رغم أن اللائحة الأساسية للأندية الأدبية تركت مسألة تحديد المؤهل العلمي مفتوحا لاجتهادات مجالس الأندية الأدبية، إلا أنه بدا ـ بحسب ما رصدته "الوطن" ـ تقاطر الأغلبية في أن تكون الشهادة الجامعية الحد الأدنى للمؤهل العلمي للدخول في عضوية الجمعية العمومية، إلا أن بعض الأندية أكدت أنها لم تحسم مسألة ما إذا كان لازما على المتقدم أن يكون حاصلا على تخصص في اللغة العربية أم خلاف ذلك. ولم يخف بعض ممن وقفت معهم "الوطن" مخاوفه من أن يحدث ذلك الأمر إرباكا بين المثقفين في حال تفاوتت مستويات تحديد المؤهل العلمي من نادٍ إلى آخر.

وكان نادي المدينة الأدبي قد حسم شرط قبول عضويته للجمعية العمومية بحصول المتقدم على شهادة جامعية في اللغات وآدابها أو أن يكون لديه كتاب أدبي، وقال رئيس نادي المدينة الأدبي الدكتور عبدالله عبدالرحيم عسيلان في حديثه إلى "الوطن": إنهم سيعلنون عن فتح باب التسجيل للجمعية العمومية عبر الصحف اليوم. مشيرا إلى أن منطلقهم في تحديد نوع المؤهل العلمي جاء عطفا على المادة السادسة من اللائحة الأساسية والتي اشترطت أن يتوفر في طالب العضوية مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس إدارة النادي أو أن يكون أصدر كتابا أدبيا مطبوعا أو أكثر.

رئيس نادي القصيم أحمد الطامي أكد لـ"الوطن" أن ناديهم شرع في عمل استمارة واتفق أعضاء المجلس على توزيعها في محافظات المنطقة، مضيفا: أن ناديهم سوف ينشر إعلانا بالصحف يحمل دعوة لتكوين الجمعية العمومية وفقا للشروط الموجودة باللائحة التأسيسية للأندية الأدبية.

وعن المستوى العلمي الذي حدده النادي لشرط قبول عضوية العضو العامل على وجه الخصوص قال الطامي: إنهم وضعوا ـ كحد أدنى ـ بكالوريوس أو ليسانس اللغة العربية وآدابها، أو أن يكون لديه كتاب أدبي. وعما يمكن أن يسببه تحديد المستوى العلمي من إرباك لدى مجالس الأندية الأدبية، قال: "إن كل الاحتمالات موجودة وعلينا أن نجرب هذه المرة، وأمامنا أربع سنوات لتقييمها خصوصا أن كل الأندية لا بد أن تحسم أمورها فيما يتعلق بعضوية الجمعية العمومية إيذانا ببداية الانتخابات.

رئيس نادي تبوك مسعد العطوي ذهب إلى أنهم شرعوا منذ فترة طويلة في توزيع خطابات ودعوات على المثقفين والمهتمين في مختلف الدوائر بموجب شروط لائحة الأندية الأدبية، وقاموا كذلك بعمل إعلانات مسبقة لتكوين الجمعية العمومية، مشيرا إلى أنهم حددوا كذلك المؤهل الجامعي شرطا لدخول العضو العامل في الجمعية العمومية، إلا أنه تمنى من الوزارة لو أنها حددت المؤهل ولم تتركه لاجتهادات الأندية كي لا يحدث بالمسألة أي لبس بحسب وصفه، أما الشرط الثاني المتعلق بإصدار كتاب أدبي، فأشار العطوي إلى أنه ليست هناك مشكلة في أن يكون الكتاب أدبيا أو فكريا أو نقديا أو ثقافيا بوجه عام.

وأشار رئيس نادي تبوك الأدبي إلى أنه سبق أن تقدمت مجموعة من المثقفين والمهتمين وقد تركوا لدى النادي عناوينهم وقد جهز النادي بدوره ملفا كاملا بأسمائهم وأرقام هواتفهم وجميع بياناتهم وهم جاهزون من الآن لرفعها لوزارة الثقافة والإعلام.

وبدا أن المسألة مختلفة قليلا عن سابقاتها مع نادي الجوف الأدبي حيث لم تحسم بعد بحسب رئيس نادي الجوف إبراهيم الحميد مسألة تحديد المؤهل الجامعي فيما إذا كان لازما أن يكون صاحبه حاملا لتخصص اللغة العربية أو خلاف ذلك، مشيرا إلى أن ما ورد في اللائحة الأساسية لشروط عضوية الجمعية العمومية أراح النادي، وبدا واضحا أن الوزارة تراعي مسألة احتياجات كل منطقة وظروفها لأنه قد لا يتوفر العدد الكبير من الأدباء ومن تنطبق عليهم شروط اللائحة في كل المناطق بذات الدرجة، وتوقع الحميد أن يتم توسيع مجال القبول للعضوية في بعض الأندية عن غيرها.

وعن استمارة العضوية، أكد الحميد أنهم يملكون سعة من الوقت أكثر من غيرهم من الأندية، مشيرا إلى أنهم سوف يستقبلون طلبات العضوية بعد الحج مباشرة، مؤكدا تشكيل لجنتين: الأولى لاستقبال طلبات العضوية والثانية للتدقيق في أوراق المتقدمين، وسوف يشارك فيها أشخاص من خارج النادي.

وبين الحميد أن النادي سيعمل جاهدا على إنهاء التدقيق في أقرب وقت، مؤكدا أن الإعلان عن الاستمارات سيكون بعد الحج مباشرة، قائلا: "شكلنا لجنتين: واحدة لاستقبال الطلبات، وأخرى للتدقيق، سوف يشارك فيها زملاء من خارج النادي للتأكد من جدية طالب العضوية.

وكانت المادة السادسة من اللائحة الأساسية للأندية الأدبية طبيعة عضوية المنتمين للأندية، مقسمة إياها إلى عضوية عاملة، ويشترط فيها أن يكون العضو سعودي الجنسية، مقيما في المنطقة، ولا يقل عمره عن 20 سنة، وأن يتوفر أحد الشرطين فيه وهو أن يكون حاصلا على مؤهل علمي يحدد مستواه مجلس الإدارة. أو أن يكون قد أصدر كتابا أدبيا مطبوعا أو أكثر. وأن يدفع رسوم العضوية التي لم يحدد قدرها. وعضوية مشاركة ويشترط فيها أن يكون العضو من السعوديين المقيمين خارج المنطقة، أو من غير السعوديين وتنطبق عليه شروط العضوية العاملة.