إلى درجة أستطيع أن أقول إنها جيدة جداً".
توجيهات القائد
وأضاف الأمير خالد الفيصل أن مشكلة الازدحام من أهم هذه الأمور والتي يجب أن تحل وبشكل عاجل، وهي محل اهتمام خادم الحرمين الشريفين، خاصة ليلة النفرة من عرفات إلى مزدلفة، حيث وجهني القائد الوالد بعلاجها ووضع تقرير سريع عنها، مؤكداً أن القيادة واعية لكل المشاكل والسلبيات وليست غافلة عنها، ولا تتوانى في معالجتها "بل بالعكس، خادم الحرمين الشريفين يحثنا دائما على تقديم المقترحات وبسرعة لتلافي جميع السلبيات وتخطي جميع المشاكل".
وفي سؤال حول الاستراتيجيات المستقبلية التى يمكن أن تشهدها العاصمة المقدسة قريباً، أكد الأمير خالد الفيصل أنه منذ قيام المملكة على يد المغفور له الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - طيب الله ثراه- وهذه البلاد حكومة وشعبا تعمل في كل عام على تطوير وسائل وطرق الخدمة للحجيج في هذه الأراضي المقدسة، وفي كل عام هناك مشاريع جديدة وتطوير وكل ما تشاهدونه الآن من مشاريع بقيادة خادم الحرمين الشريفين، ليس سوى وسيلة لجعل الرحلة الإيمانية التي يقوم بها الحجيج سهلة وميسرة، وأن تساعدنا في تقديم كافة الخدمات لهم .
وأكد استخدام كافة الطرق والسبل الحديثة العصرية لجعل رحلة الحج ميسرة، قائلا للحضور "لاتستغربوا أي شيء خلال الفترة القادمة، من استخدام الوسائل الحديثة في المشاعر المقدسة لجعل هذه الرحلة الإيمانية رحلة مريحة، ونحن نستقبل ضيوف الرحمن بكل تكريم واعتزاز يستحقها الإنسان المسلم الذي يأتي إلى هذه الديار للعبادة".
المشاريع القادمة
وحول آخر المشاريع الجديدة المتعلقة بمكة المكرمة، بين الأمير خالد الفيصل، أن هناك خطة ودراسة جارٍ العمل بها الآن وسوف تنتهي خلال الأشهر القليلة القادمة لمخطط كامل لمدينة مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، مضيفا أن هذا المخطط سينتهي ويعرض بين يدي خادم الحرمين الشريفين وعند إقراره سيبدأ تنفيذه مباشرة.
وأشار إلى أن هناك دراسات أمر بها خادم الحرمين لتوسعة المطاف، وكذلك حركة النقل بالنسبة لمكة المكرمة للدخول إلى الحرم والخروج منه واستخدام أفضل وسائل النقل لهذه المدينة، وقال "إن إشراف القيادة وعلى رأسها الملك عبدالله سيساعد في أن تكون مدينة مكة المكرمة من أجمل المدن في العالم".
وعن المشاريع المقامة حالياً ومدى تقييمها من قبل الجهات المختصة، قال الأمير خالد الفيصل "في كل عام نحن نقيم ما حدث في الحج وندرس كل ما حدث من سلبيات وإيجابيات في الموسم، ونحاول أن ندوّن الإيجابيات ونعدل السلبيات ونحولها كما قال نائب وزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن عبدالعزيز مساء أول من أمس أن نحول السلبيات إلى إيجابيات، ونستفيد من الدروس في كل عام وليس فقط في مرة واحدة.
مواجهة السلبيات
وحول الحد من دخول الحجاج غير النظاميين إلى المشاعر المقدسة والقضاء على ظاهرة الافتراش، قال الأمير خالد الفيصل إن هناك خططا لهذا الغرض وحلا لهذه المشكلة، وقد بدأت منذ العام الماضي وكان لها تأثير إيجابي، وهذا العام كان التأثير أكثر إيجابياً، مبينا أن نسبة الحجاج غير النظاميين انخفضت هذا العام عن ما كانت عليه في العام الماضي بنسبة 20%، وهذا أمر جيد وسوف نواجه هذه المشكلة في غضون عدة سنوات مقبلة، ولكن أملنا بأن التنظيمات والتشريعات الجديدة سوف تحد في كل عام من النسبة في العام الذي قبله.
وأضاف "نأمل خلال بضع سنوات من الآن أن نقضي فعلاً على مشكلة الافتراش ومشكلة التسلل وعدد الحجاج غير النظاميين الكبير".
