امتنع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن عقد اجتماع للحكومة الأمنية والسياسية الإسرائيلية أمس لإقرار الاقتراح الأميركي الخاص بتمديد تجميد الاستيطان وذلك بانتظار وصول الصيغة النهائية لهذا الاقتراح، فيما لم يعط الطرف الفلسطيني تقييما له بانتظارالحصول على الصيغة النهائية له. وكان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك قد اختصر زيارته لفرنسا وعاد إلى تل أبيب للمشاركة في التصويت.
غير أن مصادر فلسطينية مطلعة قالت لـ"الوطن" إن من غير المرجح أن يقبل الفلسطينيون بالاقترح في اجتماع القيادة الفلسطينية والعرب في اجتماع لجنة المتابعة لمبادرة السلام العربية في حال لم يتضمن وقفا للاستيطان في مدينة القدس الشرقية.
وذكرت المصادر الفلسطينية أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس سيبدأ بعد يومين مشاورات مكثفة مع العرب بشأن الاقتراح الأميركي لاتخاذ موقف عربي موحد منه، منوهة إلى أن من المرجح وصول الرئيس عباس إلى القاهرة خلال الأيام القادمة لبحث الموضوع مع القيادة المصرية.
وقال حيفيتز "لم يحدد أي موعد لاجتماع الحكومة (الأمنية) لأنه يجب انتظار توضيحات خطية من الأميركيين. لكن الطرفين مهتمان بتطبيق التفاهمات المتفق عليها والفريقين من الجانبين يعملان على ذلك".
من جهته قال تسفي هاوزر، سكرتير الحكومة الإسرائيلية، "إن رزمة الحوافز الأميركية المطروحة تنطوي على إنجازات هامة لإسرائيل وأبرزها موافقة أميركية على عدم إقامة دولة فلسطينية إلا في إطار مفاوضات وليس عن طريق الأمم المتحدة".
وقال المكلف قسم الإعلام في مكتب نتنياهو نير حيفيتز لإذاعة الجيش الإسرائيلي "هناك تفاهمات بين وزيرة الخارجية الأميركية ورئيس الوزراء لكن صياغتها خطيا تستغرق وقتا، وعلينا الانتظار".
أما حزب (شاس) الإسرائيلي فقد رهن عدم التصويت على الاقتراح الأميركي باستئناف سريع لاعمال البناء الاستيطاني في القدس الشرقية والتعهد بأن يكون تمديد التجميد الذي يستمر 3 أشهر هو التجميد الأخير.
في غضون ذلك، ألمح الناطق بلسان وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إلى أن فترة السنة التي حددها الرئيس الأميركي باراك أوباما للتوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والإسرائيليين قد لا تكون واقعية الآن بعد التأجيل الذي جرى في الحديث عن تمديد تجميد الاستيطان.
وأضاف "إذا وصلنا إلى أغسطس آب 2011 وكنا نحتاج إلى المزيد قليلا من الوقت لإنجاز هذا فلا مانع من أن نسمح بذلك الوقت".
ونظرا لتعقيدات الوضع في الشرق الأوسط، أجرى نائب وزير الخارجية الروسي المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ألكسندر سلطانوف، مباحثات مع السفير الأميركي في موسكو جون بايرلي أول من أمس بشأن إمكانية عقد لقاء للجنة الرباعية على مستوى وزاري في الوقت القريب.
وأعرب سلطانوف وبايرلي عن قلقهما إزاء التوقف المتواصل في المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وأكدا على أهمية الحفاظ على الحوار المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين حول كافة قضايا الوضع النهائي على أساس قرارات مجلس الأمن الدولي ومبادئ مدريد و"خارطة الطريق" والمبادرة العربية للسلام.
على صعيد آخر، شدد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية، على إصرار حركة حماس على تحقيق المصالحة الفلسطينية وتمسكها بإنهاء الانقسام الفلسطيني، مشيرا إلى أن الأبواب مازالت مشرعة ومفتوحة أمام تحقيق هذه المصالحة، "رغم التراجع والارتدادات والارتهان لإرادة الخارج ولإرادة الأميركيين وغير الأميركيين".
وكان إسماعيل الأشقر رئيس الوفد الأمني لحركة حماس للحوار مع فتح اتهم أول من أمس، فتح بالتراجع عن تفاهمات سابقة تم الاتفاق عليها بين الحركتين المتخاصمتين تتعلق "بالملف الأمني والأجهزة الأمنية".
ولم يتمكن وفدا حركتي فتح وحماس من حل كافة الملفات العالقة خلال جولة حوار انتهت الأربعاء الماضي في دمشق، اتفق في أعقابها الطرفان على مواصلة الحوار بعد عيد الأضحى.
وإذ أكد هنية على "مواصلة المقاومة حتى إنهاء الاحتلال"، شدد في خطبة عيد الأضحى أمس في غزة، أن الأمة العربية والإسلامية وتاريخها الناصع هي العمق الاستراتيجي لفلسطين والشعب الفلسطيني، مؤكدا أن حماس لا تبحث عن عمق استراتيجي من غير هذه الأمة والتاريخ، مشيرا إلى أن "الذين يبحثون عن عمق استراتيجي في البيت الأبيض أو الأسود أو يتلمسون عمقهم بعيدا عن عمق هذه الأمة هم منحرفون لا يمكن أن يصلوا بالشعب ولا بالأمة إلى أي خير".
وأشار هنية إلى أن "للشعب الفلسطيني سفراء في المملكة العربية السعودية اليوم في الحج، من الجرحى وعوائل الشهداء والأسرى"، موضحا أنها رسالة فلسطين لهذه الأمة، "إنها رسالة سفرائنا، وليس أولئك السفراء الذين لا يعرفون شيئا عن فلسطين، والذين حولوا السفارات إلى مقاه وربما إلى خمارات ومواقع تجارية واقتصادية".