هناك خبر سار للمواطنين وآخر سيئ، أما السار فهو أن الإيجارات تباطأت في شهر أكتوبر الماضي وهو ما ساعد في تراجع معدل التضخم للشهر الثاني على التوالي وبصورة طفيفة إلى 5.8% من 5.9% في سبتمبر، أما الخبر السيئ فهو أن معدل التضخم كان من الممكن أن ينخفض أكثر لولا أن أسعار الأطعمة والمشروبات وأسعار المجوهرات والذهب ما زالت مرتفعة بحسبما أظهرته بيانات رسمية لتكاليف المعيشة صدرت أمس.
وأظهرت بيانات مصلحة الإحصاءات العامة والمعلومات للرقم القياسي لتكاليف المعيشة الذي يتم على أساسه حساب معدل التخضم بأن نمو أسعار الإيجارات تباطأ في أكتوبر حيث ارتفعت الإيجارات بنسبة 8.9% مقارنة بنفس الشهر من العام، فيما كانت الإيجارات قد سجلت ارتفاعاً قدره 9.04% في شهر سبتمبر الماضي.
ولو لم تتباطأ أسعار الإيجارات في شهر أكتوبر الماضي لكان معدل التضخم واصل ارتفاعه نظراً للارتفاع الكبير في أسعار الأطعمة والمشروبات وخاصة الخضراوات. وأظهرت بيانات المصلحة أن أسعار الأطعمة والمشروبات ارتفعت في أكتوبر الماضي بنسبة 8.3% مقارنة بالشهر الذي سبقه بفضل الارتفاع الكبير الذي شهدته أسعار الخضراوات الطازجة والتي ارتفعت بنسبة 31.7% نظراً لارتفاع أسعار البقول وأسعار الثوم الذي ارتفع بنسبة 79.8%.
ارتفاع فاتورة الغذاء
وكانت أسعار الأطعمة والمشروبات قد ارتفعت في سبتمبر بنسبة 7.5% متراجعة من ارتفاعها بنسبة 7.98% في أغسطس. وأوضحت المصلحة أن مجموعة السلع والخدمات الأخرى التي تشمل أسعار الذهب والحلي والمجوهرات قد ارتفعت بنسبة8.9% في أكتوبر من 7.87% في سبتمبر.
وكان محافظ مؤسسة النقد العربي السعودي الدكتور محمد الجاسر أوضح الشهر الماضي أن ارتفاع أسعار الغذاء عالمياً هو ما أدى إلى ارتفاع معدل التضخم في الأشهر الأخيرة. وقال الجاسر إنه لا يرى أي جدوى من أي سياسات مالية، تتخذها مؤسسة النقد "ساما" لكبح التضخم نظراً لأن أسبابه خارجية، لكنه عاد وأكد استعداد "ساما" للتدخل من أجل الحد من نمو مستويات التضخم. وأضاف أن ارتفاع مستوى التضخم ليس مقلقاً عند هذه المستويات الأخيرة، وأن المملكة لا يوجد لديها حدود معينة تحصر بينها مستويات التضخم. وكان معدل التضخم في المملكة قد وصل إلى 6.1% في أغسطس الماضي وهو أعلى مستوى له منذ عام ونصف تقريباً، ومن ثم بدأ التضخم في التراجع في الشهرين الأخيرين ليصل إلى 5.8% أمس.
ويتكون مؤشر الرقم القياسي لتكاليف المعيشة الذي تصدره مصلحة الإحصاءات من ثمانية مجموعات تشمل الإيجارات والأطعمة والمشروبات والسلع الشخصية والخدمات الطبية والأقمشة والملابس والمفروشات، إلا أن مجموعتي الإيجارات والأطعمة هي أكثر المجموعات تأثيراً في وزن المؤشر.
أسعار أكتوبر
سجلت مجموعة الأطعمة والمشروبات ارتفاعاً بلغت نسبته 8.3? متأثرة بالارتفاعات التي سجلتها خمس عشرة مجموعة فـرعية من المجموعات السبع عشرة المكونـة لها من أبرزها: مجموعة الخضراوات الطازجة بنسبة 31.7? متأثـرة بالارتفاع الذي سجلته بعض بنود هـذه المجموعة، بينها بند"ثوم" بنسبة 79.8?، مجموعة البقول والدرنيات بنسبة 21.1? متأثرة بالارتفاع الذي سجلته بعض البنود منها بند "بطاطس" بنسبة 27.1?، ومجموعة المشروبات بنسبة 18.2? متأثرة بالارتفاع الذي سجله بند "مشروبات غازية علب" بنسبة 51.2?.
مقابل ذلك سجلت مجموعتان فرعيتان انخفاضاً في أرقامها القياسية هما: مجموعة الحبوب ومنتجاتها بنسبة 3.3? متأثرة بالانخفاض الذي سجلته بعض البنود منها"أرز بسمتي/بشاور/عنبر" بنسبة 8.6?، ومجموعة الفواكه المحفوظة والمعلبة بنسبة 0.1?.