حيرت ظاهرة الظلال العلماء قديما قبل تكييفها فى قوانين وثوابت وضعية، وحيرت أيضا ولا تزال خيال الفنانين، وتعد مصدر إلهام لأعمالهم، فهى لديهم كالسحر فى الشكل والمضمون، يصنعها نور الشمس وضياء القمر، أو ضوء الشموع المتراقص، وتختفى باختفاء المصدر، لكنها تبقى فى النفوس مثيرة للتساؤل والشجن، لماذا كانت، ولماذا رحلت؟. ولأجل الظلال أو فن الرحيل كما يعرف بهولندا، بدأ الأسبوع الماضي فى مدينة أمسفورت الهولندية أول معرض دولي مشترك للوحات الظلال، بمشاركة 30 فنانا عالميا مختصين بفن الظلال منهم الصينى أهيو يون سيو، والأمريكي إلييس جالاجر، وديفيد جالبيرتو، وفيليب كستيلر، وأطلق على المعرض اسم "رقص الظلال". ويشمل المعرض لوحات تضم رسومات وصورا للظلال، كما يشمل رسم الظلال على أرض الطرقات بمدينة أمسفورت التى تحتضن المعرض، وتختلف اللوحات التى يقدمها الفنانون في الشكل واللون وعمق الهدف، لكن القاسم المشترك بينها هو استخدام الظل وفقا للرؤيا البصريه، ونقل هذه الرؤيا إلى جمهور المشاهدين، فمنهم من استخدمه كرمز لتيمة أو مجموعة من لوحاته، ومنهم من استخدمه منفردا في أشكال متباينة تدور حول عناصر أساسية في الحياة (الوقت، الأنا الخير، الشر، الموت)، ومنهم من حول لوحته كقصيدة شعر تتأرجح بين خفقان ضوء الشمعة وتلاعب الأيدى بها، ليرحل الضوء والظلال تاركا العالم خلفه مظلما وحزينا، فالظلال أيضا رمز للحياة رغم ضعفها واقتران حياتها بالمصدر.
يقول الفنان إلييس جالاجر (35 عاماً) القادم من مدينة بروكلين الأمريكية والمشارك فى المعرض: إن المعرض سيتوسع ليغطي معظم شوارع المدينة، حيث يرسم الفنانون ظلالا للأشياء على الطرقات، بالطبشور، لأنه نوع من الخامات الخفيفة كطبيعة الظل، سترسم ظلالا للدراجات، أعمدة الانارة، الاشجار، الأسوار، والمشاهد التقليدية الأخرى في الطرقات، لتحفيز الخيال.