أكدت أوساط برلمانية عراقية ضرورة الاستجابة للمبادرة السعودية لتقريب المواقف بين الكتل النيابية.  وقال النائب عن القائمة العراقية عز الدين الدولة لـ "الوطن"، "نعتقد أن السعوديين يتمنون النجاح لمبادرة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني، وأعلنا موقفنا بخصوص دعوة خادم الحرمين الشريفين ورحبنا بها، لأنها تتضمن الرغبة في تشكيل حكومة شراكة وطنية تضم جميع المكونات، وما زلنا نسعى لذلك من خلال مشاركتنا في اجتماعات قادة الكتل السياسية في أربيل وبغداد لحين التوصل إلى اتفاق نهائي".

وشدد على أن "مشاركة قائمته في الحكومة الجديدة ترتبط بحسم القضايا الخلافية حول تحقيق مبدأ الشراكة وتقاسم الصلاحيات، لكن الأطراف الأخرى تريد أن نوافق ثم نناقش ونصر على رفض هذا المفهوم".

واستبعد الدولة توصل الكتل النيابية إلى اتفاق نهائي بخصوص تقاسم المناصب وحضور جلسة البرلمان غدا، مشيرا إلى أن وفدا من الكونجرس الأمريكي برئاسة جون ماكين يواصل لقاءاته مع القادة السياسيين لحثهم على الاتفاق.

كما أكد النائب عن القائمة العراقية أحمد العلواني الحاجة إلى الاستجابة للمبادرة السعودية في حال فشل الكتل النيابية في التوصل إلى نتائج إيجابية، معربا عن اعتقاده أن بقاء الخلاف على ما هو عليه سـيخلف تداعـيات خطيرة على المستوى الأمني والسياسي.

إلى ذلك حذر المجلس الأعلى الإسلامي في العراق بزعامة عمار الحكيم من محاولة فرض حكومة الأمر الواقع، حسبما أعلن القيادي بالمجلس جمعة العطواني.

كما طالب النائب التركماني نبيل حربو بمنح قوميته رئاسة البرلمان في حال التوجه نحو تشكيل حكومة استحقاق قومي، باعتبار أنها القومية الثالثة في العراق وتشغل 10 مقاعد في البرلمان.

من جهة أخرى، كشفت مصادر تركية أمس أن زيارات وزير الخارجية أحمد داود أوغلو المفاجئة للعراق والسعودية خلال اليومين الماضيين، تهدف إلى محاولة إبعاد إيران عن التدخل فى الشأن العراقي، وتحـجيم نـفوذها في تشكيل الحكومة الجديدة.

وأكدت أن هدف زيارات أوغلو كان محاولة إقناع الأكراد بالتخلي عن منصب رئيس الجمهورية وتسليمه إلى مرشح القائمة العراقية على أن يبقى نوري المالكي في منصبه كرئيس للوزراء لولاية ثانية، وتسليم رئاسة البرلمان إلى الأكراد.

وأوضحت المصادر أن أنقرة تميل إلى أن يتسلم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي منصب رئيس الجمهورية بدلا عن جلال الطالباني، لكن المعلومات الواردة من العراق تشير إلى عدم إمكانية التوصل إلى مثل هذا الاتفاق.

في غضون ذلك، كشف الرئيس الأميركي السابق جورج بوش في أول مقابلة تلفزيونية منذ مغادرته البيت الأبيض، أنه غضب حينما فشلت قوات التحالف التي تقودها الولايات المتحدة في العثور على أسلحة دمار شامل في العراق، لكنه دافع عن قراره بغزو العراق للتخلص من نظام الرئيس الراحل صدام حسين.

وقال في مقابلة مع شبكة "إن بي سي" مساء أول من أمس عشية نشر كتاب يحوي مذكرات بعنوان "نقاط قرار"، "بالتأكيد العالم أفضل بدون صدام حسين في السلطة حيث إن هناك 25 مليون شخص لديهم الآن فرصة للعيش في حرية".