وعن تطبيق عدم دخول الحافلات الصغيرة إلى داخل المشاعر المقدسة، قال الأمير خالد الفيصل "لا أعتقد أن الحافلات سوف تمنع من دخول المشاعر، فهي عنصر أساسي للنقل لمدة طويلة، إلى أن يكون هناك بديل مقنع، ونحن راضون عن النجاح الذي حققته هذه التنظيمات ومنع المركبات الصغيرة، منوهاً أنه لا يزال هناك خروقات وتجاوزات ونؤكد عزمنا تلافيها خلال الأعوام المقبلة، وسوف يكون هناك انضباط أكبر، وهذا سوف يتم عن طريق أمرين، الأول عن طريق الحملات التوعوية التي نقوم بها كل عام قبل الحج، والآخر عن طريق التشدد في تطبيق النظام، ونحن عازمون على تطبيق النظام بكل حزم وقوة.
التوعية والتطبيق
وحول ظاهرة الافتراش والحد منها، خصوصا من قبل القادمين من مكة المكرمة إلى المشاعر المقدسة، أوضح الأمير خالد الفيصل "نحن ندرس الآن إمكانية التحكم في كل المنافذ من مكة إلى المشاعر المقدسة ومع الوقت سوف نتغلب على هذه المشاكل".
وفي شأن التنسيق مع الحملات القادمة من الخارج لتوعيتها، أكد الأمير خالد أن هناك تنسيقا كبيرا بين وزارة الحج ووزارة المالية والمؤسسات المعنية بالحج والحجاج في هذه الدول، حيث قامت بعض الدول مشكورة بالتوعية والتوجيه لوفودها قبل وصولهم إلى هذه البلاد، مضيفا "لا تزال هناك دول لا تقوم بذلك، ونرجو أن يكون هناك اتصال وتنسيق بين جميع الوزارات المعنية، خاصة وزارة الحج ووزارة الثقافة والإعلام ووزارتي الشؤون الإسلامية والخارجية.
وشدد أمير منطقة مكة المكرمة على أهمية أن تكون هناك طرق للتوعية لكي يأتي الحاج من بلاده وهو يعي تماما ما هو مطلوب منه، وما سوف يؤديه وكيف يؤديه في هذه المشاعر المقدسة.
أعداد الحجاج
وحول أعداد الحجاج القادمين هذا العام لأداء مناسك الحج، بين الأمير خالد الفيصل أن ما أعلن رسميا عن عدد الحجاج نحو مليونين و800 ألف حاج، وقال "أعتقد أن هناك عددا أكبر من الحجاح غير النظاميين".
وردا على سؤال حول الجدول الزمني للمشاريع المزمع إقامتها في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، قال الأمير خالد الفيصل " لا أستطيع أن أعطي برنامجا أو جدولا زمنيا للمشاريع، كونها ما زالت تحت الدراسة، وحين الانتهاء منها سوف تقدم إلى خادم الحرمين الشريفين، وفي حال تم إقرارها من قبل المقام السامي سوف يبدأ التنفيذ فوراً.
الزيادات السكانية
وحول تحديد نسبة الحجاج القادمين من الخارج، قال الأمير خالد الفيصل إن هناك خطة متفق عليها من قبل الدول الإسلامية جميعا، بتحديد نسبة معينة من كل دولة، مشيرا إلى أن المشكلة تزداد كل عام لأن نسبة السكان في هذه الدول في زيادة مستمرة، مضيفا أن المشكلة الأخرى التي يجب أن تحل سريعا هي الحجاج غير النظاميين من داخل المملكة.
وفيما يتعلق بالمتسللين إلى المشاعر لأداء الحج وكيفية مواجهتهم، قال الأمير خالد إن عدم احترام النظام يشجع على الفوضى.
وحول الحملات الوهمية، أوضح أنه تم أمس القبض على أحد أصحاب هذه الحملات الوهمية، مؤكدا أن العقوبات على أصحاب هذه الحملات دون المستوى المأمول، ولكن المراقبة والمتابعة قوية، وعلى المستوى المأمول، ولن نترك أي متلاعب أو متهاون في تطبيق الأنظمة أو هؤلاء الناس الذين لا يخافون الله ويستعملون الغش والتدليس في ابتزاز حجاج بيت الله الحرام، ولن نتسامح معهم أبدا.
تطوير المطار
وأماط الأمير خالد الفيصل اللثام عن انتهاء مشروع صالة الحجاج بمطار الملك عبدالعزيز، وقال إن "هذه الصالة كأنها في أفضل المطارات الدولية في العالم، ولا ينقصها أي شيء، واختصرت المدة التي يقضيها الحاج منذ خروجه من الطائرة حتى تقله الحافلة من المطار إلى أماكن السكن، بعد أن كانت تستغرق من أربع إلى خمس ساعات في تلك الصالة، الآن أصبحت أقل من ساعة - من أربعين إلى خمس وأربعين دقيقة - وهذا إنجاز كبير جدا".
