لم يمض اثنا عشر عاما ـ حتى الآن ـ منذ السماح للسعوديين بالدخول إلى عالم الإنترنت والاستفادة من خدمات الشبكة العنكبوتية.. ومنذ أول مستخدم للإنترنت عام 1999م وحتى اليوم تجاوز عدد مستخدمي الإنترنت 11 مليون مستخدم! يفترض أن المجتمع وصل إلى هذا الرقم منذ السنة الثانية أو الثالثة.. لكنها نظرة المجتمعات المحافظة تجاه ما هو جديد.. عين الريبة والشك.. حيث توجس الكثيرون من هذا الفتح الهائل.. بدأ الحذر يتلاشى تدريجياً.. وأصبح الذين يتخوفون بالأمس من هذا الوحش هم من يمسحون على رأسه اليوم، ويداعبونه بأطراف أصابعهم! حينما تتأمل السعوديين في المطارات الداخلية ستكتشف أين وصل المجتمع.. لا يوجد أحد يسير دون أن يحمل بيديه وسيلة تقنية لها ارتباط بالإنترنت.. أجهزة كومبيوتر محمولة.. أجهزة آيباد.. آيفون.. هواتف ذكية مختلفة.. بل حتى صغار السن اليوم ركبوا القطار فلا تجد طفلاً لا يحمل بين يديه جهاز " آيبود"! إن أكبر نسبة نمو في استخدام الإنترنت في الشرق الأوسط تتحقق اليوم في المجتمع السعودي.. ومع ذلك فالمشكلة الوحيدة ليست في الإمكانات والبنية التحتية وأسعار الخدمة.. المشكلة الأهم أن قلة من الفعاليات الثقافية والاجتماعية هي التي نجحت في التعامل ومخاطبة هذا الحشد الهائل، بينما الأكثرية ما تزال تعتمد على ذات الوسائل التي كانت تعتمد عليها خلال مرحلة التسعينات! لابد من مواكبة المجتمع.. لابد من مخاطبة الناس باللغة التي يجيدونها وفي المواقع التي يرتادونها.. لم تعد هنالك حاجة لجمع الناس، أو التوجه نحو مجتمعاتهم.. الناس اليوم مجتمعون على مدار الساعة.. تستطيع مخاطبتهم ومناقشتهم ومحاورتهم وإقناعهم إن استطعت. بعد سنوات قليلة لن تستطيع محاورة الناس مهما امتلكت من صحف، مهما امتلكت من قنوات وإذاعات.. مهما كانت عباراتك محكمة متينة، ومهما أوتيت من قوة البيان إلا عن طريق هذه الشبكة العملاقة.. شئت أم أبيت! الخلاصة: انج سعد فقد هلك سعيد.