إذا أردت أن تلخص ثورة المعلومات المتاحة عبر الإنترنت في موقع واحد، فإن "تويتر" كفيل بذلك، فالخبر فيه أسرع من البرق، حيث تستحيل أخبار العالم فيه إلى عنوان أقصاه 140 كلمة، ستجد بعدها كلا يدلو بدلوه حولها.

يحاول المتوترون المحسوبون على مؤسسات أن يبدوا آراءهم دون تأثيرات، ولعل ذلك يبرر ما يكتبه عدد من الإعلاميين والمحسوبين على المؤسسات في خانة التعريف بهم، حيث إن أغلبهم يقول ما مفاده إنه "يعبر في تويتر عن رؤاه الشخصية وعن رأيه بوصفه فردا، بعيدا عن أي انتماءات أو مؤسسات"، لكن الواقع يقول إنهم لم يستطيعوا الخروج من العباءات التي حاولوا خلعها على أبواب تويتر.

من خلال تويتر تستطيع أن تحصل على المعلومات الحقيقية التي لا تجرؤ الأماكن الأخرى على نشرها، وعلى النقيض تستطيع أيضا أن تملأ جعبتك بمعلومات كثيرة مغلوطة أو على الأقل ليست دقيقة، ولكن الأخيرة لا تدوم طويلا فسرعان ما يتم إثبات زيفها.

الفائدة جمة في تويتر، والمعلومات تنفجر انفجارا، لذلك فبيئته قابلة لانتشار الإشاعات.

في تويتر ستجد المخلصين والشرفاء، وستجد أيضا المتاجرين بالقضايا، ومدّعي الفضيلة، وسيصعب التفريق بينهم، ولكن في النهاية الكل قابل لـ"الهشتقة".

ما يعيب تويتر أنه أعاد ثقافة "الرمز"، تلك التي لا تلحظها في "فيس بوك" مثلا، حيث يحظى البعض في تويتر بأرقام فلكية من المتتبعين، على الرغم من أنه قد لا يتتبع إلا بضعة أشخاص قد لا يتجاوزون العشرة، وقد لا يكتب سوى "تويتة" واحدة كل عشرة أيام، وهذا يعني أن الاسم لذاته يلعب دورا في النجومية التويترية وليس ما يقدم في تويتر هو من يحرك عداد التتبع.

أيضا، فإن الانغماس في تويتر قد يوهم نشطاء تويتر أنهم هم من يشعلون فتيل الرأي العام، ومن يحرك الشارع، فيبنون على ذلك جبالا من الغرور، إلا أني أرى ـ من وجهة نظري ـ أن تويتر ليس سوى موقع جيد، تقدم من خلاله حلولا جيدة، وأن نشطاءه متفرغون للحديث حول كل القضايا.

باختصار.. إنه موقع مهم للراغبين في أن يكونوا دائما في بؤرة الحدث.