حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس من ضياع فرصة السلام القائمة، قائلا إن حل الدولتين لإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي "يجب ألا يبقى مجرد شعار". ودعا في كلمة له خلال مهرجان جماهيري في رام الله أمس بمناسبة الذكرى السادسة لرحيل الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات، الحكومة الإسرائيلية إلى اختيار السلام بدلا من مصالحها الضيقة والحفاظ على ائتلافها الحاكم. وجدد التمسك بضرورة الوقف الشامل للبناء الاستيطاني الإسرائيلي للعودة إلى المفاوضات.
وخاطب عباس الشعب الإسرائيلي قائلا "إن صنع السلام أهم من الاستيطان.. والسلام أغلى من الائتلاف الحكومي القائم وأغلى من المصالح الضيقة وأولادنا وأولادكم يجب أن يعيشوا في سلام قبل أن تضيع الفرصة". وأضاف أن حل القضية الفلسطينية سيضمن السلام للشعب الفلسطيني والإسرائيلي وحل العديد من قضايا المنطقة الشائكة"، مؤكدا على التمسك بالشرعية الدولية كسبيل وحيد لإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. وأكد عباس أنه سيبقى ملتزما بالثوابت التي التزم بها الرئيس الفلسطيني الراحل عرفات. وقال "نحن على العهد باقون، وأتحدى إن كان هناك أي تنازل واحد منذ 48 لغاية الآن عن أي ثابت من ثوابتنا".
وحول قرار القيادة الفلسطينية الأربعاء اللجوء إلى مجلس الأمن الذي اعتبرته الولايات المتحدة وإسرائيل أحادي الجانب، قال عباس "نحن نفكر أن نذهب إلى مجلس الأمن، وتفكيرنا هذا اعتبروه تصرفا أحادي الجانب، والإسرائيليون يقومون بأعمال أحادية بدءا من الجدار والاجتياح والقتل وقلع أشجار الزيتون، فهذا لا يعتبر تصرفا أحادي الجانب".
من جهته جدد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ناصر القدوة مسؤول مؤسسة ياسر عرفات تحميل إسرائيل المسؤولية عن اغتيال الرئيس. وقال القدوة "لن نمل من إصرارنا في البحث عن قطعة الدليل الأخير على اغتيال ياسر عرفات من خلال تسميمه". وأضاف "لدينا قناعتنا بذلك منذ البداية، وأكدنا مسؤولية إسرائيل عن عملية الاغتيال، لكننا نريد الدليل على ذلك وسنحصل عليه".
إلى ذلك أكد عضو اللجنة المركزية لحركة فتح نبيل شعث "صعوبة إجراء مفاوضات في ظل استمرار سياسة مصادرة الأراضي وإقامة المزيد من الوحدات الاستيطانية التي تقطع أوصال الأراضي الفلسطينية وتجهض جهود السلام".
وقال "لا يمكن العودة إلى طاولة المفاوضات دون وقف الاستيطان بشكل كامل".
وفي المقابل قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان إنه "لم يعد من الممكن اتخاذ قرار آخر بتجميد البناء في المستوطنات". وأضاف "لن تكون هناك حكومة في إسرائيل توافق على وقف البناء. إسرائيل ستتصدى لجميع الضغوط التي تمارَس عليها, وهي تطالب بممارسة الضغوط على الفلسطينيين".