تحتفل باريس اليوم بالمهرجان الرابع للزواج الشرقي أو الزواج العربي كما يحلو لأبناء الجاليات العربية المقيمة في باريس أن يطلقوا عليه. والذي يعد المهرجان الوحيد من نوعه في أوروبا. ويتميز المهرجان بعرض المنتجات الخاصة بليلة الزفاف الشرقية التي تظهر ثراء فن ليلة العرس العربية، مما يجعله يبدو وكأنه استعراض من طراز ألف ليلة وليلة. وخلال المهرجان، يجتمع ما يقرب من مئة وخمسين شركة عارضة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد زواره أكثر من عشرين ألف زائر. ويتجول الزائرون عربا وفرنسيين، في قاعات عرض مخصصة للأطعمة الحلال، وقاعات الولائم العربية الخاصة بالأفراح، وفن الديكور الشرقي الخاص بالأعراس، وملابس الزفاف والملابس التقليدية من كافة البلدان العربية، وفن الرسم بالحناء.

كما سيتضمن المهرجان عرضا عربيا لأزياء الأفراح والسهرات في العالم العربي، بالإضافة إلى تظاهرات ضخمة لطقوس الزفاف خصوصا من البربر والهنود وشمال أفريقيا إلى جانب عرض للحناء تعتبر عروضا حصرية ووحيدة من نوعها في أوروبا.

وفي سابقة فريدة من نوعها، قررت إدارة المهرجان الاحتفاء بسيدة عاشت حياتها على العطاء، وهي فاني آيت قاسي، التي منحت العشرين عاما الماضية من عمرها في مساعدة الآخرين ورعايتهم، بصفتها الرئيسة الفخرية لجمعية "شوربة للجميع" في باريس، ومؤسسة جمعية "المشاركة القلبية. وتأتي أهمية المهرجان في بلد أوروبي مثل فرنسا في أنه يعطي صورة جميلة لما يمثله الزواج من دور أساسي في التقاليد الإسلامية، لذا يتم التحضير والاحتفاء بليلة العرس بما يتناسب وتقاليد المجتمعات الشرقية، وهو ما يوفر فرصة فريدة للمجتمع الفرنسي والأوروبيين للاطلاع على هذه التقاليد عن قرب.

وفي لقاء مع السيدة زبيدة شرقي، مديرة المهرجان وأحد أبرز الوجوه النسائية في الجالية العربية المقيمة في فرنسا، قالت: إن مهرجان العرس العربي ما هو إلا تلبية لحاجة ملحة في أعماق أبناء الجاليات العربية من الجيلين الثاني والثالث أثناء رحلة بحثهم عن هويتهم. حيث بات هؤلاء يرغبون في الاحتفال بليلة العمر بشكل تقليدي وعلى غرار الأهل. وقد أثبتت الدراسات التي أجريت قبل تنفيذ فكرة المهرجان أن الشباب الفرنسي الذي ينحدر من أصول عربية يحلم بعرس يرتكز على ذاكرته التراثية وهويته الحضارية. وحتى يتجسد هذا الحلم لابدّ أن يجد هؤلاء الباحثون عن تقاليدهم الموروثة الملابس التقليدية والأطعمة التراثية والفرق الموسيقية التي تعزف الأغنيات الفلكولورية، لا سيما وأن البعض منهم كان يستورد بعض هذه الأشياء من وطنه الأم وهو ما كان يشكل تكلفة باهظة.