أمجاد ابنة الخامسة عشرة، وشقيقتها شهد ابنة الحادية عشرة.. حبيستا المنزل إجباريا حيث تنتظران منذ خمس سنوات الالتحاق بأي مدرسة أو معهد للتربية الفكرية دون جدوى. وعلى مدى تلك السنوات يبذل والدهما المتقاعد من شركة أرامكو السعودية جهوده مع إشراقة شمس كل صباح، طارقا أبواب المسؤولين في وزارة التربية والتعليم، ومعاهد التربية الخاصة في منطقة المدينة المنورة؛ لإلحاقهما بركب التعليم أسوة ببقية زميلاتهما اللاتي يعانين من عاهة مرضية تحتاج إلى تدريب وتعليم.

الوالد حميد الجهني البالغ من العمر 57 عاما، يروي معاناته، مناشدا المسؤولين في وزارة التربية والجهات العليا بمنطقة المدينة المنورة التدخل لإنهائها.

ويقول خلال حديثه لـ"الوطن": إنه سبق أن أجري لابنتيه الفحص الطبي بمركز النمو والسلوك للأطفال ممثلا ببرنامج التدخل المبكر بمستشفى الولادة والأطفال في منطقة المدينة المنورة منذ عدة سنوات، وتمت مقابلتهما في معهد التربية الفكرية بهدف تقييم القدرات العقلية، مشيرا إلى أن التقرير الطبي أوصى بضرورة إلحاق الفتاتين بمؤسسة تأهيلية؛ لتنمية قدراتهما في مجال الوظائف الحياتية اليومية بأقصى درجة ممكنة لما تعانيان من تدن في مستوى الذكاء بمتوسط درجة 42 مما يضعهما في فئة ضعاف العقول القابلين للتدريب.

كما أشار الجهني إلى أن مماطلة معهد التربية الفكرية منذ عام 1427 بالمراجعة من وقت لآخر، وإخضاعهما من حين لآخر لفحوصات طبية من قبل المختصين هو أحد الأسباب الرئيسة التي ساهمت في تأخر دخول طفلتيه المعهد منذ أكثر من أربعة أعوام.

وأضاف أنه تقدم بخطاب لمدير التربية والتعليم في المنطقة قبل عامين، أشار فيه إلى عدم قبول ابنتيه لتعليمهما وتدريبهما فطلب منه إحضار تقارير طبية تشخص حالتيهما، إلا أن العاملين في تلك المعاهد يتحججون بأعذار واهية من وقت لآخر.

وكشف الجهني عن لجوئه إلى جمعية حقوق الإنسان ومخاطبتها بمعاناته الأسبوع المنصرم، مناشداً المسؤولين فيها سرعة التدخل والوقوف على معاناته حيث يعد تدريسهما وتدريبهما حقا شرعيا من حقوقهما.

وناشد الجهني أمير منطقة المدينة المنورة والمسؤولين في وزارة التربية والتعليم الوقوف معه، وإيجاد حلول عاجلة لابنتيه.

"الوطن" أجرت عددا من الاتصالات خلال اليومين المنصرمين برئيس جمعية حقوق الإنسان الدكتور مفلح القحطاني، ووجهت له نسخة من تظلمات المواطن إلا أنه لم يرد حتى الوقت الحالي.

كما أجرت "الوطن" عددا من الاتصالات بمديرة معهد التربية الفكرية في منطقة المدينة المنورة للتعليق على هذا الأمر، فلم ترد على الاتصالات. وتشير معلومات "الوطن" إلى أن معهد التربية الفكرية يعاني من ازدحام الطالبات، وضعف الإمكانات، إضافة إلى نقص في الكوادر مما ساهم في عدم تحقيق الهدف المنشود من إقامته.