طالت حمى البلاك بيري الحجاج الباكستانيين والإيرانيين في حج هذا العام، حيث أصبحت الجالية الباكستانية تبحث عن أفضل الأنواع المعروضة في مراكز الاتصالات لاقتنائها، فالزائر لشارع فلسطين قلب جدة سيلاحظ العديد من وفود الحجيج وقد حرصت على زيارة المحلات المتناثرة على طرفي الشارع بحثا عن الجديد في تقنية الاتصالات الحديثة التي يضمها أكبر سوق جوالات.

من جهته قال صاحب محل شهد للاتصالات ممدوح كريم "تشهد أسواق الجوالات هذه الأيام إقبالا كبيرا وازدحاما من قبل الحجاج الذين انتهوا من أداء مناسك الفريضة، وبدأوا يختارون المشتريات التي يحملونها معهم إلى ديارهم، ومنها أجهزة الجوالات.

وأضاف أن هذا العام يختلف اختلافا كبيرا عن غيره من الأعوام بالنسبة للمنتجات المفضلة، حيث يتركز الإقبال على شراء أجهزة البلاك بيري، خاصة موديل "الكيرف"، ومع زيادة الطلب على شرائه قفز سعره فترة الحج ليصل إلى 1500 ريال.

وبين كريم أن "العديد من الحجاج من باكستان يفضلون البلاك بيري خاصة موديل "البولد" رغم ارتفاع سعره، ولا يكتفي بعض الحجاج بشراء جهاز فقد يصل عدد الأجهزة التي يشتريها 4 أجهزة دفعة واحدة، مما يدفعنا في هذه الحالة إلى منحه عرضا خاصا له".

من جهته قال صاحب محل الشرق للاتصالات الحديثة فهد صالح "من الغريب هذه الأيام انتشار عدد من المحتالين الذين يستغلون الازدحام الشديد الذي تشهده محلات الاتصالات نتيجة قدوم الحجاج من مكة المكرمة وتجمعاتهم في مراكز بيع أجهزة الاتصالات لشراء أحدث الأجهزة كعادتهم.

وأضاف أن "من المواقف التي نتعرض لها هذه الأيام وجود أشخاص يزورون مراكز بيع الجوالات ومع انشغال البائع في إخراج أكثر من جهاز إلى الحجاج الراغبين في الشراء، يأخذ أحد الأشخاص الجهاز، ويختفي عن الأنظار، ولا يكتشف صاحب المحل اختفاء الجهاز إلا بعد مرور فترة زمنية نتيجة للكثافة العددية داخل المحلات من الحجاج".

وأكد صالح أن "أغلب الأجهزة التي تتم سرقتها عن طريق هذا النوع من الاحتيال من نوعية البلاك بيري والآي فون، مما تسبب لنا في خسارة 5 أجهزة حتـى الآن، بخسارة مادية يقدر بـ 7000ريال.

وقال الموظف في مركز الحداد أشرف مصطفى "نصادف الكثير من المواقف المزعجة من قبل البعض من الحجاج، حيث يأتي الحاج لشراء أحد أجهزة البلاك بيري أو جهاز الآي فون، ونظرا لتطور التقنية بهذه الأجهزة، وعدم مقدرة هؤلاء الحجاج على التعامل مع هذه التقنية، يقضي البائع ساعات طويلة مع الحاج لكي يشرح له طريقة الاستخدام، وكيفية تفعيل البرامج بها".

وبين مصطفى أن العديد من الحجاج الإيرانيين يفضلون شراء الآي فون رغم ارتفاع أسعاره، والتي تصل إلى 3000 ريال للجهاز الواحد، بحثا منهم عن التميز والتقنية العالية وجودة الاستخدام .

وكشف البائع في قطوف الاتصالات عادل كريم أنهم كثيرا ما يصادفون خطط احتيال من قبل البعض مستغلين ازدحام محلات الجوالات بالحجاج، حيث يقوم البعض بطلب جهاز لمشاهدته ثم يختفي في ظل كثافة أعداد الحجاج.

ويؤكد كريم أن فترة الحج ترتفع بها نسبة مبيعات أجهزة الجوالات لدى مراكز الاتصالات، بحيث تصل إلى 80 % قيمة المشتريات، إلى جانب ارتفاع أسعار هذه الأجهزة عموما فترة الحج .