في الوقت الذي بلغت فيه أسعار الشعير في السوق المحلية مناطق قياسية وصفها مربو الماشية بالمرهقة، ارتفعت أيضا أسعار الأعلاف المركبة في المملكة بنسبة 15 %، لتقفز من مستويات 33 ريالا للكيس، إلى مستويات 38 ريالا .

لكن أسباب تلك الأسعار خارجية وليست داخلية وفق ما أكده لـ"الوطن" الرئيس التنفيذي لشركة "آراسكو" لتصنيع الأعلاف المركبة الدكتور عبد الملك الحسيني.

فقد شدد الحسيني على صعوبة الحكم مبكرا بانخفاض أو ارتفاع مستويات الأسعار خلال الفترة المقبلة، وقال إن "أسعار الشعير والأعلاف في الفترة الأخيرة باتت مثل أسعار النفط لا يمكن التكهن بها، إلا أن ما يميز أسعار الحبوب هو عدم سيطرة المضاربين عليها في الأسواق العالمية".

وأوضح الحسيني أن الارتفاع الأخير إلى ارتفاع تكلفة المواد الخام، وقال "ظروف رفع الأسعار ليست داخلية، بل هي نتيجة ارتفاع تكاليف التصنيع وزيادة تكلفة المواد الخام عالميا".

وأشار إلى أنهم يبيعون سعر كيس علف "وافي" المركب بسعر 38 ريالا للموزع النهائي، مبينا أن الهوامش الربحية للموزعين يفترض ألا تتجاوز حاجز الريالين في الكيس الواحد.

واعتبر الأسعار الحالية للشعير والأعلاف المركبة في السوق المحلية منطقية، مقارنة بما هي عليه الأسعار خلال هذه الفترة في الأسواق الأخرى.

وأشار إلى أن العامل المؤثر في أسعار الحبوب الزراعية خلال الفترة الحالية هو حجم المعروض في الدول المنتجة، موضحا أن سعر طن الشعير في الأسواق العالمية يبلغ 300 دولار، مبينا أن هذا يعني أن تكلفته على المستورد المحلي تبلغ 50 ريالا للكيس عقب خصم قيمة الإعانة.

من جهة أخرى جدد مدير مؤسسة المرزوقي لبيع وتوزيع الأعلاف سعد المرزوقي خلال حديثه إلى "الوطن" أمس تحذيراته من استمرار ارتفاع أسعار الشعير خلال الفترة المقبلة، وقال "ارتفاع الأسعار دفع مربي الماشية للبحث عن البدائل من دقيق وغيره، وهو أمر قد يضر حجم معروض هذه البدائل في السوق المحلية".

وبلغت أسعار الشعير الأسترالي في الرياض أمس 55 ريالا للكيس الواحد، في حين بلغت أسعار الشعير الأوروبي 52 ريالا .

وكانت اللجنة الزراعية بغرفة الرياض عبرت عن مخاوفها من استمرار ارتفاع أسعار الشعير في السوق المحلية، لما له من تأثيرات سلبية على مربي الماشية المحليين، وقالت في بيان لها قبل نحو شهر إن تأثيرات الارتفاع لا تقتصر على نشاط الأعلاف وتربية الماشية فقط، بل تمتد إلى سلع إستراتيجية أخرى لها علاقة مباشرة بالمستهلك مثل: الدقيق، والبطاطس، مؤكدة لجوء بعض مربي الماشية إلى استخدام الدقيق والبطاطس كأعلاف للماشية .

وأشارت إلى ضرورة إحداث تغيير في سياسة استهلاك ودعم الشعير من خلال الشروع في التطبيق التدريجي للخطة الوطنية للأعلاف التي تهدف إلى إحلال الأعلاف المركبة محل الشعير تدريجياً، وذلك من خلال إيضاح آليات تطبيق الخطة ومراحل تطبيقها، مع الأخذ في الحسبان تقليص الإجراءات البيروقراطية والروتين في تنفيذ الآليات الجديدة الخاصة بتحديد وصرف الإعانات .

ودعت إلى أهمية إشراف جهة واحدة فقط على تطبيق الخطة الوطنية للأعلاف بموجب الآليات الجديدة التي من الضروري أن تشترك في وضعها جميع الأطراف المعنية بهذا الموضوع.

وأكدت على ضرورة تقديم الدعم لمصانع الأعلاف المركبة وحثها ومساعدتها على الإنتاج بطاقتها القصوى ودعم خططها التوسعية وتمويل إقامة مصانع جديدة، مع حسم موضوع تحديد صناديق التنمية الحكومية المسؤولة عن تمويل هذا النشاط.