شهدت جلسة الحكومة اللبنانية أمس تجاذبات وخلافات كبيرة بسبب تباين موقف الفرقاء من ملف شهود الزور وما إذا كان سيحال إلى المجلس العدلي أو يسلم إلى القضاء العادي. واصطدم طرح الرئيس ميشال سليمان بطلب تأجيل التصويت على ملف شهود الزور إلى ما بعد عيد الأضحى، برفض وزراء المعارضة الذين رفضوا أيضا اقتراحا من سليمان بتشكيل لجنة برلمانية لبحث ملف شهود الزور واقتراح السبل المناسبة لمعالجته.

وكان رئيس الوزراء سعد الحريري قد أكد في مستهل الجلسة أن التوافق على الملف سيتم لاحقا. وقال "هذه حكومة وفاق وإذا لم نتفق اليوم فسوف نتفق لاحقا". وفي المقابل حذر وزير حزب الله حسين الحاج حسن من أن عدم إحالة الملف على المجلس العدلي وتأجيل البت فيه سيستدعي موقفا من المعارضة يتخذ لاحقا.

وكانت مصادر في تيار المستقبل قد أكدت أن الحريري لن يتراجع عن موقفه برفض إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي وأن بإمكانه الحؤول دون توجه المعارضة للوصول إلى التصويت داخل مجلس الوزراء لعلمه وقناعته بأن في هذه الخطوة تدمير لأسس التوافق في لبنان، كان أقطاب المعارضة يبلغون قرارهم بشأن الملف لرئيس الجمهورية عبر النائب علي حسن خليل والذي يقضي بضرورة حسم الملف تصويتا أو توافقا.

وفي السياق نفسه أكد وزير العدل إبراهيم نجار أنه "يُراد من وراء إحالة ملف شهود الزور إلى المجلس العدلي أن يطالوا المحكمة الدولية، وحصول أزمة ثقة في لبنان". وشدّد على أنّ "لبنان لن يسمح لنفسه بالدخول في مرحلة أزمة حكم".

كما أكد رئيس"الهيئة التنفيذية في"القوات اللبنانية" سمير جعجع أن فريق الأكثرية ليس لديه أي عملية تخوف من عملية التصويت داخل مجلس الوزراء حول موضوع شهود الزور، مشيرا إلى أن الأكثرية تؤيد موقف رئيس الجمهورية الذي يفضل عدم السير بهذا الموضوع لأنه لا يريد منذ الآن إظهار كأن هناك فريقا لبنانيا خاسرا وآخر رابحا".

وأعلن بعد لقائه السفير المصري في لبنان أحمد البديوي أنه إذا أصر فريق المعارضة على التصويت فليكن التصويت".

وقالت الوزيرة آمال عفيش إن الحكومة ستصل مجتمعة إلى التوافق حول ملف شهود الزور.

على صعيد آخر، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أنه " إذا كان لنا أن نفاضل بين لبنان كبلد وبين محكمة مسيسة وتحقيقات ساقطة فإننا نفضل لبنان ".

ولفت المقداد في محاضرة ألقاها في المركز الثقافي في مدينة الكسوة (بريف دمشق) إلى الدور السوري السعودي فقال " ما نريده هو تهدئة الأوضاع على الساحة اللبنانية ونقوم بالتعاون مع السعودية بدور فعال , ولكن خطواتنا المشتركة تواجه بعض الصعوبات على الساحة اللبنانية لأن أميركا تريد ذلك ونحن نريد الاستقرار والهدوء والسلام لكل اللبنانيين".