عندما زارت المنطقة الشرقية الأسبوع الماضي حرصت على نقش الحناء على يديها, أو "هينّا" كما تنطقها البروفيسورة جانيت بريسلين سميث، وهي حرم السفير الأميركي لدى المملكة. وفي تصريحات خاصة لـ"الوطن" قالت: إنها على علاقة مع الشعب السعودي منذ أن كانت طالبة تدرس في المرحلة الجامعية حينما زاملها في جامعتها خمسة من أبناء عائلة الزامل, وأضافت: أنها تعاملت مع شريحة من المجتمع السعودي أيضا حينما بدأت التدريس في الجامعة، وكان ضمن طلابها طلبة سعوديون وسعوديات.

وقالت سميث: تعرفت على تقاليدكم قبل أن أكون حرما للسفير الأميركي في المملكة, وتحدثت عن التشابه بين المرأة السعودية والمرأة الأميركية, وقالت: نحن لسنا كالرجال المختلفين حسب ثقافات بلادهم، بل إن النساء يتشابهن في كل أنحاء العالم في أمور فطرية أهمها الأمومة ومشاعر الزوجة والابنة وهذه معانٍ نحملها يمكن أن تترجم علاقاتنا ببعضنا, ويمكن للمرأة السعودية تفهم موقف المرأة الأميركية والعكس إزاء مواقف تخص هذا النوع من المشاعر.

وذكرت البروفيسورة جانيت أنها قرأت القرآن واستمتعت بقصصه وأعجبتها من بين قصص الإسلام وشخصياته السيدة خديجة أول امرأة دخلت الإسلام، والتي كانت سيدة أعمال وطلبت الرسول للزواج وشاركته في مالها ودعمته في رسالته وصدّقته. وربطت سميث بين قصة السيدة خديجة ودعمها للرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ وبين الوضع الحالي للمرأة قائلة: أشعر باستغراب شديد عندما استمع إلى مطالبة المرأة السعودية بحقوق هي في الأصل كانت متاحة لها في الدين الإسلامي، وأرجعت ذلك لما يعرف بالعادات والتقاليد التي استجدت وليس لأصول الدين.

وأكدت سميث أن لدى الشعب الأميركي معلومات مغلوطة عن المرأة السعودية، وأرجعت السبب في ذلك إلى عدم فتح مجال السياحة للدخول إلى المملكة واكتشافها, وليس للإعلام الدور الأهم في ذلك, فالشعب الأميركي يريد أن يزور المملكة ويطلع على ما فيها من تراث وحضارات ومجتمع، لكن لا يوجد مجال لذلك. واقترحت أن تفتح وزارة السياحة تأشيرات الزيارة مشروطة باتباع السياح لأنظمة المملكة واحترامها. وأبدت سميث خلال اللقاء إعجابها بالمرأة السعودية وإصرارها على متابعة حقوقها وتطورها المميز، وقالت: إن السيدة خديجة عربية وكانت قيمتها آنذاك كبيرة، وهذا يدل على أن العروبة والإسلام يمنحان تلك القيمة للمرأة. وعن علاقتها باللغة العربية قالت: إنها تعرف بضع كلمات، وتعرف السلام عليكم وشكرا جزيلا ومرحبا.