انتشرت في مجتمع الفتيات أخيراً أنواع غريبة من المكياج الذي يطلبنه أثناء ذهابهن للمشاغل ومحلات بيع أدوات التجميل، إذ يخرج المكياج الجديد عن المظهر الطبيعي للمكياج. والمعروف أن المكياج الطبيعي مجرد أحمر شفاه بألوان مقاربة للطبيعة، وكحل حول العينين، وظلال خفيفة وبودرة أو كريم مبيض، إلا أن الفتيات أضحين يضعن أشكالا وألوانا غريبة من المكياج تجعلهن يظهرن بصور غريبة في المناسبات، ومنه رسومات على الجبين، وأخرى على الخدين مثل صور الفراشات أو غصون الأشجار ونجوم وغيرها، مما يجعل الفتاة تظهر بمظهر غريب، فيما أجمع البعض من الرجال على تحول المكياج من وسيلة تجميل إلى وسيلة للتشويه وأطلقن على من يستخدمنه مسمى "مهرجات".

ويقول علي الغامدي "فوجئت يوم زواج أختي بدخول زوجتي وأخواتي علي بمكياج صارخ جدا أظهرهن بغير صورتهن وغير كافة ملامحهن، وأخفى معالم جمالهن، وحين سألنني عن رأيي ضحكت وشبهتهن بالمُهرج الذي يضطر لوضع كمية كبيرة من الأصباغ اللافتة لجذب انتباه الأطفال في عروضه، هذا النوع من المكياج يظهر الفتاة وكأنها ترتدي قناعا من ألوان".

وتقول ثريا عبدالله وهي أم لأربع شابات إنها تعبت من نقد مكياج بناتها الصارخ ذي الألوان المزعجة، مشيرة إلى انتشار الرسم على الوجه بالظلال والكحل، وحتى أحمر الشفاه، فيظهر وجه الفتاة كلوحة فنية مختلطة الألوان.

وبينت ثريا أن المكياج صنع ليكون وسيلة وأداة للتجميل، وليس للتشويه، فهدفه إبراز أجزاء وملامح الوجه بصورة مشرقة وبألوان مقاربة للطبيعة.

واستنكرت المسنة فاطمة علي ما تراه من أشكال وألوان غريبة تظهر بها فتيات اليوم في المناسبات، مبينة أنه في السابق كان من العيب أن تضع الفتاة ما يبرز جمالها، وتقول "كنا نضع العطر وحتى الكحل بالخفية عن والداتنا أثناء خروجنا، أما الآن فاختلف الوضع، وأضحت الفتيات يسابقن أمهاتهن على المرايا، ويظهرن بصور مختلفة وبألوان غريبة لا تمت إلى الجمال بصلة".

وعلى النقيض اعتبرت دانة عسيري وهي طالبة ثانوي هذا المكياج مواكبة للعصر والموضة، لافتة إلى أنه لا يشوه الفتاة بل يظهر جمالها بصورة غريبة، ولذلك يرفضه البعض، وعن أنواعه قالت "هو زيادة كمية المكياج على الوجه، ووضع ألوان صارخة حول العينين بحسب لون اللباس، إلى جانب رسم غصن شجرة ممتد من وسط الخد حتى أعلى الجبين، أو رسم نجوم حول العينين، أو فراشات حول الخد والرقبة، ومن ثم وضع كريستالات بلاستيكية لامعة ولاصقة على تلك الرسومات لإعطائها مظهرا لافتا".

ومن جانبها قالت صاحبة مشغل "لفلي هاوس آند فاشن" في خميس مشيط ليلى حمود إنها تلاحظ إقبال بعض الفتيات على هذا النوع من المكياج الذي يسمى بـ"الأوفر" أي المبالغ فيه أو الصارخ وهو مكياج كثير اللمعة والوضوح، مشيرة إلى أن الفتيات يطلبن المكياج صارخا أو مصحوبا برسومات أوراق شجر على الوجه وفراشات، أو مد رسم العينين إلى نصف الخد، والإكثار من الألوان الصارخة كالأحمر والفسفوري، والابتعاد عن الدرجات المقاربة للطبيعة من البني بتدرجاته أو الوردي.

وعن السبب وراء تلك الطلبات وإقبال الفتيات عليها بينت حمود أن "اتباع الموضة هو السبب في إقبال الفتيات على هذا النوع من المكياج، إلا أنني لا ألمس شعورهن بالرضا عن أنفسهن بعد وضعه، حيث أشمئز أنا صاحبة المشغل أحيانا من بعض الطلبات الغريبة ومن المظاهر المبالغ فيها وتظهر الفتاة بها".

ولفتت حمود إلى أن الموضة هذا العام هو المكياج الهادئ والناعم حتى للعرائس وليس الصارخ المبالغ فيه والذي كان موضة للعام الماضي.