أبلغ ائتلاف الكتل الكردستانية الإدارة الأميركية رفضها التنازل عن رئاسة الجمهورية لصالح زعيم القائمة العراقية إياد علاوي. وقال أحد أعضاء الوفد الكردي المفاوض لـ"الوطن" أمس "إن اتصالات المسؤولين الأميركيين في الآونة الأخيرة مع القيادة الكردية كانت تطالب بتنازل الكرد عن رئاسة الجمهورية لصالح العراقية وواجه معارضة قوية ورفضا قاطعا من الكرد، على اعتبار أنه استحقاق قومي".

وفيما تلقى الرئيس العراقي جلال طالباني ورئيس إقليم كردستان مسعود البارزاني اتصالين هاتفيين من الرئيس الأميركي باراك أوباما الخميس الماضي للتعبير عن دعمه لمبادرة البارزاني لحل أزمة تشكيل الحكومة وجمع الفرقاء على طاولة واحدة، أكد المصدر دخول أركان السفارة الأميركية في بغداد في مفاوضات تشكيل الحكومة. وأوضح قائلا "دخل الجانب الأميركي بشكل غير معهود لإعادة صياغة الوضع السياسي في العراق، بما ينسجم مع ما تريده واشنطن وسفارتها ببغداد، واللافت أن الجانب الأميركي عبر عن احتضان كامل للقائمة العراقية ولرئيسها علاوي، بمنحه منصب رئاسة الجمهورية، بخلاف ما اتفقت عليه الكتل النيابية".

وأكد المصدر تمسك ائتلاف الكتل الكردستانية بالمنصب لأن "الائتلاف ليس كتلة حزبية أو طائفية بل إنه يمثل قومية هي الثانية في العراق، ورئاسة الجمهورية استحقاق قومي قبل أن يكون انتخابيا". وأوضح أن التدخل الأميركي يعكس أن الولايات المتحدة "لا تحترم عهودها، ولا مواثيقها ولا قيمة لصداقاتها وهي تنحاز للقائمة العراقية وتعرقل مفاوضات تشكيل الحكومة وعقد لقاء القادة السياسيين استجابة لمبادرة البارزاني".

وتعليقا على موقف الكرد برفض الكتل الكردستانية منح علاوي منصب رئيس الجمهورية قال النائب عن القائمة العراقية أحمد المساري "ليس من حق هذه الجهة أو تلك احتفاظها بهذا المنصب أو ذاك فالاجتماع المرتقب للقادة السياسيين سيناقش هذه القضية في ضوء الاستحقاق الانتخابي، وكل المناصب ستكون مطروحة على طاولة التفاوض، مع إيماننا بتشكيل حكومة شراكة وطنية لا تقصي أحدا، والدستور لم يحدد منح المناصب لهذه القومية أو تلك الفئة".

ومن جهته أكد القيادي في قائمة التوافق العراقي المتحالفة مع ائتلاف وحدة العراق رشيد العزاوي أن تحالف الوسط يبحث ترشيح رئيس مجلس النواب السابق إياد السامرائي لرئاسة البرلمان الحالي بغض النظر عن قرار القائمة العراقية بشأن المشاركة في الحكومة المقبلة "لا يهمنا من ترشح القائمة العراقية وسوف نتخذ القرار بطرح إياد السامرائي لرئاسة البرلمان".

بالمقابل قال النائب عن العراقية عدنان الدنبوس "إن الكتل الكبيرة في البرلمان هي التي تحدد مسار توزيع المناصب المهمة ونحن لغاية الآن لم ندرس الخيارات ولم نحسم أمر المشاركة في الحكومة وننتظر ما يسفر عنه اجتماع القادة".