أمسك الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس في سول بمقاليد رئاسة مجموعة العشرين على أمل الدفع قدما بالإصلاحات التي من شأنها أن تحد من انعدام التوازنات الاقتصادية مبديا شيئا من التواضع نظرا لضخامة المهمة.

وفي مؤتمر صحفي عقد في سول عقب القمة الخامسة للمجموعة قال ساركوزي "إننا نتولى رئاسة (مجموعة العشرين) بطموح وواقعية"، حيث ستعقد القمة المقبلة في الثالث والرابع من نوفمبر 2011 في كان جنوب فرنسا.

وفي حين لم تتمخض قمة سيول، بسبب التوتر، سوى عن اتفاق بالحد الأدنى، عرض رئيس مجموعة العشرين الجديد على نظرائه ورؤساء الحكومات الملفات التي يريد الدفع بها قدما خلال السنة المقبلة.

ويشمل البرنامج ثلاث ورش كبيرة تعرض إلى تفاصيلها مرارا خلال الأشهر الأخيرة وهي إصلاح نظام النقد الدولي الذي يأمل مناقشته بلا قيود، والحد من تقلبات أسعار المواد الأولية، التي أدت إلى اضطرابات اجتماعية سنة 2008، لا سيما في هايتي وأفريقيا، وإصلاح مؤسسات الحوكمة العالمية (صندوق النقد الدولي، وتوسيع عضوية مجلس الأمن الدولي ليشمل كبرى الدول الناشئة بما فيها الأفريقية).

غير أن ساركوزي الذي أكد أنه يدرك الصعوبات، حذر خلال المؤتمر الصحفي من أن تلك الملفات "ضخمة" وليس لها "حلول مبسطة".

وأصر على أنه "لن يكون بالإمكان الانتهاء منها في سنة واحدة" مضيفا أن فرنسا "ستعمل بحس جماعي".

وأعلن أنه سيتوجه إلى واشنطن بين نهاية 2010 ومطلع 2011 للتباحث مع الرئيس أوباما وكذلك إلى جنوب أفريقيا مع الرئيس جاكوب زوما وإلى الهند من الرابع الى السابع من ديسمبر في زيارة طويلة بشكل غير عادي بالنسبة له.

كذلك أعلن عزمه على العمل "يدا بيد مع صندوق النقد الدولي" خلال رئاسته للمجموعة وأنه سيستقبل المدير العام للصندوق دومينيك ستروس كان "في ديسمبر".

وفضلا عن تلك الورشات الكبيرة يستهدف ساركوزي "ما كان دائما أولويات فرنسا" أي "إضفاء بعد أخلاقي على الرأسمالية وفرض رقابة صارمة على ما يتقاضاه العاملون في القطاع المالي والبورصات والمراقبة الصارمة للملاذات الضريبية".

وقال "إذا لم تباشر مجموعة العشرين بالإصلاحات الهيكلية التي يحتاجها العالم فإنها ستفقد شرعيتها".

وقال إن "أحد الرهانات يتمثل في تفسير أن ما يجري التباحث حوله، له انعكاسات على حياة الناس "لكن "الأمر معقد ويقول الناس إنه بعيد، فالمهمة ليست بالسهلة".