ليس جديدا على إسرائيل الاعتداء على لبنان، فتاريخها حافل بمثل ما حصل بالأمس، تريد إسرائيل الدخول إلى الأراضي اللبنانية والخروج منها، دون أن تتعرض للمساءلة، فمن منظورها إن لبنان قاصر عن الحفاظ على سيادته. بالأمس أطلقت النار على الجيش اللبناني، لأن جنديا لبنانيا أطلق النار على جنود إسرائيليين تخطوا الخط الأزرق الذي ترعاه الأمم المتحدة، وكان حريا بهذه القوة أن تتحرك لمنع التعدي الإسرائيلي. في مايو الماضي أطلق جنود الاحتلال النار على جمع من الشباب الفلسطيني، تجمع في الأراضي اللبنانية على تخوم فلسطين المحتلة، في ذكرى النكبة، وهو كان اعتداء موصوفا على لبنان. كذلك لم تحرك القوات الدولية ساكنا.

تتصرف إسرائيل على الحدود مع لبنان بتعال، غير آبهة بقرارات الأمم المتحدة وبسيادة لبنان، وهو ما يحتم على القوة المناط بها حفظ الأمن في المنطقة أن ترى بعينيها الاثنتين وليس بعين واحدة، وأن تدقق بما يجري داخل أراضي فلسطين المحتلة وليس فقط ما يجري على الأراضي اللبنانية.

يندرج اعتداء الأمس ضمن سلسلة من التوترات بين لبنان وإسرائيل والتي كان آخرها الخلاف على استخراج الغاز من قاع البحر الأبيض المتوسط، وهي معضلة خطيرة ستؤدي إذا ما استمرت إسرائيل في غيها، إلى ما لا تحمد عقباه بين الطرفين، مما يحتم على المنظمات الدولية، ذات الاختصاص معالجة الأمر قبل تفاقمه، خاصة أن إسرائيل ترفض اللجوء إلى هذه المنظمات التي ليست عضوا فيها ولا تعترف بقراراتها.