­ يتحدى الفنان الأسترالي سرجيو ريديجالي، من مدينة سيدني، حدود حرية التعبير عن الرأي في بلاده. رسم ريديجالي لوحة على جدار متجره يدعو فيها المواطنين إلى اتخاذ موقف ضد المسلمات اللاتي يرتدين الخمار في الأماكن العامة. وقال "هذه قضية مستمرة تستحق المناقشة. إنها قضية لا يمكن حسمها بمجرد رسم جدارية. علينا أن ننظر للصورة الأكبر".والصورة الأكبر التي يعنيها ريديجالي أن "الإسلام المسلح" أتى على ثقة العامة في التعددية الثقافية، وإلى تصور أن بعض المهاجرين ليسوا ملزمين بالتخلي عن عادات أوطانهم كي يصبحوا مواطنين كاملي الأهلية في استراليا.

وقد استجابت الحكومة الأسترالية عبر وقف دعمها للتعددية الثقافية، في هدوء، حيث كانت هناك وزارة لشؤون التعددية الثقافية، غير أنها شطبت من السياسة الرسمية للدولة.

وقال رئيس الوزراء الأسترالي الأسبق جون هوارد لوكالة الأنباء الألمانية (د. ب. أ) في هذا الشأن: " أعتقد أن فكرة أن المرء يستطيع إدارة دولة بها اتحاد ثقافات، وهو ما تعنيه التعددية الثقافية في واقع الأمر،أمر لا أعتقد أن المرء يستطيع تحقيقه".

وأضاف " أعتقد أنه ينبغي أن يكون لديك تيار ثقافي سائد.. كما أعتقد أنه ينبغي أن يكون الناس جزءا من ذلك(التيار)، ومع مرور الوقت (تجدهم) يغيرون التيار السائد".

يذكر أن عهد هوارد، أحد مناهضي التعددية الثقافية طوال 11 عاما، تولى خلالها المنصب قبل أن يطيح به حزب العمال في انتخابات 2007 ، شهد تدفقات ضخمة للمهاجرين إلى أستراليا.

ولد ربع سكان أستراليا في دول أجنبية، وهي تعد من أعلى نسب المواطنين من أصول أجنبية في العالم.

يرى هوارد أن الموجات المتعاقبة من المهاجرين، أكثر من ستة ملايين منذ عام 1945، تغير وجه الثقافة المضيفة، لتجعل مسألة اندماج المهاجرين الجدد في المجتمع اكثر يسرا، مع مرور الوقت.

على الجانب الآخر يرثي بينو ميجليورينو رئيس اتحاد مجالس المجتمعات العرقية، وهو من المدافعين عن التعددية الثقافية، لما يحدث من تحول في وجهات النظر والآراء.

يشار إلى أن القلق يساور أفراد الجالية المسلمة في أستراليا (حوالي 350 ألف نسمة معظمهم من لبنان أو تركيا) إزاء تراجع التعددية الثقافية في البلاد.

وقد احتشد المسلمون الشهر الماضي بأحد ميادين مدينة سيدني للدفاع عن حق نسائهم في ارتداء الخمار. وكانت جماعة "حزب التحرير" وهي جماعة مسلحة، محظورة في دول أخرى، لكن ليس في أستراليا، هي المنظم الرئيسي للمظاهرة. وتدعو الجماعة علنا إلى إنهاء الحكم الديمقراطي والخضوع لحكم القادة الدينيين.

وحث الشيخ شادي السليمان مستمعيه على "التعبير عن رأينا بصوت مسموع وبفخر.