في الخطاب الديني الموجه في التسعينات للمرأة السعودية وتحذيرها من شر الرجال, كان الرجل بمثابة الذئب البشري وهي كالحمل الوديع. وإن كان التشبيه للطرفين يحمل صفةً حيوانية, إلا أنه مع مرور الوقت سقطت جميع التشبيهات عن الرجل وقام البعض بابتكار أوصاف للمرأة, فهي مرةً كالبيضة, وأخرى كالجوهرة المكنونة. في تشبيه ثمين قيل عنها إنها لؤلؤة وإن عباءتها هي المحار، وإن البعض يريد إخراجها منه. وقبل أشهر قام مكتب دعوي ديني في الكويت بإطلاق أوصاف "الفستقة" و "اللوزة" على المرأة المسلمة! كوني كالفستقة, وكوني كاللوزة. قبل يومين أطلق شاب وصف "السمكة" على المرأة، وقال عنها "المرأة كالسمكة في حوض الماء يريد الناصحون الحفاظ عليها، ويريد المفسدون إخراجها من حوضها لحتفها وهلكتها, فمتى خرجتي من الحوض هلكتي"! الآن, في عام 2011 تعجز الأوصاف والألقاب ليتم اختيار المرأة كسمكة ولوزة وفستقة وقبلها بيضة. وحين قال الزميل ممدوح المهيني قبل عامين تقريباً إن الطلاب السعوديين كأنهم فئران تجارب للمناهج؛ شنّع عليه الكثيرون وقالوا كيف يتم تشبيه الطلاب بالفئران! طبعاً هجوم مضحك, والسبب لأن المهيني هو من قال بذلك فقط. أي أنه من حق أي شخص يعتبر نفسه "غيورا" أن يطلق أوصافاً كما يريد, وحينما يقولها أحد يعتبرونه غير "غيور" وأنه يعتبر جاهلاً لا يفقه من الدين شيئاً.
لغة التضعيف ومحاولة تصوير المرأة على أنها كائن محاصر أو خلق ليكون محاطاً بجدر, أو زجاجة أو قشرة لوز أو موز هي أكبر إهانة لها. وتقدير المرأة هو باعتبارها شريكة حياة وشريكة مجتمع, وليست سمكة أو بيضة. ما هو الوصف المناسب إذاً لإطلاقه على الرجل؟ السعوديات أنجزن الكثير وبمقدورهن إنجاز أكثر من ذلك. كل الأوصاف السابقة لقيت سخرية وردود فعل معاكسة من المجتمع، وهذا يدل على تصاعد الوعي لرفض ثقافة الوصاية، ورفض محاولات التحقير من دور المرأة وتصغير حجمها. المرأة في السعودية نائبة وزير, مستشارة, سيدة أعمال, طبيبة, حقوقية, وأكثر من ذلك. انتهى عصر السمكة والبيضة واللوزة والفستقة وكل مشتقات بيض (الصعو). وكل عام وأنتم بخير