بدأت منافسات كأس العالم للشباب قبل أيام في الأراضي الكولومبية كما هو مقرر لها، لكنها لم تبدأ عبر وسائل الإعلام السعودية، وذهب الأخضر السعودي الشاب دون أن يعرف أحد بوصوله أو برنامجه التدريبي والأجواء التي تحيط به. لعب الأخضر الشاب لقاءات ودية غير أنها ظلت بعيدة عن التغطية والمتابعة، وتعددت التشكيلات والأوضاع الفنية من دون تحليلات أو استنتاجات من أصوات اعتدنا منها أنها تهذي ليل نهار عبر الفضائيات والزوايا!!
حالة نسيان، وحالة انعدام وزن للإعلام الرياضي السعودي، وخمول مبالغ فيه من قبل الإعلام المتخصص تجاه بطولة عالمية كبرى يشارك فيها أبناؤنا اللاعبون الذين أصابوا الإنجاز بالصعود وأصيبوا بالنسيان عند المشاركة. وضعية غريبة عجيبة يتعامل بها الإعلام الرياضي السعودي مع منتخب بلاده الذي يفترض أن يكون رافداً بنجومه ومواهبه للمنتخب الأول في السنوات القريبة.
ظلموا الأخضر الشاب بالتجاهل والتهميش من نوافذ الإعلام الرياضي السعودي التي تفتح لموضوعات لا توازي مشاركة عالمية، وتمنح مواد رياضية لا تقدم ولا تؤخر في مسيرة الكرة أو الرياضة حضورها وإبرازها بشكل لا يصدق.
ويبدأ الظلم والنسيان من الوسائل الإعلامية السعودية في صورة عدم إرسال مندوبين لتغطية كافية لجوانب المشاركة المونديالية للشباب، والرفع من الروح المعنوية للبعثة السعودية، وكذا نقل حالات التميز في هذه البطولة التي عادة لا تخلو من المواهب الكروية العالمية، وأيضاً حالات التنظيم وأجواء المباريات والمنافسات.
ما المطلوب من هذا المنتخب ليقدمه غير الصعود الذي أنجزه بكل جدارة واستحقاق إلى أكبر حدث كروي عالمي في هذه المرحلة العمرية كي يجعل الإعلام الرياضي السعودي ومسؤوليه يمنحونه حقه المشروع بالتغطية المتكاملة، والتعامل الجاد مع هذا الحدث كما هو الحال بالنسبة لمونديال الكبار؟!
كيف ستكون مساهمة الإعلام الرياضي إيجابية مع المنتخبات التي تمثل الوطن ما دامت مناسبة كبرى كروياً تم التعامل السلبي معها والمرور منها (مرور الكرام) وكأن شيئاً يقام في كولومبيا لم يحدث؟!
كيف هي نفسية نجوم المنتخب السعودي للشباب في هذا الحدث الكبير، وهم يشاهدون غياباً إعلامياً سعودياً يثير الدهشة والغرابة، ويشعرون كأنهم مازالوا في جولات التصفيات المؤهلة، وليسوا ضمن الأفضل عالمياً في هذه المرحلة السنية؟
أيضا الجهاز الفني والإداري للمنتخب السعودي الشاب هو الآخر شأنه شأن العناصر يحتاج إلى وقفة ومساندة من خلال النقاشات والتحليلات والملاحظات قبل وأثناء مجريات البطولة، وخير من يقدم هذا الدور هم الإعلاميون بحكم ثقافتهم ومتابعاتهم وقربهم من واقع الأجهزة الفنية والإدارية واللاعبين سواء كانوا مع المنتخب أو إبان مشاركتهم أنديتهم.
تساؤلات عدة لا تتوقف عند من يراقب هذا التجاهل والضمور في عملية التغطية المطلوبة والملائمة لحدث كوني كروي كبير انتقلت نصف فعاليات الفيفا من أجله لكولومبيا وتتابعه وسائل الإعلام الأوروبية واللاتينية بشكل طيب، بل إننا نتابع هذا الحدث من خلالهم عبر مواقعهم الإلكترونية التي تحدث عملياتهم على مدار الساعة اعترافاً منهم جميعاً أن هذه البطولة عالمية عادة تنجب مواهب كروية فذة تقتحم عالم النجومية خلال سنوات قليلة لنراها تبدع وتدهش مع أكبر فرق الأندية الأوروبية واللاتينية.
مثل هذه البطولة عرفت بدييجو مارادونا ورونالدينهو وانييستا وباتو وليونيل ميسي وسابيولا وغيرهم كثير من نجوم الكرة العالمية.
دعواتنا لكم معشر نجوم منتخبنا للشباب بالتوفيق وتقديم صورة زاهية عن اللاعب والكرة السعودية بعيداً عن مسألة التأهل.