لن يرسم مسيرو نادي الاتفاق حتى في خيالهم "سيناريو" أفضل مما حققه فريقهم الكروي الأول على أرض الواقع مع انتهاء الدور الأول لدوري زين للمحترفين، فالفريق يحتل المركز الثاني مزيحاً أكثر من فريق مرشح عن موقعه، ولا يبدو أن فرقة الروماني أيوان مارين ترغب بالتنازل بسهولة عما حققته حتى الآن خاصة بعد الاستقرار الذي يشهده الفريق على الصعيد الفني على الأقل والذي ألغى الحديث عن الاستغناء عن المدرب.
وقبل بداية الموسم، كان شبح بدايات الموسم الماضي التي كادت تطيح بالفريق مبكراً يخيم على الاتفاق خشية من مصير مماثل، وكان الرد من خلال عمل مركّز ليظهر الفريق بعد ذلك بمستوى يناسب المأمول، حيث عسكر في ألمانيا كما حافظ الفريق على مدربه الذي نجح في انتشال الفريق من كبوته في الموسم الماضي وأعاد له كثيراً من الاعتبار ما ساهم بالتجديد معه لموسم جديد، وهو أمر يحسب للإدارة لأن المدرب يعد إضافة فنية للدوري السعودي بخبرته الفنية وإجادته قراءة المباريات ووضع الخطط المناسبة وقبل ذلك تعامله الاحترافي الحازم مع اللاعبين خاصة غير الملتزمين منهم.
توتر إداري
ومن المناسب قبل التعمق أكثر في الأمور الفنية للاتفاق، الولوج إلى ملف شائك في الشأن الاتفاقي تمثل في الجوانب الإدارية التي تشهد حالياً كثيراً من الشد والجذب من أطراف تتصل بالنادي بشكل أو بآخر، فرئيس النادي عبدالعزيز الدوسري غير سعيد بما يحاك حوله من سيناريوهات متعددة ترمي للتخلص منه بنهاية فترته الحالية نهاية الموسم الحالي، وعلى الرغم مما يمثله الدوسري كرمز لدى جميع الاتفاقيين على خلفية ما قدمه للنادي خلال أكثر من ربع قرن، إلا أنه وجد نفسه فجأة في وجه كثير من المناوئين الذين يرغبون في إزاحته، ومن بينهم شخصيات اتفاقية معروفة، لم يجد الدوسري معه سوى الترحيب بمن يرغب برئاسة النادي إن كان يمتلك القدرة لذلك، مستغرباً الطريقة التي تجري بها الترتيبات لمنافسيه المحتملين خلف الكواليس، إضافة إلى التوقيت الذي يعده غير مناسب لمثل هذه المعارك لأن الفريق يسير بشكل مثالي حالياً ومن الجيد أن يحظى ببعض الاستقرار.
واقعية مطلوبة
رغم النتائج الإيجابية التي حققها الفريق هذا الموسم، إلا أن طريقة تفكير الجهاز الفني وقبله إدارة النادي تعد أكثر واقعية من خلال الرغبة في تحقيق مركز ضمن الأربعة الكبار، وهو أمر جيد لأن الفريق بحاجة لكثير ليواصل حضوره في الدوري، فما زال كل من الهلال والشباب يمتلكان لقاءات مؤجلة، كما أن النصر ليس بعيداً نقطياً، ما يعني أن أي إخفاق مقبل قد يكون ثمنه التنازل عن الوصافة، ولعل الجانب الإيجابي للاتفاق أن جميع لقاءاته المقبلة مع منافسيه المهمين ستكون في ملعبـه بالدمــام، وهو الذي فاز في جميع لقاءاته على أرضه باستثناء تعادل وحيد مع الفتح.
أدوات الاستمرار
في بداية الموسم تخلى الاتفاق عن لاعبه عبدالرحمن القحطاني لمصلحة النصر مقابل 10 ملايين ريال خلاف حصة اللاعب، ورغم معارضة البعض إلا أن ذلك كان مفيداً للفريق لأن اللاعب لم يكن لديه كثير ليضيفه فنياً، كما أن العائد المادي الكبير للصفقة دعم ميزانية النادي التي ليس لها مورد سوى دعم الرئيس وبعض التبرعات "المتقطعة" لبعض الشرفيين، والميزانية المناسبة تكفل المحافظة على اللاعبين المهمين مع التعاقد مع محترفين على مستوى عال وهي أدوات متوفرة بشكل أو بآخر في الهلال والنصر والاتحاد والشباب والأهلي الذين ينافسهم الاتفاق حالياً، وهنا يكمن الفرق لأن الاتفاق معرّض لإعارة أحد لاعبيه المهمّين في فترة الانتقالات الشتوية لصالح أحد المنافسين، حيث يبدو أن راشد الرهيب قريب من أحد أندية العاصمة مقابل عائد مجز سيجعل من الصعب على الإدارة رفض مناقشة العرض بشكل جدي خاصة في ظل محدودية الخيارات المادية لديها، وأهون الضرر بالنسبة لها هو التخلي عن لاعب مقابل استمرارية الميزانية بشكل جيد.
سلاح ذو حدين
قد يكون المدرب مارين بتحقيقه نتائج إيجابية رسم لخيالات مناصري الفريق سقف طموحات غير مشروعة بالمنافسة الجدية على لقب الدوري، وبالتالي فقد يتحول كبش فداء إذا تراجعت النتائج ولو جزئياً، وحتى المركز الخامس في الدوري قد يرسم نهاية العلاقة تلقائياً بين الطرفين رغم أنه مركز واقعي قياساً بالإمكانات المتاحة للنادي، إلا أن الحقيقة تؤكد أن المدرب لا يحظى بكثير من القبول على الصعيد الإنساني في أروقة النادي رغم عمله الاحترافي، وهذا قد يكون مؤثراً في مسألة بقاء أي مدرب في الكرة السعودية بغض النظر عن نتائجه.
سيناريو الدور الثاني
الاتفاق من الفرق التي تتحكم بها ردة الفعل كثيراً، وهو أمر سنشاهده كثيراً في لقاءات الدور الثاني، والفريق يحتاج كثيراً من العمل حال تلقيه خسارة من منافسيه، وقد يكون الثمن حدوث هبوط لعدة جولات، وعلى الجهاز الفني والإداري إعداد العدة للتعامل مع أي نكسة للفريق، خصوصاً أنه قادر على تحقيق مركز جيد نهاية الموسم حال وجد التعامل المناسب، فالمجموعة الحالية تمتلك كثيراً من التجانس والترابط لكن يعيبها حاجتها لوقت أطول للعودة في بعض الأحيان عندما تتلقى الخسارة، وهو أمر يحب التخلص منه سريعاً.