أعلن الاتحاد الأفريقي أن شمال السودان وجنوبه سيتقاسمان "حدودا مفتوحة" سيتم رسمها بعد الاستفتاء على مصير الجنوب، أيا تكن نتيجة التصويت، وذلك من أجل إتاحة انتقال السلع والأشخاص. وأعلنت لجنة الاتحاد الأفريقي حول السودان التي يقودها رئيس جنوب أفريقيا تابو مبيكي أمس التوصل إلى اتفاق إطاري بين حزب المؤتمر الوطني والحركة الشعبية لتحرير السودان حول سلسلة من الملفات الخلافية من أجل تأمين عملية انتقالية سلمية بعد الاستفتاء.

وينص هذا الاتفاق الإطاري على التزام الجانبين على أن ترسم "فورا" الحدود البرية المتنازع عليها والتي تمتد على طول 2100 كيلومتر بين المنطقتين. وأكد الاتحاد الأفريقي في بيان أن "الجانبين تعهدا بالإبقاء على حدود مفتوحة ستسمح بإقامة اقتصاد بدون عقبات ونشاطات اجتماعية وتبادل فعلي"، موضحا أنها "أمور أساسية للرخاء الاقتصادي والانسجام بين الشمال والجنوب". وتابع النص أنه في حال انفصال جنوب السودان، ستقوم سلطات الخرطوم في الشمال وسلطات جوبا عاصمة الجنوب "بمواصلة التعاون وتبادل المعلومات" الاستراتيجية. وأضاف البيان أنه إذا أصبح الجنوب مستقلا، فإنه يمكن للجنوبيين الذين يقيمون في الشمال والشماليين في الجنوب البقاء في أماكن إقامتهم.

وكان تابو مبيكي الذي أجرى محادثات أول من أمس في الخرطوم مع نائبي الرئيس السوداني علي عثمان طه وسلفا كير صرح أن الخلاف حول منطقة أبيي المتنازع عليها سيعهد به إلى مؤسسة الرئاسة في البلاد.

وقال القيادي في الحزب الاتحادي الديموقراطي مضوي الترابي لـ"الوطن" إن السودان "يقترب من لحظة مفصلية في تاريخه الحديث، ولذلك فإن من مصلحة شريكي الحكم تبديد المخاوف التي تثار هذه الأيام بشأن عدد من القضايا الملحة إذا صوت الجنوبيون لصالح الانفصال". وأضاف "أدعو الجميع إلى التحلي بالصبر والسعي لإنجاز استفتاء سلس وحر ونزيه".

إلى ذلك دعي أمس، حوالي خمسة ملايين سوداني جنوبي لتسجيل أسمائهم على لوائح الناخبين للمشاركة في الاستفتاء. وقال المتحدث باسم اللجنة المشرفة على الاستفتاء جورج بنجامين إن "مراكز التسجيل فتحت". ودعا الزعيم الجنوبي سلفا كير مواطنيه إلى التسجيل بكثافة وتوجه بنفسه إلى مركز في عاصمة الجنوب جوبا، حيث قام بتسجيل اسمه على لوائح الناخبين. وصرح كير بأن "الاستفتاء لا يحصل إلا مرة واحدة. يجب أن يخرج السكان بكثافة وإلا سيعني ذلك أن الناس حاربوا وقتلوا بدون أي سبب".