اقترب موسم الأمطار، وبدأت التوقعات المناخية تميل الى توقع حدوث أضرار بالمملكة نتيجة للأمطار، وخاصة الحديث عن وجود تقرير لمرصد بيئي روسي توقع هذه الأضرار، والذي نفته (وجود هذا التقرير) الهيئة العامة للأرصاد، وذلك بعد مرور أكثر من عام على أمطارجدة والرياض، وماصحابها من أحداث ما تزال في الذاكرة. وكشف مدير مركز الأرصاد وحماية البيئة المكلف طارق يوسف العشماوي لـ "الوطن" أن هناك تقريرا يتم إعداده من قبل المركز، وسينتهي خلال يومين حول موسم الأمطارفي كافة مناطق المملكة، وستتضح بعده الرؤية بشكل أكيد بخصوص الوضع الراهن للأجواء. وقال " إن المركز لم ينته من دراسة الحالة حتى يخرج بنتيجة قريبة للواقع، مبيناً أنه سيكون هناك تقرير شامل عن الوضع المناخي في المملكة، ولكنه أكد أن الوضع المناخي طبيعي، ولا يوجد شيء يثير القلق، ووصف ما ذكر عن تحذيرات مرصد روسي بوقوع كوارث مناخية هذا العام في المملكة بأنه "كلام فارغ"، وأن المرصد الروسي لم يصدر عنه هذا الكلام، وقال إن الناس تعيش ظروفا نفسية سيئة نتيجة مثل هذه الإشاعات، ولكن المرصد سيطمئنهم عبر تقاريره العلمية المدروسة. وحذر المشرف على مركز الأمير سلطان لأبحاث البيئة والمياه والصحراء بجامعة الملك سعود الدكتور عبدالملك بن عبدالرحمن آل الشيخ من الأزمات المناخية التي يشهدها العالم في الآونة الأخيرة؛ من فيضانات وارتفاع غير مسبوق في درجة الحرارة، أو أمطار غزيرة في وقتها، وغيرها من التقلبات المختلفة في الجو، مرجعاً تلك التغيرات والأحداث إلى تأثير الاحتباس الحراري.

وقال إن المملكة بصفة خاصة والجزيرة العربية بصفة عامة ليست في منأى عن تأثير التغيُرات المناخية المُتوقعة حول العالم، بل إنه من الممكن القول إن ظواهر مثل تواجد الغبار على أجزاء كثيرة من مناطق المملكة لمدة طويلة، والارتفاع الملحوظ في درجات الحرارة في الآونة الأخيرة، وكذلك حُدوث بعض الفيضانات والسُيول الغزيرة في كل من منطقة جدة والقصيم والرياض والجنوب الغربي من المملكة في ظرف ثلاثة مواسم مُتتالية، تُعزى جميعُها إلى ظاهرة التغيُر المناخي العالمي المُتأثر بالانحباس الحراري، مطالباً بأخذ العديد من الاحتياطات لمواجهة هذه التقلبات.

وأضاف الدكتور آل الشيخ أن مركز أبحاث البيئة والمياة والتصحر ليس جهة تنفيذية، ولكنه عمد إلى تنفيذ خطط في منطقة شمال الرياض والمطار للحد من تدفق مياة الأمطار، داعياً الجهات المختصة بتوجيه تحذيرات لساكني المناطق المنخفضة في مدينة الرياض، حتى لا يتعرضوا لكوارث لا تحمد عقباها، وعدم التوسع في بناء المنازل والمنشآت في المناطق المنخفضة والوديان وغيرها.

وطالب آل الشيخ بأخذ احتياطات للحد من كارثة السيول، وذلك بالعمل على إضعاف تدفُق السيول على المدن ما أمكن، وذلك بحجزها خلف سُدود متكررة معدة من الخرسانة المدروسة، وألا يزيد ارتفاعها عن متر ونصف تقريباً، وأضاف أن من "الخطوات الوقائية كذلك توظيف التقنية الحديثة للتعرُف على مناطق المدن المنخفضة التى يوجد بها مساكن ومُنشآت يصعب تحديدها بالعين المجردة، ومن ثّم تُعد خطط تُبين المخارج للسكان وقت الحاجة.

من جانبه نفى المتحدث باسم الهلال الأحمر السعودي أحمد باريان لـ "الوطن" تلقي أية تحذيرات من أي جهة بشأن موسم الأمطار على مدينة الرياض، وذلك في أعقاب تحذير المجلس البلدي لمدينة الرياض من إمكانية حدوث كوارث في ظل نقص مشاريع تصريف مياه الأمطار والسيول، وناشد الجهات التنفيذية والمالية أخذ الأمر بجدية كاملة حفاظاً على أرواح السكان وممتلكاتهم.

وأوضح باريان أن الاستعدادات قائمة لمواجهه أي طارىء، رغم أن معظم طواقم الهلال الأحمر متواجدة في مكة خلال هذه الفترة لتغطية احتياجات الحجيج.