استقتلت فرق الدوري التي اختير عدد من لاعبيها لصفوف المنتخب السعودي الأول لكرة القدم في طلب تأجيل جولات هذا الدوري خلال فترة مشاركة المنتخب في دورة كأس الخليج العربي المقبلة "خليجي 20" التي تقام في اليمن من 22 نوفمبر الجاري وحتى 5 ديسمبر المقبل.
وتحت ضغط الإلحاح، وتحقيقاً لمبدأ تكافؤ الفرص، وحتى لا يعاقب النادي الذي قدم لاعبين للمنتخب باللعب دون دولييه أصدر الرئيس العام لرعاية الشباب قراراً بتأجيل الجولات الـ14 والـ15 والـ16 من المسابقة حتى لا تحرم الأندية من جهود لاعبيها الدوليين المحليين منهم والمحترفين.
ولكن قرار التأجيل الذي أعقتبه إجازات منحتها الفرق للاعبين وتراوحت بين اليومين والسبعة أيام أثار جدلاً على مستوى مناقشة إيجابياته وسلبياته، حيث رأى بعض المحللين والمدربين أن السلبيات قد تفوق الإيجابيات وقد تؤثر على عطاء اللاعبين إذا لم تعرف أجهزة الأندية الفنية والإدارية السيطرة على الوضع في ظل هذا التوقف واستغلاله في الحفاظ على لاعبيها.
كما عد آخرون أن ارتباكاً ساد مسابقة الدوري كان يفترض أن يتسم بترتيب مسبق لجدولة المباريات وتنظيم البرنامج.
وقدم مدرب وطني مقترحاً يستحق الاهتمام يركز على استمرار الدوري بالنسبة للفرق التي ليس لديها لاعبون دوليون على غرار تأجيل مباريات الفرق التي شاركت في دوري أبطال آسيا.
سلوكيات خاطئة
ويرى المحاضر الفني في الاتحادين السعودي والآسيوي، المحلل الكروي جاسم الحربي أنه في عالمنا العربي، يميل بعض لاعبينا إلى ارتكاب ممارسات ضارة مثل السهر والتدخين وسوء التغذية، مما يؤثر على مستواهم الفني، بينما ارتباطهم بالنادي خلال مسابقة الدوري يحقق لهم الانضباط والالتزام ويبعدهم عن ممارسة بعض السلوكيات الخاطئة التي قد تصدر عنهم في فترة التوقف أو الإجازات.
ويقول "إذا كان اللاعب ينتمي إلى فريق لا يطبق جهازه الفني العمل بشكل احترافي، فقد يتفاقم الضرر، على عكس الذي ينتمي إلى فريق يتميز بنظام عمل احترافي فإنه سيجد التأهيل الجيد من الناحية اللياقية ومعالجة الإصابات وغيره".
وتابع "اللاعب في كل الأندية بشر في النهاية، وله متطلباته النفسية والاجتماعية والترويحية، ويحتاج إلى فترة إجازة يستعيد بعدها نشاطه ويزداد عطاؤه، ويفضل أن تتراوح الإجازة بين يومين إلى ثلاثة أيام، يتبعها معسكر تدريبي صباحي ومسائي، يبدأ فيه مدرب اللياقة البدنية بقياس معدل اللياقة البدنية لدى اللاعب محدداً نسبة معينة للوقوف على جاهزيته، يشترك معه بالطبع المدرب الفني للفريق للتأكد من نسبة الأحمال الصحيحة المتوافقة مع اللاعب بعد الإجازة، من أجل توفير ما يتطلبه من حصص تدريبية، وبهذه الطريقة يستطيع اللاعب أن يقدم أقصى تحد وحماسة وسرعة ومرونة في المباراة".
ويشدد الحربي على أنه لا بد أن يكون هناك جهاز فني كفء، لكي يضمن تحقيق نتائج إيجابية للفريق، ويمكن لاعبيه من اللعب لمدة 90 دقيقة كاملة أو أكثر، فاللياقة البدنية هي الوقود الوحيد للاعب حتى لا يتعرض إلى إصابات، ويعرف كيف يستدرك أخطاءه، وما عدا ذلك، ينعكس سلبياً على المعسكر.
ويختم "التدريب الكروي يحتاج إلى مدرب ذي فكر عال لكي ينجح في تهيئة لاعبيه للمباريات بالشكل المطلوب، والأمر يتجاوز كثيراً كونه وضع خطط واختيار تشكيلة".
الحلقة المفقودة
ويؤكد المدرب الوطني، المحاضر الآسيوي حمود السلوة أن الخلل ليس في فترة التوقف بل في عدم تنظيم "روزنامة" المسابقات، فلم يكن هناك ترتيب مسبق لأي احتمالات قد تطرأ، مما تسبب في إرباك تطلب إصدار قرارات استثنائية، على الرغم من أن كل البطولات الخليجية والآسيوية كانت محددة مسبقاً ومواعيدها ثابتة، لكننا لم نر أجندة بديلة.
ويرى السلوة أن عدم التنظيم يؤثر سلبياً في امتداد الموسم وطول الانتظار وما يصاحبه من ملل، بالإضافة إلى أنه يربك برامج المدربين في الأندية، علاوة على عدم وضوح الرؤية لدى مدرب المنتخب لوضع برنامجه ومعرفة من يمكن أن تتضمنه قائمة التشكيلة.
ويستطرد "كان يفترض أن يجتمع مدرب المنتخب جوزيه بيسيرو مع جميع مدربي الأندية للتنسيق فيما بينهم، مما ينعكس إيجابياً على المنتخب والأندية على حد سواء، وهذه حلقة مفقودة بين المدربين في المنتخب والأندية الذين لا يلتقون في اجتماعات لمناقشة شؤون الفرق واللاعبين والمنتخبات الوطنية بما يخدم الكرة السعودية".
حافز المستثمر
ويتطرق السلوة إلى الاستثمار، فيقول "حتى المستثمر عندما يرى هذا الارتباك في العمل، فإنه لا يجد الحافز الذي يدفعه إلى دخول سوق الاستثمار في مسابقات الدوري".
وتقدم باقتراح مكمنه استمرار مباريات الدوري بين الأندية الستة التي لا يشارك أحد من لاعبيها في المنتخب وهي التعاون، والرائد، والحزم، والفيصلي، ونجران، والفتح، فيما تؤجل مباريات بقية الأندية التي يشارك لاعبوها في المنتخب، أسوة بتأجيل مباريات الهلال والشباب اللذين شاركا في مسابقة كأس الأندية الآسيوية في نسختها السابقة واستمر معها الدوري.
وختم السلوة بأنه يمكن استغلال فترة التوقف في وضع اللاعبين في جو المنافسات من خلال خوضهم مباريات تجريبية وإقامة معسكرات داخلية أو خارجية وفقاً لميزانية الأندية، وذلك للحفاظ على المخزون اللياقي لهم، وفي هذا مخرج من المأزق.