جاء أمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بتأجيل الدراسة لجميع مراحل التعليم العام والتعليم العالي بتمديد الإجازة في صالح الأسر السعودية وغير السعودية أيضاً الذين يستغلون الإجازة في السفر إلى خارج المملكة؛ إذ أجل أكثر من 60% من المسافرين عودتهم إلى ما قبل بداية الدراسة بيوم واحد.

وأعلنت جهات متخصصة في السفر والسياحة أن نسبة إقبال السياح السعوديين المتجهين إلى مصر لقضاء عيد الأضحى المبارك بلغت 60%، والإمارات 25% لتتقاسم بذلك كل من القاهرة ودبي النصيب الأكبر من كعكة سوق السفر والسياحة في المملكة، متبوعة بكل من بيروت ودول مجلس التعاون.

وحول تأثير تمديد الإجازة على سوق السفر والسياحة بيَّن رئيس قسم تنظيم الرحلات في شركة الصرح للسفر والسياحة بشار العثمان أن "التأثير كان إيجابياً؛ لأن هناك أشخاصاً قاموا بالحجز بعد تمديد الإجازة، وآخرين كانوا مترددين بسبب قصر وقت الإجازة، لكنهم حسموا أمرهم بعد التمديد".

وأكد العثمان أن الإقبال واضح على مصر بنسبة جاوزت الـ60%، ثم الإمارات بنسبة 25%، ولبنان 15%، مشيراً إلى أن حجز تذاكر الطيران إلى مصر مغلق قبل بدء الإجازة بثلاثة أسابيع، معللاً أسباب إقبال المواطنين إلى هذه الوجهات بسبب وفرة الرحلات المغادرة إليها، إضافة إلى عدم الحاجة إلى تأشيرات للزيارة، فيما يقبل آخرون إلى المدن الساحلية في المملكة كجدة والدمام وينبع والجبيل.

وأوضح مسؤول العلاقات العامة في وكالة الرياض للسفر والسياحة صالح الخضير أن "هناك العديد من الأنشطة الترفيهية دفعت المواطنين والمقيمين إلى السفر لهذه البلدان، أبرزها بطولة الفورمولا في أبو ظبي، وكذلك افتتاح القرية العالمية، فضلاً عن الحفلات الغنائية في دبي".

كذلك أكد مشرف مبيعات لدى أحد مكاتب السفر والسياحة يوسف الكعبي أن طلب تعديل العودة من خارج المملكة بعد إجازة عيد الأضحى بلغ أكثر من 60% من إجمالي الرحلات، مشيراً إلى أن أكثر الرحلات المتوجهة من المملكة إلى دبي وشرم الشيخ، يليها الرحلات المتوجهة إلى لندن وباريس وبيروت، موضحاً أن عدد الرحلات يزيد خصوصاً إلى مدينة دبي وشرم الشيخ، كأكثر المدن زيارة من قبل السعوديين، يليها لندن وكوالالمبور، وأن هناك طلباً متزايداً في تعديل تاريخ العودة من يوم الاثنين إلى اليوم الجمعة.

واتجهت الأسر السعودية في مصر إلى الترفيه والتسوق لشراء الملابس الشتوية والقطنية، مستغلين اعتدال الجو فيها، بالإضافة إلى اهتمام البعض لحضور افتتاح السينما لأفلام الفنانين عادل إمام وأحمد حلمي.

ذلك ما أشار إليه سامي عبد الله من سكان مكة المكرمة، مؤكداً أن المنطقة تكون مزدحمة خلال شعائر الحج، فوجدها فرصة لكي يذهب مع أسرته لقضاء الإجازة والعيد في مصر، واقتصرت تمشيته على أماكن الترفيه والتسوق.

وأضاف سامي أنه مددَّ عودته إلى السعودية ، بعد خبر تمديد الإجازة، مؤكداً وجود ازدحام في مكاتب الخطوط المصرية والسعودية في مصر، من أجل تمديد العودة من قبل المصريين الذين يعملون في المملكة، وسافروا هناك في الإجازة، وكذلك الأسر السعودية.

يتفق ماجد الموسى مع سامي عبدالله في الرأي، مؤكداً أنه يذهب إلى مصر لعشقه لهذا البلد الذي قال إنه "يتحفك بكل جديد في كل مرة تزوره"، فيما كانت وجهة السفر بالنسبة إلى يوسف الشبل داخلية، إذ إنه أكد عشقه السفر مع العائلة، لكن إلى المدن السعودية كالدمام والجبيل والقصيم، بسبب معرفته بهذه الوجهات وارتياحه فيها، مبيناً أن الأجواء الجميلة التي تعيشها المملكة هذه الأيام تجعل الكثير منهم يتجه إلى المتنزهات البرية مفضلاً عدم السفر إلى الخارج.

وتقول صباح الكثيري إن كثيراً من الأسر السعودية يتجه إلى البحرين، لأنها تمثل أقرب مكان للمنطقة الشرقية، بالإضافة إلى أنها بلد مناسب للترفيه العائلي، فالمتحف البحريني تعرض فيه الفرق الرقصات الشعبية، وكذلك المسرح العائلي، ومسرح الطفل، وتوزيع البروشورات للفعاليات والاحتفالات والمعارض الدولية. وتؤكد الكثيري أنها تسافر سنوياً في إجازة الأعياد إلى خارج المملكة مثل البحرين والإمارات وإسبانيا وتايلاند للتعرف على ثقافات الشعوب والتغلب على الروتين اليومي طوال العام.

و"تمثل دبي الوجهة الأكثر إقبالا من قبل الأسر السعودية للتسوق والترفيه"، ذلك ما أكدته خالدة أحمد أنها تقضي أسبوعاً في دبي مع زوجها، لتغيير الروتين اليومي طوال العام، حيث يعتدل الجو في دبي هذه الأيام، موضحة أن تمديد الإجازة لن يؤثر على جدول سفرهم، معللة ذلك بسبب اعتيادهم قضاء العيد مع الأهل والأحباب، وأن عودتهم قبل انتهاء الإجازة.

وأوضح عبد الجليل الخضيري أنه سيذهب إلى دبي مع العائلة من أجل التسوق وزيارة القرية العالمية، وربما يعرج على مدينة أبو ظبي من أجل زيارة مهرجان عالم فيراري.

فيما يعتزم محمد الحمد زيارة قطر لعدة أمور منها - كما يقول- لمشاهدة التطور المذهل الذي تعيشه قطر إضافة إلى أنها الدولة الوحيدة من دول الخليج التي لم يزرها حتى الآن.