اعتبر رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمكن أن تكون مساعدة لاجتماع قادة الكتل السياسية العراقية، وتكون قاعدة للمصالحة الوطنية.
وكان القادة ورؤساء الكتل البرلمانية اجتمعوا أمس في أربيل بدعوة من البارزاني لبحث مبادرته التي تنص على "التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقسيم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء للوصول إلى حكومة تستطيع حل مشاكل البلد"، على أن يستكمل النقاش في بغداد اليوم.
وأبدت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي مرونة في إمكان مشاركتها في حكومة شراكة وطنية بعد حصولها على ضمانات في هذا الشأن، لكن نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي، وهو قيادي أيضا في "العراقية" بدا غير متفائل.
أكد رئيس إقليم كردستان العراق مسعود بارزاني أمس في ختام الجلسة الأولى لاجتماع أربيل أن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز يمكن أن تكون مساعدة لاجتماع قادة الكتل السياسية العراقية في أربيل وتكون قاعدة للمصالحة الوطنية.
وكان البرزاني قد جمع في أربيل أمس القادة السياسيين بحضور رؤساء الكتل النيابية ، على أن يستكمل اللقاء مساء اليوم في بغداد لبحث مبادرته لإنهاء الأزمة الحكومية التي مضى عليها أكثر من ثمانية أشهر. وتنص مبادرة البرزاني على" التوافق الوطني وتوضيح مبدأ الشراكة وتقسيم المناصب وتقليل صلاحيات رئيس الوزراء للوصول إلى حكومة تستطيع حل مشاكل البلد".
واقتصرت كلمات المسؤولين على الترحيب بالمبادرة باستثناء ما ذكره نائب رئيس الجمهورية القيادي في العراقية طارق الهاشمي الذي أكد الحاجة لمزيد من الوقت لحسم الخلاف.
وأبدت القائمة العراقية بزعامة إياد علاوي مرونة في إمكانية مشاركتها في حكومة شراكة وطنية بعد الحصول على ضمانات بخصوص ذلك ، وتزامنا مع انعقاد اجتماع أربيل قال عضو وفد العراقية المفاوض النائب أحمد المساري لـ " الوطن " إن" العراقية ما زالت متمسكة باستحقاقها الانتخابي والدستوري وأبدت مرونة في إمكانية المشاركة في حكومة شراكة وطنية حقيقية باعتماد تقاسم السلطات والصلاحيات ، وفي حال تحقيق ذلك وبتوفير الضمانات يمكن أن نشارك في الحكومة الجديدة "، مستدركا أن خيار المقاطعة وارد " إذا لم نجد أنفسنا مؤثرين ولنا الدور في صنع القرار السياسي والتنفيذي "، نافيا صحة ما تردد من أنباء عن بروز خلاف بين قياديي قائمته. وقال " العراقية متماسكة ومصرة على موقفها بضرورة بحث تقاسم المناصب في اجتماع القادة،لاعتقادنا بأن أي منصب ليس مخصصا لهذا الطرف وتلك الجهة ".
من جانبه أكد عضو التحالف الكردستاني عبد الباري زيباري أهمية النظر إلى المبادرة السعودية في حسم أزمة تشكيل الحكومة وقال لـ "الوطن " إننا "بحاجة إلى الاستعانة بالدول المرتبطة بعلاقات جيدة مع بعض الكتل السياسية ، واللقاءات الجارية الآن قد تؤدي إلى تقارب وجهات النظر بين الفرقاء السياسيين، لكنها من دون الدعم والتأييد الإقليمي وخصوصا المبادرة السعودية لن تسفر تلك اللقاءات عن نتائج إيجابية ، وعلى الرغم من حرصنا على استقلالية القرار العراقي إلا أن طبيعة الحراك السياسي الدائر فرضت أجندات إقليمية ليس من المصلحة تجاوزها ولا بد من قبولها ".
وحول طبيعة اجتماع القادة والقضايا المطروحة أعرب عضو التحالف الوطني النائب عن ائتلاف دولة القانون حسن السنيد عن اعتقاده بأن الاجتماع سيتوصل إلى تحقيق توافق على انتخاب رئيسي الجمهورية والبرلمان ، بعد حسم تجديد ولاية زعيم ائتلافه رئيس الحكومة المنتهية ولايته نوري المالكي ، مشيرا إلى أن الاجتماعات التمهيدية بحثت أوراقا كثيرة تتعلق بتحقيق حكومة شراكة وطنية.
أما النائب عن ائتلاف الكتل الكردستانية خالد شواني فوصف اجتماع أربيل بأنه يهدف إلى تحقيق حكومة شراكة وطنية وبحث النقاط الخلافية التي تعترض تحقيق ذلك.
من جانبه أكد القيادي في حزب الاتحاد الكردستاني بزعامة الرئيس جلال الطالباني ، فرياد راوندوزي عن أمله في أن يخرج اجتماع أربيل بنتائج إيجابية قبل انعقاد جلسة مجلس النواب الخميس المقبل، مؤكدا إمكانية تحقيق ذلك " بالوصول لصيغ مشتركة لحسم الخلافات التي برزت في بغداد وبمدى تقارب مواقف الكتل النيابية وتفهمها للواقع العراقي " ،لافتا إلى أن ائتلاف الكتل الكردستانية " أبلغ السفارة الأميركية في بغداد تمسكه بمنصب رئيس الجمهورية وتجديد ولاية الطالباني واجتماع أربيل سيبحث المناصب الأخرى، ولاسيما أن رئاسة الحكومة حسمت للمالكي".
أما المستشار الإعلامي للقائمة العراقية هاني إبراهيم عاشور فجدد حرص القائمة على تشكيل حكومة شراكة وطنية وقال لـ "الوطن " إن "وفد العراقية ذهب إلى أربيل بثقل استحقاقه الانتخابي ، بعد أن وافقت القائمة على جزء كبيرمن الأوراق التي تم بحثها في بغداد في إطار مبادرة البرزاني لتحقيق حكومة شراكة وطنية ".
وأكد أن المفاوضات التمهيدية لم تحمل إشارة حول تقاسم المناصب ، والتصريحات التي أشارت إلى ذلك تهدف للتشويش على اجتماع أربيل وهي تدخل ضمن الصفقات الجانبية وتعارض توجه القائمة نحو تشكيل حكومة شراكة وطنية "، مستبعدا حضور جلسة النواب في حال غياب الاتفاق والسعي للتفرد بالسلطة وإبعاد القائمة العراقية عن المشاركة في صناعة القرار السياسي .