لم يخب ظن المتابعين للعمليات الإجرامية والإرهابية في الغرب. فالإرهابيون غالبا ما يوصفون من قبل محاميهم بأنهم مختلون عقليا، ويحالون إلى المصحات النفسية للعلاج.

ففي حالة الإرهابي أندريس برينج بريفيك ـ نزولا عند رغبة الكثيرين من القراء الذين احتجوا على تسميته بـ"السفاح" ـ بدأت الملامح تشير إلى أنه مجنون، مع كل الاعترافات التي أدلى بها، والمواقع الإخبارية التي كان يتواصل معها، باعتباره أحد المعادين للإسلام ولحوار الحضارات، وأنه مع صدام الحضارات، ومع كل ما يستتبع ذلك من عمليات إجرامية قد تطال المهاجرين من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

إن بريفيك، وأمثاله، هم نتاج الأزمة الاقتصادية التي يعاني منها الغرب، بعد أن عجز عن استيعاب التغييرات التي واكبت القطبية الأحادية في العالم بعد انهيار الاتحاد السوفيتي. أصبح العامل الشرق أوسطي والأفريقي عدوا للإنسان الغربي، بعد أن كان يشكل عنصر استقرار وعامل توازن في المجتمعات الغربية. أصبح عدوا، ليس لأنه مسلم أو ذو سحنة سمراء، بل لأنه بات منافسا لمن كان يفترض أن يكون أعلى دخلا منه، وإذ به لا يجد عملا.

المنظمات اليمينية المتطرفة تنمو كالفطر في المجتمعات الغربية، تؤسس فكرها على ما تبقى من نظريات هتلر العنصرية، وعلى ما بثته سموم المنظرين الجدد لصراع الحضارات، تلتقي، شاءت أم أبت، في نهاية المطاف مع العنصريين الإسرائيليين الذين يسعون إلى طرد الفلسطينيين من أرضهم، تحت حجة النقاء العرقي.