هناك سباق لا نهاية له بين من يحاولون منع وقوع الهجمات الإرهابية وبين من يرغبون في وقوعها، فلذا من المهم جداً وجود تعاون في هذا المجال بين الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وأوروبا. لكن ثمة توترا بين الولايات المتحدة وأوروبا حول أمن الطيران المدني، فالبرلمان الأوروبي يرفض أي نوع من التعاون أو مشاركة بيانات الركاب مع واشنطن، ومثل هذه البيانات ساعدت الأمريكيين في التعرف على فيصل شاهزاد منفذ محاولة تفجير ميدان تايمزسكوير، وكذلك عمر فاروق عبدالمطلب. يرى المدافعون عن الخصوصية في أوروبا، أن السُلطات الأمريكية قد تسيء استخدام هذه البيانات. صحيح أنه في السنوات الماضية، وافق الفرع التنفيذي بالاتحاد الأوروبي على مشاركة بيانات المسافرين جواً مع الولايات المتحدة، غير أن التغيُّرات القانونية التي جرت خلال الآونة الأخيرة، منحت البرلمان الأوروبي سيطرة كاملة على هذه المسألة، علماً بأن البرلمان الأوروبي يتأثر كثيراً بالمدافعين عن الخصوصية، مما دفع الاتحاد الأوروبي نحو الدخول في مساومات صعبة مع واشنطن تتعلق بتجديد العمل بنظام مشاركة المعلومات.

تشير التطورات الأخيرة إلى أن الخوف من وقوع عمليات إرهابية في الرحلات الجوية أصبح جدياً أكثر من أي وقت مضى. والعبء يجب أن يقع على البرلمان الأوروبي لإدراك أن المخاوف غير المتبلورة على الخصوصية قد تنعكس سلباً على تأمين الرحلات الجوية.