يدفع الفضول العديد من الشباب إلى انتحال شخصيات نسائية ليتمكنوا من دخول المنتديات النسائية على شبكة الإنترنت والتعرف على ما يدور بداخلها. لكن سرعان ما يكتشف ذلك الشاب أن لا شيء يستحق ذلك التنكر وأنه لو شاهد موضوعات تلك المنتديات دون حجب لما لفتت انتباهه ولا أعارها اهتمامه.. لكنة الفضول. وكثيرا ما يزعج ذلك الشاب المتنكر الفتيات مما دفع بالكثير من المنتديات النسائية إلى عمل فترة اختبار لأي عضوة جديدة بالمنتدى لاكتشاف هويتها إن كانت أنثى حقيقية أم شابا متنكرا. ويتم اختبار العضو الجديد بالمنتدى عن طريق كتابة عدد من المواضيع النسائية والرد على مواضيع أخرى طوال فترة الاختبار حتى تتمكن مشرفات المنتدى من تقييم كتاباته والفصل في قبول العضوية, بعدها تمنح المنتديات للعضو الجديد المقدرة على التواصل مع بقية العضوات، وقراءة مواضيعهن ومناقشة شؤونهن في مختلف المجالات الأسرة والتجميل والمنزل.

وتقول حنين الخالدي وهي عضوة بمنتديات نسمات النسائية: إن مشكلة دخول الشباب للمنتديات النسائية نعاني منها كثيرا ولا يمكننا اكتشاف ما إذا كانت صاحبة اللقب النسائي امرأة فعلا أم لا. ويضطر بعض المنتديات النسائية لعمل اختبار لكل عضو يسجل عضويته حديث بحيث لا نمكن أي عضو حديث من الاطلاع على الأقسام النسائية الخاصة إلا بعد أن تتجاوز مشاركاته وردوده الـ50 مشاركة و رد، حتى نتمكن من خلال أسلوب مشاركاتها وردودها وعدم تجاوزها في المواضيع العامة من الحكم بأنها امرأة، وبالتالي تتمكن من دخول أقسام مناقشات العضوات وأقسام الحياة الزوجية والاهتمام بالبشرة والشعر وأقسام البوح المفتوح وغيرها. وبينت الخالدي أن الكثير من الشباب يتم كشفهم بعد مدة قصيرة من هذا الاختبار ويتبين أنهم منتحلون لشخصيات نسائية. وبينت أنه ليس من مانع يمنع الرجل من دخول المنتديات النسائية سوى وضع البعض لصور عارضات أزياء أو وضع وصفات زوجية أو مشاكل أسرية لا ينبغي أن يطلع عليها الرجل لأنها لا تعنيه ولذلك فرؤيتها مقتصرة على النساء من العضوات فقط.

في المقابل يقول الشاب عادل علي عسيري: إنه حاول أكثر من مرة الدخول لمنتديات نسائية إلا أنه لم يتمكن سوى من رؤية المواضيع العامة المرئية حتى لغير المسجلين. وبين أن السبب الذي دفعه لذلك هو مجرد الفضول لمعرفة خفايا العالم النسائي ولماذا تتحفظ النساء عليه بهذه الصورة. وذلك من مبدأ أن كل ممنوع مرغوب. وبين عادل أنه توقف عن تلك المحاولات بعد أن أخبره أحد أصدقائه بأن الخصوصية هي ما تبحث عنه النساء ولذلك يخفين مواضيعهن عن الرجال، ولكن لا يوجد بها ما يثير الرغبة والفضول في رؤيتها، وذلك بعد أن جرب الدخول لأكثر من منتدى نسائي منتحلا ألقابا نسائية، ومن ثم لم يجد سوى مواضيع نسائية عادية كفساتين زفاف وكيف تبهرين زوجك وأسرار تعلميها لجذب زوجك، وطرق لترتيب المنزل وغيرها من المواضيع التي لا تستدعي الإخفاء. وقالت غدير عبدالله: إنها تبحث دوما عن منتديات نسائية تضمن لها الخصوصية بعيدا