نال الكاتب الفرنسي ميشيل هولبك جائزة جونكور الآداب، التي تعد أهم الجوائز الأدبية في فرنسا، وذلك عن كتاب "الأرض والخريطة" الصادر عن دار "فلاماريون" الفرنسية للنشر والتوزيع.
ويروي هولبك في الكتاب الكثير عن عالم الفن والحب والمال والمشاهير، وذلك عبر قصة خيالية تتحدث عن اغتيال هولبك نفسه، وعلى الرغم مما يحمله الكتاب من تصوير لاذع للواقع، فإنه أيضا يسخر كثيرا من العديد من التفاصيل في الريف الفرنسي.
ولا يعد كتاب "الأرض والخريطة" هو الكتاب اللافت للنظر في مسيرة هولبك الإبداعية، فقد نشر العديد من الكتب التي لاقت رواجا كبيرا ونالت استحسان النقاد في فرنسا وخارجها، من بينها كتاب "الجزئيات البدائية" الذي نافس على جائزة الجونكور في سنة 1985، ومن أشهر أعماله أيضا كتاب "الجزيرة الممكنة"، إلا أن الكتاب الذي حقق له شهرة واسعة في العديد من بلدان العالم فهو "الرصيف" الصادر في عام 2001، وهو الكتاب الذي أصاب المثقفون العرب بصدمة كبيرة، حيث تضمن رأيا سلبيا عن الإسلام وكفاح الشعب الفلسطيني، ولم يوزع الكتاب الذي يصور المسلمين على أنهم لا يحترمون القوانين والعدالة بالإضافة إلى الحض على الكراهية، في بلدان العالم العربي كافة، رغم تحقيقه مبيعات قياسية وصلت إلى أكثر من 200 ألف نسخة في فرنسا.
ما حدا بعميد مسجد باريس دليل بوبكر على رفع دعوى قضائية ضد الكاتب وطالب من جميع المسلمين الفرنسيين ومن الدول العربية الوقوف إلى جانب المسجد. وفي أول ردة فعل فور فوز هولبك بالجائزة، قال الكاتب الفرنسي جيل بيرول إن "هولبك يستحق هذه الجائزة منذ زمن طويل لأنه كاتب كبير وخلاق". وبشأن بعض إصداراته المثيرة للجدل مثل كتابه "الرصيف" الذي ينتقد فيه المسلمين، رأى بيرول أنه: "لا ينبغي أن نعطي أهمية سياسية لما يكتبه هولبك لسبب واحد وهو أنه ليس كاتبا سياسيا، بل يتفاعل مع المجتمع بتلقائية، مشيرا في نفس الوقت إلى أن سلين كان هو أيضا كاتبا معروفا وكبيرا جدا، على الرغم من أنه يعتبر من أكبر المنتقدين لليهود".