اندلعت مواجهات عنيفة بين شرطة الاحتلال والفلسطينيين في النقب المحتل، إثر هدم الاحتلال لمسجد بمدينة رهط، في وقت تسعى الولايات المتحدة إلى تذليل عقبة الاستيطان من أمام انطلاق المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين التي جمدت لعدم تجاوب الجانب الإسرائيلي مع وقف الاستيطان. وجدد رئيس دائرة المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات الموجود حاليا في واشنطن تأكيده لـ"الوطن" أنه لا تفاوض في ظل الاستيطان.

وسيصل إلى واشنطن غدا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، لبحث عملية السلام، وكان سبقهما أمس رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.

ورفض عريقات في تصريحاته كشف مضمون محادثات أجراها في واشنطن مع مبعوث نتنياهو الخاص مستشاره السياسي إسحاق مولهو، حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.




واصلت إسرائيل أعمالها الاستفزازية ضد الأماكن الإسلامية المقدسة في فلسطين المحتلة، إذ هدمت شرطتها مسجدا في مدينة رهط النقب، فيما تفاعل المشهد السياسي بزحمة مسؤولين عرب وإسرائليين في الولايات المتحدة.

إذ تحولت الولايات المتحدة إلى مقصد للسياسيين في الشرق الأوسط ،مع انعقاد مؤتمر الفيدرالية اليهودية الأمريكية حيث وصلها رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي سيعقد على هامش المؤتمر اجتماعا مع نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن غدا ،وسيصلها غدا وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط ورئيس الاستخبارات المصرية اللواء عمر سليمان، وأجرى رئيس وفد المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات خلال اليومين الماضيين لقاءات مكثفة مع مبعوث نتنياهو الخاص ومستشاره السياسي إسحاق مولهو،حول المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية.

ورفض عريقات في تصريحات خاصة لـ"الوطن" الكشف عن محتوى تلك اللقاءات إلا أنه قال "المهم هو النتيجة النهائية لأي اتصالات. وموقفنا ما زال على ما هو عليه. لا تفاوض في ظل الاستيطان. وطالما ترفض حكومة نتنياهو وقف الاستيطان فإننا لن نذهب إلى طاولة المفاوضات".

وبينما ترفض واشنطن من جهتها أي تدخل مباشر في تشكيلة الحكومة الإسرائيلية فإن رئيسة حزب كاديما تسيبي ليفني ستتوجه بدورها إلى نيوأورليانز للمشاركة في المؤتمر اليهودي. ومن المتوقع أن تتوجه ليفني بعد ذلك إلى واشنطن لعقد عدد من الاجتماعات التي لم يعلن عنها حتى الآن. وقالت تقارير أميركية متعددة إن واشنطن ترغب في بحث بدائل التآلف الحكومي الراهن في إسرائيل للتأكد من إمكانية تشكيل حكومة جديدة بهدف إخراج نتنياهو من دائرة التعلل باحتمال سقوط حكومته إذا وافق على تجميد الاستيطان.

وقد أجرت مستشارة الرئيس أوباما فاليري جاريت اتصالات مع قادة المنظمات اليهودية في الأيام الأخيرة لإيضاح أن موقف الإدارة لم يتغير من عملية السلام بعد انتهاء انتخابات الكونجرس الأخيرة وأنها ستواصل البحث عن حل مقبول لإحلال السلام بنفس الإصرار. فضلا عن ذلك فإن وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون التي عادت توا من رحلة طويلة إلى آسيا ستعقد اجتماعا مع نتنياهو للبحث عن مخرج مناسب لحل قضية تجميد الاستيطان.

وقالت معلومات متداولة في واشنطن إن تدخلا مكثفا من فريق المبعوث الخاص جورج ميتشل ومن السلطة الوطنية وعدد من الدول العربية أدى إلى تعديل خطاب الضمانات الذي صاغه دينيس روس ورفضه نتنياهو لاسيما في نقطة أساسية تتعلق بوضع غور الأردن تحت السيطرة الإسرائيلية في حالة الاتفاق على حدود الدولة الفلسطينية المقترحة. وقد ألغت الإدارة الأميركية ذلك النص لعدم قانونيته من الأصل من خطاب الضمانات وأعادت الخطاب إلى مكتب نتنياهو باعتباره أفضل ما يمكن أن تقدمه الولايات المتحدة في السياق الحالي. ويشترط الخطاب تجميد الاستيطان لفترة قصيرة تتراوح بين 60 و90 يوما.

ومن المتوقع أن يقبل نتنياهو نص الخطاب الجديد وأن يعلن تجميدا للاستيطان لتجنب دعم الولايات المتحدة للاقتراح الفلسطيني بالتوجه إلى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة. إذ إن خطاب الضمانات المشار إليه يتعهد لنتنياهو بأن تقف واشنطن ضد أي جهد فلسطيني لعرض الموضوع على المنظمة الدولية خلال عام 2012. وقد أبلغ عريقات "الوطن" في هذا الشأن بأن الفلسطينيين لن يتمكنوا من التوجه إلى الأمم المتحدة في حال كانت الولايات المتحدة تعارض ذلك "لأن هذه الخطوة لن تكون خطوة عملية في هذه الحالة"، حسب قوله.

مسجد الصحوة

أمنيا، هدمت الشرطة الإسرائيلية مسجد الصحوة في مدينة رهط في النقب داخل الخط الأخضر، الذي بنته الحركة الإسلامية قبل أشهر.

واندلعت مواجهات بين الشرطة الإسرائيلية والفلسطينيين في المدينة الذين واجهتهم سلطات الاحتلال بقنابل الغاز المسيل للدموع، ما أدى لإصابة عدد منهم، واعتقال عدد آخر.

واستنكرت مؤسسة الأقصى للوقف والتراث هدم المسجد ووصفته بالجريمة النكراء والتي تندرج في سياق الاضطهاد الديني والتمييز العنصري لحق أهل الداخل الفلسطيني. واعتبرت حركة حماس عمل الاحتلال سلوكا عنصريا معادياً للشرائع السماوية وحرية العبادة، في وقت تسمح فيه للمتطرفين اليهود بالاعتداء على المسجد الأقصى ومساجد الضفة الغربية.

إلى ذلك استنكر النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، عن الحركة الإسلامية داخل الخط الأخضر، مسعود غنايم، هدم المسجد واصفا هذا العمل بأنه "عمل جبان يستهدف حقنا الأساسي في إقامة دور العبادة".

من جهة أخرى، أعلنت مصادر فلسطينية أن الجيش الإسرائيلي أصاب أمس عاملا فلسطينيا بجروح على أطراف بلدة بيت لاهيا في شمال قطاع غزة. وكانت طائرات إسرائيلية شنت مساء أول من أمس غارتين جنوبي قطاع غزة ردا على إطلاق قذائف محلية الصنع من القطاع باتجاه جنوبي إسرائيل في وقت سابق.