لم يكن في وسع الحاج الأفريقي محمد آدم الفرار من الثأر بعد قتله عمه سوى أن يرضخ لشروط أبناء عمومته للعفو عنه بأداء مناسك الحج نيابة عن المجني عليه ودفـع ديـة تعادل نحـو 6 آلاف ريال.

"الوطن" صادفت آدم محتضنا أمتعـته وعلامات الأسـى والحزن مرسومة على وجـهه، ولم يكـن الحديـث مع آدم الأربعـيني بتـلك السهولــة، مما استــدعى الاستـعانة بمترجم لينقل معاناة آدم وقصـة الفرار مــن القصاص.

يقول آدم: "بدأت تفاصيل القصة بعد مشادة كلامية بيني وبين عمي بسبب قطعة أرض متنازع عليها، حينها فقدت أعصابي وتشابكنا بالأيدي وضربته على مؤخرة رأسه بعصا حتى وقع على الأرض غارقاً في دمــائــه مـفارقـا الحـيـاة".

ويستطرد آدم في عرض فصول قصته التي انتهت به إلى المشاعر المقدسة بأنه لم يكن يعلم أنه سيقترف هذا الذنب بحق شقيق والده، لاسيما أنه تربى مع إخوته تحت سقف بيت عمه القتيل، بعد وفاة والدهم قبل 20 عاماً.

ويسـرد آدم تفاصـيل الثأر: "قــرر أبـناء عمـومتي الثـأر لوالـدهم وإهدار دمي جزاءً لما اقترفتـه بقـتل والدهـم" إلا أن تدخل أهـالي القـريـة ساهـم في عـتق رقبـتـي، ووصـل المتفاوضـون إلى أن ألتـزم بدفـع ديــة تعـادل 6 آلاف ريـال إضافة إلى أداء مناسك الحـج عـن والدهـم، الأمـر الـذي دفعنـي إلى بـيع مزرعـة كـنت أمتلكـها لدفـع قيـمـة الديـة، وجـمع نفقات رحلة الحج".