وأوضح أنه إذا تم تطوير وسيلة المعلومات المطلوبة من الحجاج في المستقبل وأصبحت تؤخذ منهم في السفارات خارج المملكة، فإنه سيتم تقليص المدة التي يقضيها الحاج في المطار إلى نصف ساعة أو أقل، مؤملاً أن تتم هذه الخدمة في العام القادم أو الذي يليه.
وتوقع الأمير خالد الفيصل أن يحدث تطوير مطار الملك عبدالعزيز في جدة نقلة نوعية ليس على مستوى الحج فقط، وإنما لحركة النقل والطائرات والطيران في المملكة، مبيناً أن المشروع مجهز تجهيزا عصريا وتقنيا بأحدث الوسائل المتبعة في جميع مطارات العالم المتقدم.
وردا على سؤال عن شركات الطيران التي تخل بعقودها مع الحجاج الأمر الذي يؤدي إلى التكدس في المطارات، أوضح الأمير خالد الفيصل أن كل هذه أمور مسجلة، وهناك أجهزة مكلفة بالمتابعة والمراقبة وسوف تتخذ بشأنها إجراءات كما تتخذ سنوياً.
وقال في هذا الصدد "هناك إجراءات وعقوبات على هذه الشركات والمؤسسات التي تخل بالاتفاقيات والأنظمة ولا تلتزم بها" مشيراً إلى أن هذه المشكلات تحدث في جميع أنحاء العالم وجميع المناسبات حتى في الأيام العادية وإن كل شركة تخل بالعقود تحاسب وتعاقب.
قطار المشاعر
وحول تقييمه لقطار المشاعر المقدسة قال الأمير خالد الفيصل "حسب ما أسمع من الذين استقلوا القطار أنهم سعيدون جداً بتجربتهم، حيث كانوا يستغرقون في السابق ساعات طويلة للانتقال من مشعر إلى آخر، أما الآن فأصبح الواحد ينتقل في دقائق" مؤكدا أن ما حدث هذا العام هو تجربة وإن لم يستخدم من الطاقة الكلية للقطار سوى القليل، وفي العام القادم سيتم استخدام 100% من طاقة القطار، وستكون الاستفادة منه أكثر.
وحول وجود مشاريع للمشاة تقلل ما يتعرضون له من معاناة، قال الأمير خالد الفيصل "لا أستطيع أن أقول إن هذا سوف يحدث أو لا يحدث، وكل ما أستطيع أن أقوله الآن إن هناك دراسة تشمل جميع المشاعر المقدسة إضافة إلى مكة، وفي حال الانتهاء منها ـ وستنتهي قريبا إن شاء الله ـ ستعرض على خادم الحرمين الشريفين، وإذا أقرها المقام الكريم سنبدأ في تنفيذها فورا وفي ذلك الوقت سيعلن عنها".
تكاليف الحج بالمليارات
حول تكاليف الحج وما تتحمله المملكة من أعباء مالية وإشراك القطاع الخاص في هذه التكاليف، قال الأمير خالد الفيصل إن شركة "موبايلي" تسهم في الحملة الدعائية التوعوية التي تبنتها الإمارة، أما تكاليف الحج والخدمات المقدمة للحجاج فكلها حكومية ومن ميزانية الدولة.
وأوضح الأمير خالد الفيصل، أن المبالغ التي تصرفها الحكومة لخدمة ضيوف الرحمن تفوق الخيال، وأن المشاريع المنجزة في المشاعر، والتي أعلن عنها مثل الخيام وجسر الجمرات والقطار والطرق والمستشفيات تقدر قيمتها بآلاف المليارات ، وهناك الخدمات غير المنظورة ولاتقدر قيمتها بأي ثمن مثل تكاليف الكهرباء والمياه وعدد الأفراد الذين يقومون بالخدمة ومئات الآلاف الذين جندوا بالعمل في الخدمة.
وقال " هناك أكثر من 20 ألفا يعملون في الخدمات الصحية فقط وأكثر من 140 ألفا في مجال الأمن يخدمون في المشاعر المقدسة أثناء الحج ، إضافة إلى ما هو خارج المشاعر المقدسة، فهناك خدمات تقدم في المطارات والموانئ والمنافذ البرية والطرق التي لا تحصى وكلها مجانية للحاج ".
الشكر للجميع
أزجى الأمير خالد الفيصل شكره وتقديره لكل من أسهم في خدمة الحجيج هذا العام، وقال " لا أقصد فقط الوزراء والوكلاء ومديري الإدارات وقيادات الحج، وإنما أقصد كل العاملين على أرض هذه المشاعر المقدسة من رجال الأمن وكل العاملين في كل الوزارات وفي كل الخدمات الذين يعملون في الميدان ، وأشكر المتطوعين من الشباب والشابات الذين تطوعوا بالخدمة، وأنا أفخر وأعتز بالشباب والشابات الذين أسهموا في خدمة الحجيج تطوعا، فشكرا لهم. وأقول للجميع " ارفع رأسك أنت سعودي".