حين داهمت الشرطة الإسبانية السوق الذي تبيع فيه نجية بربيش القدور المصنوعة من الألومنيوم سارعت الأم لخمسة أبناء إلى جمع حاجياتها. وقالت وهي تومئ باتجاه ضباط الشرطة الذين كانوا يصيحون مصدرين أوامرهم بالإسبانية للتجار الذين سارعوا بالهرب "التقوى هجرت قلوب هؤلاء المسيحيين".
وبعد ذلك بنحو ساعة رحلت الشرطة واستؤنف العمل كالمعتاد في سوق غير قانوني في مليلة وهي جيب صغير على ساحل شمال أفريقيا يتاخم الأراضي المغربية. هذه الربكة التي تسببها مداهمات الشرطة مسألة تعلمت بربيش التعايش معها لأنها ليس لديها خيار آخر. وقالت "نكسب قوتنا من الإسبان لنعيش حياة كريمة. هل يوفر لنا المغرب شيئا أفضل الآن؟"
هذا هو حال الحياة اليومية في مليلة نقطة الاحتكاك بين أوروبا وأفريقيا والعالم الفقير والعالم الغني بطريقة حساسة وفوضوية وهي في الوقت نفسه مصدر خلاف دبلوماسي متزايد. ويطالب المغرب بالسيادة على مليلة وجيب آخر هو سبتة. وتأجج التوتر هذا العام حين اتهم المغرب الشرطة الإسبانية باستخدام العنف ضد التجار المغاربة الذين يمرون بمليلة.
وقال محمد مرابط رئيس مركز الشروق وهو مؤسسة بحثية مغربية "إسبانيا تسيطر على معظم جبهة المغرب على البحر المتوسط من خلال سيطرتها على سبتة ومليلة وجزر أخرى. لم يعد هذا مقبولا".