عن رؤية الرجال لمواضيعها. ملفتة إلى أنها تود أن تكتب بحرية عن شخصيتها وعن نفسها. وقد تصور بعض الفتيات شيئا من تجاربها المنزلية في ترتيب المنزل أو أغراضها وفساتينها أو مشترياتها لتطلع العضوات عليها بهدف الاستفادة منها، أو تصور بعض الأطباق ولا تريد أن تكون كل هذه الأمور مرئية من قبل الرجال وهذا ما يجعلنا نبحث عن المنتديات المغلقة. ورفضت تهاني القحطاني وهي عضوة بمنتديات مكتوب النسائية تقسيم المنتديات إلى رجالية وأخرى نسائية إذ إن المواضيع والمناقشات الجادة تعني كلا من الرجل والمرأة ـ كما تقول ـ وغالبا ما تعنون المنتديات المواضيع والأقسام, والرجال لا يدخلون لمواضيع الطبخ أو مواضيع التجميل وغيرها، وهي أغلب ما تكتب فيه النساء، أما الأقسام الأسرية فهي تحوي مشكلات تعني الطرفين الرجل والمرأة، بالإضافة إلى أن هناك منتديات معنية بالاستشارات الزوجية والأسرية تضمن السرية التامة لمن تريد الاستشارة ولا داعي لسرد التجارب الشخصية بشيء من التفصيل ضمن الأقسام الخاصة بالمناقشات, إذ تعد منتديات الاستشارات هي مكانها وبالتالي لا نحتاج لحجب مواضيع عن رؤية الرجال ومن ثم لا نضطر إلى الخوف من انتحال بعضهم أسماء نسائية للدخول إلى المنتدى. وعن وضع صور لعارضات أزياء قالت تهاني: أصبحت بعض المنتديات توفر طرقا معينة لطمس الوجوه والأجساد مع الإبقاء على فستان العارضة كاملا دون الخوف من كسب الإثم نتيجة رؤية الرجال لهن. وقالت هدى الألمعي: من خلال تجربتي في تصفح المنتديات لاحظت أن المنتديات النسائية محل جذب للرجال أكثر من النساء، إذ يكتب البعض مواضيع خاصة جدا أو تجارب خاصة قد لا تعني الآخرين, لكنها قد تثير فضول بعض الشباب لرؤيتها. مبينة أنه حتى العضوات اللاتي يدخلن بمسميات وألقاب نسائية وكتبن عددا من المواضيع النسائية لا يمكن أن نثق بأنهن نساء فعلا. ومن جانبه بين الأخصائي الاجتماعي خلف الشمري أن الشاب الذي ينتحل شخصية فتاة للدخول للمواقع النسائية أو الدخول لغرف دردشة إلكترونية مخصصة للفتيات, يكون مدفوعا بالفضول لمعرفة خفايا العالم النسائي الذي يثير تساؤلات واستفهامات الرجل غالبا. كما أن خصوصية المرأة التي تبحث عنها في مثل هذه المواقع وكتابة النساء لعبارة "ممنوع دخول الرجال" أو "التماسيح خارج الموضوع" وتقصد بالتماسيح الرجال تثير غضب وفضول بعض الشباب لرؤية ما خلف هذا المنع وسببه. إلا أن الحقيقة تؤكد أنه لا يمكن حتى بالاختبارات التي يصنعها بعض المنتديات التأكد من هوية العضو، فالمواضيع المنقولة والردود الجاهزة تساعد الرجال على البقاء لأكبر فترة ممكنة خلف الشخصية النسائية التي تم انتحالها. ولفت الشمري إلى أن المواضيع النسائية لو كانت متاحة جميعها لرؤية الجميع لما فكر بعض الرجال في دخولها ورؤيتها لأنهم يعلمون أنها لا تعنيهم أو لن تضيف لهم شيئا. لكن مسألة الحجب التي يقابلها فضول كبير لدى بعض الشباب دفعتهم لابتكار الطرق المختلفة للتنكر ودخول عالم النساء واكتشاف ما خلفه.