ودعت العاصمة المقدسة ظهر أمس واحدا من أبنائها الذين رحلوا تاركين خلفهم بصمات في الذاكرة الحديثة للمجتمع السعودي. حيث شيع المئات الدكتور محمد عبده يماني (1359 - 1331) إلى مثواه الأخير في مقابر المعلاة بمكة المكرمة بعد أن قضى نحبه مساء أول من أمس بجدة بعد أزمة صحية لم تمهله طويلا (رحمه الله).

وعبر الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامي البروفيسور أكمل الدين إحسان أوغلي عن حزنه الشديد لرحيل يماني. لافتا إلى آخر مآثره وهي مشاركته الفاعلة في الرابع والعشرين من أكتوبر الماضي في اجتماع مجلس أمناء الكلية الإسلامية في شيكاغو الذي عقد في مقر الأمانة العامة في جدة، ومساهمته المجدية ـ بحسب أوغلي ـ في إعادة إصلاح وتأهيل الكلية، باعتباره عضو مجلس أمناء الكلية وأحد مؤسسيها، ولم يدخر وسعا في دعم هذا المعهد الإسلامي في الديار الأميركية ودفعها إلى الأمام، وبذل كل ما تحتاجه من جهد. وأضاف أوغلي: لقد فُجعت بنبأ انتقاله إلى الرفيق الأعلى، وآلمني فراقه لنا، وهو الصديق الأثير الذي أفتخر بصحبته ومعرفته حيث اتصلت صداقتنا وتعاوننا على مدى عقود ثلاثة. وقد كرس جهده في خدمة مصالح بلاده وأمته، بفضل واسع علمه، وثاقب فكره الذي لم ينقطع عن العطاء حتى ساعات حياته الأخيرة. وقد عاصرته، وخبرت ما أكرمه به الله من علو الهمة، وصواب الرأي والحجة وبسط كفّه في العلوم والآداب، وكان ممن يغشون مجالس العلم والمناظرة ومعترك العمل الإسلامي المستنير وعلوم الشرع، فأثرى الثقافة الإسلامية بغزير علمه وعميق خبرته وتجربته، فكان أحد كبار رجال زمانه علما وثقافة. كما دأب على فعل الخير والمعروف والبر، ونصرة المسلمين وقضاياهم أينما كانوا، مدافعا ونصيرا للتضامن الإسلامي الفعال بإخلاص وتفان.

من جانبه وصف مدير جامعة أم القرى الدكتور بكري عساس رحيل يماني بالخسارة، حيث كان صاحب أياد بيضاء على ذوي الحاجة في السر يبتغي من وراء ذلك وجه الله ورضاه.

فيما قال نائب رئيس مجلس أعضاء شرف نادي الوحدة أجواد الفاسي: إنه عرف الفقيد من 50 سنة وعرف فيه حرصه على الأعمال الخيرية.

وبين أمين عام هيئة تطوير مكة المكرمة والمشاعر الدكتور سامي برهمين أن يماني عرف بحدة ذكائه إضافة إلى تميزه في كل مجال خدم فيه، وكان محباً لمسقط رأسه مكة المكرمة.