دعت فرنسا إلى الهدوء في لبنان على خلقية التوتر الناشئ بسبب تداعيات التحقيق حول اغتيال رئيس الحكومة الأسبق رفيق الحريري. وقال عضو في الوفد المرافق لوزير الخارجية الفرنسي برنار كوشنير في زيارته إلى لبنان أمس "ندعو جميع الفرقاء السياسيين على الساحة اللبنانية إلى التحلي بالهدوء والمسؤولية. هذا هو الإطار الذي تجري فيه زيارة كوشنير". وأوضح المسؤول أن كوشنير شدد في لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين على "الدعم والاحترام الضروريين اللذين يتعين على الجميع تقديمهما إلى استقلالية المحكمة التي يجب أن تقوم بعملها بهدوء"، وقد التقى كوشنير الذي وصل أول من أمس إلى بيروت الرئيس ميشال سليمان ورئيس الوزراء سعد الحريري.
ووصف كوشنير الحالة في لبنان بـ"المتشنجة بعض الشيء". بعد لقائه البطريرك الماروني نصرالله صفير قائلا "المسيحيون ليسوا وحدهم المهددين أو في خطر، إذ إن التوتر الحقيقي القائم بين السنّة والشيعة في المنطقة التي يعصف فيها الصراع العربي - الإسرائيلي وعملية السلام التي تعثرت، يجعل الوضع صعباً". وعن المحكمة الدولية قال كوشنير "لقد تقررت المحكمة في عام 2007 ووافق عليها المجتمع الدولي في عام 2008 كما حصل في يوغوسلافيا السابقة، وفرنسا تدعم العدالة الدولية"، مستغربًا الضجة المثارة حولها. وعن عدم شمول زيارته رئيس مجلس النواب نبيه بري، أوضح كوشنير "أولاً الرئيس بري ليس هنا وقد التقيت شقيقه أمس، ولطالما كانت الصداقة تربطنا منذ زمن".
من جهة أخرى أصيب ستة لبنانيين بجروح جراء إطلاق قوات الأمن النار أمس باتجاه أهالي غاضبين في شمال لبنان على خلفية مقتل شخصين قرب الحدود اللبنانية السورية. وقال مصدر أمني إن أهالي منطقة وادي خالد الحدودية مع سورية "قاموا برشق سيارات القوة الأمنية المشتركة بالحجارة التي بادر عناصرها إلى إطلاق النار باتجاه الأهالي مما أدى إلى جرح ستة أشخاص، إصابة أحدهم خطيرة للغاية". وأضاف المصدر أن الأهالي الغاضبين "عمدوا إلى إحراق مركز الأمن العام القديم في منطقة البقيعة الحدودية مع سورية".
ودعا الحريري أهالي وادي خالد إلى "التعاون مع الجيش اللبناني وقوى الأمن لقطع الطريق على كل من يريد استغلال الوضع لإحداث شرخ بين مواطنين لبنانيين أعزاء وبين مؤسستهم الشرعية العسكرية".