قالت مصادر سياسية حكومية لبنانية إنها تنظر بعين الريبة إلى قرار المجلس الوزاري الأمني الإسرائيلي المصادقة على الاقتراح الذي عرضه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون لانسحاب القوات الإسرائيلية من الشطر الشمالي من قرية الغجر في مقابل إخضاعها لسيطرة الأمم المتحدة عبر قوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، واعتبرت أن القرار الإسرائيلي جاء مفخخا بسبب عدم تضمنه إعلانا صريحا بسيادة الدولة اللبنانية على الشطر الشمالي من الغجر.

وقالت المصادر لـ" الوطن" إن الحكومة اللبنانية تعي ما تخطط له إسرائيل في هذه المرحلة وبالتالي فإن الحكومة سوف تدرس بعناية وتأن الخطوات التي ستقوم بها ردا على الخطوة الإسرائيلية، خصوصا أن إسرائيل لا تزال تضرب عرض الحائط بالسيادة اللبنانية وتقوم يوميا بخرق القرار 1701 والاعتداء على السيادة اللبنانية بكافة الأشكال.

وفي السياق نفسه تريث حزب الله في التعليق على القرار الإسرائيلي ورفضت مصادره الإعلامية التعليق بانتظار البناء على الوقائع وليس مجرد التصريحات.

وفي الإطار نفسه أفادت المعلومات من الجنوب اللبناني أنّ الخطة الإسرائيلية إنما تقضي في حقيقة الأمر بانسحاب "شكلي" من شمال الغجر، لأن إسرائيل تنوي بموجب هذه الخطة إقامة بوابة تفصل بين الشطر الشمالي من القرية والأراضي المحررة في الجنوب اللبناني على أن يستمر سكان الغجر في حمل الهوية الإسرائيلية التي ستتيح استمرار حصولهم من إسرائيل على جميع الخدمات المدنية.

وفي شأن آخر نفى رئيس الحكومة سعد الحريري وجود أي علم لديه بالقرار الظني المرتقب عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مستبعدا أن يؤدي الإعلان عن القرار الظني إلى حدوث حريق في لبنان قائلا "إن القيادة اللبنانية لن تسمح بحدوث مثل هذا الحريق".

وأوضح "أن الرئيس ميشال سليمان وأنا رئيس الحكومة ورئيس البرلمان نبيه بري والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله لن نسمح بحدوث حريق يهدد لبنان".

ومن جهة ثانية أعرب الحريري عن خشيته من لجوء إسرائيل إلى تفجير الوضع في الشرق الأوسط.

وأشار الحريري في حديث أدلى به لصحيفة "فريميا نوفوستي" الروسية على هامش زيارته الحالية إلى موسكو إلى "إن المباحثات التي أجريتها مع القادة الروس تركزت على الموقف الإسرائيلي المتصلب وأنا أخشى من حدوث انفجار في المنطقة بسبب التعنت الإسرائيلي".

واعتبر أن تجاهل إسرائيل لمبادئ السلام التي أقرت في مدريد وخاصة مبدأ الأرض مقابل السلام أدى إلى موجة من التطرف التي تشهدها المنطقة، معتبرا أنه لو أن إسرائيل التزمت بهذه المبادئ لما كان هناك وجود لتنظيم القاعدة وفروعه في جميع أرجاء المنطقة.

ووصف الحريري إسرائيل بأنها "مصدر التطرف في منطقة الشرق الأوسط" داعيا المجتمع الدولي إلى الضغط على إسرائيل وإرغامها على الالتزام بالقرارات الدولية.

ورفض الحريري إجراء مباحثات منفردة مع إسرائيل موضحا أن "لبنان عضو في الجامعة العربية وأن مبادرة السلام العربية انطلقت من بيروت وإذا أرادت إسرائيل السلام يتوجب عليها التفاوض مع العرب ككل".

وشدد على أن التهديدات الإسرائيلية لن تخيف لبنان قائلا إن "لبنان خاض ست حروب ضد إسرائيل وهو قوي بشعبه الذي عاش وسيعيش آلاف السنين فوق هذه الأرض".