وصل الابتزاز الإسرائيلي للفلسطينيين إلى التهديد بإلغاء اتفاقيات أوسلو التي وقعت بين إسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية في الفترة ما بين عام 1993 وعام 1995، وتعتبر الإطار القانوني للعلاقة بين إسرائيل والسلطة في عدة مسائل، بينها الأمن والاقتصاد والبنية التحتية. والسبب الإصرار الفلسطيني على الذهاب إلى نيويورك لطلب الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية المستقلة.

كمراقب لما يجري وما جرى في فلسطين والعلاقة بين السلطة وإسرائيل أقول لا أسف على أوسلو, لأنها لم تقدم للفلسطينيين سوى الخزي والعار، كما أنها كانت نتاج المؤامرة الأميركية الصهيونية على الشعب الفلسطيني لكي يخرج من جلده العربي، ويلتحق بالمشروع الذي طالما حلمت بتحقيقه إسرائيل، أي فصل القضية الفلسطينية عن مكونها العربي الشامل. نجحت إسرائيل في ذلك، ولكن إلى حين، لأن ما كشفته الأيام اللاحقة لاتفاقية أوسلو كان مرعبا: لا دولة فلسطينية، لا عودة للاجئين, لا قدس. بالمقابل المزيد من الاستيطان في الضفة الغربية والمدينة المقدسة، والمزيد من الاعتداءات على الأقصى المبارك والأماكن الدينية الإسلامية، تمهيدا لإخراج من تبقى من العرب إلى خارج المدينة المقدسة، والعمل على يهودية الدولة الإسرائيلية لتهجير عرب الـ48.

"أنا الغريق وما خوفي من البلل؟".

لسان حال القيادة الفلسطينية مقابل التهديد الإسرائيلي بإلغاء أوسلو. فالذهاب إلى نيويورك لم يعد مشروعا، بل أصبح واقعا لا عودة عنه، وما لم يأخذه الفلسطينيون خلال فترة أوسلو، لا بد أن يحصلوا عليه عبر الأمم المتحدة مع 122 دولة والمزيد من التآزر العالمي والمنظمات السياسية حتى داخل الدول المعترضة على الحق الفلسطيني.