يلتقي العديد من فناني ومثقفي مختلف بلدان العالم اليوم وحتى السادس عشر من الشهر الجاري في صالون الخريف، في واحدة من أكبر وأهم التظاهرات الثقافية التي ينتظرها عدد من المبدعين من العام للعام منذ انطلاقها سنويا عام 1903. ويحمل الصالون كل عام سمات بعينها حيث اللقاء والتواصل وعرض مختلف أنواع الفنون وتخطي الحدود والمسافات بين المبدعين من بلدان العالم كافة تقريبا من أجل تبادل الخبرات والتلاقي والمشاركة في احتفالية ثقافية ضخمة.

ويتميز صالون هذا العام بحضور عربي كبير (المملكة العربية السعودية، مصر، قطر، الكويت، تونس، المغرب، الجزائر، السودان، العراق وفلسطين) إلى جانب مبدعين من كافة البلدان الأوروبية تقريبا إضافة إلى أوكرانيا، الصين، اليابان والمكسيك، وغيرهم. أكثر من ثلاثين بلدا مدعوا هذا العام في صالون الخريف في باريس، في مقدمتهم ضيوف شرف صالون العام وهم عمر النجدي (مصر)، حنان باحمدان، هدى العمر، محمد عبلان ووهيب زقزوق (السعودية)، سعد الكعبي (العراق)، سيخا سينان (الكويت).

يكرم الصالون هذا العام الفنان التشكيلي المصري عمر النجدي، أحد أساتذة المدرسة المصرية المعاصرة منذ الستينات. حصل على جائزة تايلور 2009 من معرض الخريف، والعديد من الجوائز الكبيرة على مدى مسيرته الفنية.

ويرى القائمون على الصالون أن المشاركة العربية هذا العام تجسد الهدف الذي طالما سعى إليه رئيس الصالون منذ سنوات طويلة والذي يتمثل في ضرورة تشييد جسر بين الشرق والغرب. ومما يؤكد هذا النجاح في تحقيق الهدف، التواصل الدائم في السنوات الأخيرة بين الكثير من المبدعين العرب والسيدة مونيك باروني، الرئيسة الفخرية للصالون، والتي يراسلها هؤلاء المثقفون بشكل شبه يومي. وترى مونيك التي يعتبرها الكثيرون فنانة وسيدة يقتدى بها على المستوى الإبداعي والإنساني أن الصالون قد بدأ يحقق أهدافه الكبرى بفضل إصرار رئيسه في باريس وبتعاون رئيس بينالي صالون الخريف في مصر جمال الشاعر .

ويفتتح صالون عام 2010 فعالياته مساء الأربعاء في السابعة بتكريم الأب الروحي للصالون الفنان والمخرج لوران ترزيف الذي غادر عالمنا في الثاني من يوليو من العام الحالي، اعترافا من الصالون وكافة المشاركين بدوره ومسيرته الفنية من جهة، وبجهده ورعايته لصالون الخريف الباريسي من جهة أخرى. وتلي التكريم أمسية موسيقية، ليبدأ الصالون ندواته ومعارضه ولقاءاته من ظهر غد الخميس.