اتصلت يوم أول من أمس الخميس بسفارة خادم الحرمين الشريفين في لندن لمتابعة موضوع قضية وزارة الداخلية ضد صحيفة "الإندبندنت"، طبعاً تعذر سماع أي صوت سعودي! مأمورة السنترال من جنسية عربية، وطلبت منها المكتب الإعلامي فقامت بتحويلي إلى الهواء الطلق.. دقائق من الانتظار، وأعادني السنترال إلى سماع هذا الصوت الأنثوي وقلت لها: أنا تحدثت إليك قبل قليل.. أريد المكتب الإعلامي، فردت بسؤال: "ما فيه مانع لو واحد بيحكي إنجليزي؟" فقلت لها: على الرحب والسعة. تحدثت إلى شخص لكنته بريطانية، سألني عن الموضوع ثم أخذ رقم الهاتف والاسم، وقال إن شخصاً سعودياً سيتصل بي، طبعاً لم يتصل بي، ولم أسمع حتى اليوم صوتاً سعودياً من سفارتنا لدى لندن.
المكاتب الإعلامية في السفارات السعودية نائمة، وقضية مثل قضية الداخلية والإندبندنت كان ينبغي أن تكون بتفاصيل أكثر، وأن يكون هناك ضابط اتصال بين الصحفيين والمكتب الإعلامي بالسفارة لمدهم بأي معلومة يريدونها. ليست مهمة المكاتب الرد على ما ينشر في الصحافة الأجنبية، أو تسهيل مهام الوفود الإعلامية الزائرة فقط، بل أيضاً تسهيل مهام الصحفيين السعوديين في الحصول على معلومات في حال الاحتياج إليها، ودعمهم.
قضية الداخلية السعودية والإندبندنت ليست قضية خاصة، بل هي تهم الوطن، والتفاعل معها من قبل سفارة المملكة في لندن سيعطيها زخماً أكبر. لكن هذا التجاهل في الرد أو التواصل حتى يعطي إشارة أن المكاتب الإعلامية لا علاقة لها بالإعلام أصلاً. هل هي جهاز علاقات عامة حكومي؟ إذا كانت كذلك فعلى الدنيا السلام.
حادثة تفجيرات قطارات لندن في عام 2005 كانت الصحف السعودية تتابعها من المملكة. هناك مراسلون في لندن، وفي نفس الوقت، كان هناك شاب بريطاني يتحدث العربية في سفارة المملكة المتحدة في الرياض يتواصل مع الصحفيين ويجيب عن أسئلتهم، وإذا استعصت عليه الإجابة وعدهم بالرد عليهم لاحقاً ويفعل. كان حلقة وصل وكان نشطاً إلى درجة أن الصحفي يشعر أنه في قلب الحدث.
شكوت لأحد الزملاء تجاهل السفارة فقال ساخراً: "اعذرهم.. صايمين ويمكن ما داوموا..".