تدفع دار "ميريت" في القاهرة إلى المكتبات خلال نوفمبر الجاري بالعمل الروائي "كياح"، للروائي السوداني خالد عويس في تجربته الثالثة.

و"كياح" هو الاسم الذي يُطلقه النوبيون في أقصى شمال السودان وجنوب مصر على واحدٍ من أكثر أشهر السنة "القبطية" برودةً. ويُنتظر أن تجري أولى حفلات توقيع الرواية في معرض القاهرة للكتاب، مطلع العام المقبل.

صممّ غلاف "كياح" الفنان المصري أحمد اللبّاد، وجاء على ظهر غلافها الخلفي: "الجبال التي كان يراها على الضفة الأخرى، ملفوفة في الضباب. جبال تحرس البلدة والبلدات الأخرى. وهناك قربها، يقولون، نفق حفره الأسلاف. نفق يمتد عشرات الكيلومترات، كانوا يستخدمونه أيام الحرب. ينتهي في البلدات البعيدة التي تنهض في صحرائها، وبين أبنيتها القديمة الغامضة، أهرامات. لكن أحدا لم يجرب اجتياز النفق. يقولون إن بداخله عجائب لا تخطر ببال بشر. كنوز وجواهر وذهب. يحكون عن بقرة ضلّت السبيل واجتازته، لكنها خرجت من الناحية الأخرى بعد أيام طويلة، مسلوخة الجلد". تتبنى الرواية بشكلٍ عام الواقعية السحرية، لكنها تتأرجح في غالب فصولها بين الواقعية والواقعية السحرية. وتتخذ من السودان، من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه فضاءً لها. لكن مسرحها الرئيس في بلدة نوبية في شمال السودان تضمّ أعراقاً مختلفة من البشر. ويتناول النص عدداً من القضايا ويمس مسألة "الرق" وإسقاطاته في المجتمع، وديناميكياته التي ما تزال تعمل حتى اليوم حسب تصورّها. كما تتجه إلى التعالق مع حرب جنوب السودان في بُعدها الإنساني. وتُخاطب مأزق الوجود الإنساني حين تحاصره سطوة القوّة الثقافية محطمّة هويته، ومكينزمات المكان بظلاله الاجتماعية والتاريخية، إضافةً إلى "الجنس" كسلطةٍ قاهرة ومولّدة للقهر ومتولدة عن تفاعلات العلاقات الاجتماعية المعقدة. كما تتوجه الرواية إلى الأساطير في مناطق النوبة، شمال السودان، ليس باعتبارها أساطير، وإنما كحياةٍ تعيشُ في الأسطورة، وأسطورة تعيشُ في الحياة. وتكشف عن خفايا المجتمع وتفاعلاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتاريخية. وتؤشر إلى الأزمات الوجودية العميقة التي تفجرها هذه التناقضات الهائلة.

يشار إلى أن عويس صدرت له روايتان سابقا "الرقص تحت المطر" عن دار أنا الخرطوم للنشر في السودان 1998، و"وطن خلف القضبان" عن دار الساقي في لبنان 2002.

وحظيت الروايتان باهتمامٍ كبير في السودان، كما عرفتا اهتماماً من قبل أوساطٍ أكاديمية خارج السودان، حيث قدم الدكتور "أولادوسو أفيس"، جامعة إبادان النيجيرية، دراسة حول العنصرية والجندر في "الرقص تحت المطر" في المؤتمر الثالث لجمعية الدراسات الثقافية الذي عُقد في جامعة أريزونا في الولايات المتحدة في 2005.

واختار موقع "كلمات بلا حدود" الأميركي فصلاً من "وطن خلف القضبان" للترجمة إلى الإنجليزية في 2006، كما تم اختيار الفصل ذاته للنشر في كتاب صدر في الولايات المتحدة تحت عنوان "أدب من محور الشر" إلى جانب فصول من روايات لكتّابٍ من كوريا الشمالية وإيران وكوبا والعراق وسورية في 2007، كما قامت جامعة بروكسل المفتوحة في بلجيكا الفصل ذاته للترجمة إلى الفرنسية ضمن دراسات الأدب العربي في 2006 بواسطة زافير لوفين.